يعود المخرج هانى خليفة بإبداع جديد كعادته بفيلم خارج السرب «سكر مر» الذي لفت الانتباه إليه منذ اللحظة الأولى، «خليفة» يحمل لغة سينمائية مختلفة على مدار تاريخه الفنى بدأها بفيلم «سهر الليالى» وأكملها ب«سكر مر» الذي يطرح خلاله رؤية مغايرة للزواج.. مشاهد منطقية ولقطات قريبة ومؤثرات بصرية، وتوجيهات ساعدت الفنانين على تقديم أفضل أداء لديهم ليرسم بفيلمه الجديد بورتريه لبطولة جماعية مميزة تنتظر حظاً أوفر في عرض جديد. تعود بعد غياب طويل من آخر أعمالك «سهر الليالى».. ما سر هذا الغياب؟ - لأنني لا أفضل مجرد التواجد وأسعى فقط لتقديم العمل اللافت الذي يغرينى لأقدم فيلماً مميزاً، وعندما عرض علىَّ المؤلف محمد عبدالمعطى سيناريو مميزاً يجمع بين الحبكة المميزة والموضوع الجذاب بطريقة حكى مختلفة فهو رصد ل5 سنوات في حياة الشباب كانت مؤثرة سلباً وإيجاباً خلقت حالات من التفكيك والتعقيد بين الشخصيات وبعضها حتى في طريقة التعامل وهنا وجدت سيناريو يحقق طموحى في العودة للسينما. مقارنة كبيرة وضعها النقاد بين «سكر مر» و«سهر الليالى»؟ - السبب وراء هذه المقارنة أن الدعاية الخاصة بالفيلم ركزت على أنه من إخراج مخرج «سهر الليالى» هاني خليفة، فالجمهور ربط بين اسمى واسم الفيلم، وأعتقد أن هذا أضر «سكر مر» في البداية، لكن بمجرد أن شاهده الجمهور وعرف أنه عمل مختلف، وهذه طريقتى فى التعامل أنا تخرجت عام 1993 وكان أول أفلامى 2003 عندما وجدت عملاً أتحمل أن أقدمه بشكل مميز شاركت كمساعد مخرج في فيلم «أرض الخوف» وتعلمت وقتها أن العمل الجيد يخرج عندما تؤمن به وليس عندما يكون مجرد سيناريو فقط، وهذا ما تعلمته من المخرج داوود عبدالسيد تقديم عمل أضيف به جديداً للسينما. العمل يدور فى إطار رومانسى حول أزمات الزواج، لكن في كل مشهد إسقاط على الواقع الاجتماعى فى مصر منذ ثورة يناير حتى الآن.. هل قصدت ذلك؟ - بالفعل ما أتناوله هو الواقع الاجتماعى الذي نعيش فيه هذه الثنائيات، الواقع صعب من حيث أحداث السياسة التي من المؤكد أنها أثرت علي الموجودين، مررنا ب«لخبطة» سواء في الدين أو الحياة أو الواقع بين الناس، وكان من الطبيعى أن أسقط فى أحداثى علي الواقع لأنني أتناول شخصيات وقعت تحت تأثير هذه اللخبطة، أصبح التدين والاستقرار والروح الحلوة والتركيز في المستقبل أمراً يحتاج تفكيراً كثيراً، انعكس الواقع من توتر وخوف وفزع وتحول ورهبة من المستقبل واستخدمت الواقع السياسي كتوثيق لهذه الحالة العاطفية المرتبكة التي تخضع لكل معايير التغيير، حتى إذا كانت هناك إسقاطات خاصة بحظر التجول، أو بصعود الإخوان على كرسى الرئاسة، فحتى الفترة الزمنية التي تعمدتها كانت بعيدة سياسياً في سعي شخصياتى للتدين، فالإسقاط ليس سياسياً بقدر ما هو تحول اجتماعى. إشكالية الفيلم في علاقات حب غير مكتملة كلها في جيل واحد.. هل ترى أنها أزمة يعاني منها المجتمع بحق؟ - اخترت نموذج 10 أشخاص، نماذج واقعية من مجتمعنا، وهذا يؤكد أنها حالة عامة ليست ظرفاً استثنائياً وليست حالة عارضة في واقع ملتزم أو مستقر، بل على العكس لرصد واقع يعاني منه شباب ليست أزمتهم في أنهم غير قادرين على الحب، لأنهم يحبون بالطبع ولكنهم لا يعرفون أحياناً ماذا يريدون، وينتقلون بسرعة من حال إلي حال، من الحرية المطلقة إلى التزمت، من الانفتاح إلى التقوقع، من الانفلات إلى التدين، والفيلم أثبت أنه كشف العلاقات التي نفكر فيها كثيراً ودعا في نظرة تفاؤل إلي التفكير في الأمل في غد أفضل، فالنماذج ما بين مصالحة وتمرد ومكاسب وخسائر ودائماً هناك الأفضل. هل رسالتك مع الفيلم تتوافق مع آرائك الشخصية؟ - لا أقدم سوي ما يتوافق مع قراراتى الشخصية، قدمت فيلماً بإخلاص يتوافق مع قراراتى وسياساتى الدعوية للتفاؤل بالحياة التي تستحق أن نعيشها وأطالب من يريد أن يعبر عن رأيه أياً كان، فلتقل ما تحب بلا تشويه ولا تشويش بعيداً عن الحزن والفزع والخوف لأن القادم قادم لا محالة ولكن كيف تتقبله هنا تكمن الرسالة، فالحياة تستحق أن نعيشها. هل ترى أن الفن قادر على تغيير رسالة الناس في الحياة؟ - إذا لم يكن الفن قادراً علي التغيير فلا فائدة منه، الفن رفاهية لمن يريد الحياة، وإذا لم يكن الفن وسيلة للبحث نحو الأفضل فليبحث المبدعون عن وسيلة أخرى للعمل لأنها وظيفتهم، من وظائف الرفاهية، الواقع السياسي صعب والفن وسيلته الوحيدة كيف يخلع الجمهور من هذا الصراع والصخب. الفيلم ظلم كثيراً بعرضه في موسم عيد الفطر؟ - الفيلم ظلم في كل شىء، أولاً الرقابة أجازته وصممت أن تحذف مشهداً لا علاقة له بالإساءة للذوق العام ومع ذلك صممت أن أعرضه بالمشهد المحذوف لأوضح أن الرقابة تحذف ما تريد ورغم ذلك حتي المشاهد مؤمن بنجاحها لا، أما عن عرضه في موسم عيد الفطر فمن الخطأ أن نربط نجاح الفيلم بالإيرادات التي يجمعها، العمل يحقق نجاحاً عندما يشاهده الجمهور ويؤمن به، وهذا ما أريد أن أفعله بالفيلم، هناك جمهور معين يدخل السينما في مواسم معينة، لكن البقاء دائماً للأفضل، وفي كل المراحل أستمتع عندما أشاهد نوعيات مختلفة من السينما، فهذا دليل على أن هناك دائماً اتجاهاً لإنقاذ السينما وإظهارها بشكل مختلف خاصة مع وجود مخرجين ومؤلفين وممثلين جدد وهناك تطور في الإخراج والتكنيك، فالسعى للتطوير والإبداع قادم. لماذا قررت خوض تجربة التمثيل بمسلسل «تحت السيطرة»؟ - أعشق الطموح الفني الذي يصل بالمشاهد إلي أماكن غريبة وجديدة تظهر إبداعه الفني علي المستويين الإخراجى أو التمثيلى، وارتباطى بعلاقات قوية ومتشابكة مع جميع أبطال العمل، وبالتحديد هاني عادل ونيللى كريم، فكلاهما تربطنى به علاقة صداقة قوية وشديدة، ولذلك عندما عرض علىَّ العمل شعرت بأننى أريد أن أمثل.