قال الكاتب الصحفي عادل الضوي إنه، بحكم صداقته الممتدة مع الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، والتي تزيد عن الأربعين عاما، عاش تجربة تربيته لبناته، خاصة الدكتورة غادة عبد الرحيم، والتي كانت أول طفل يرزق به أحدهم. جاء ذلك خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب "بنت أبوها" في مقر مؤسسة "البوابة نيوز" لمؤلفته الدكتورة غادة عبد الرحيم، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، الصادر عن دار "صفصافة" للنشر. وشارك في المناقشة الناقد الأدبي الكبير الدكتور يسري عبد الله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، الذي تناول البُعد الأدبي والنفسي في الكتاب، بحضور الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي رئيس مجلسي إدارة وتحرير مؤسسة "البوابة" ونخبة من الشخصيات العامة والمثقفين. وأشار الضوي، الذي ذكرته غادة عبد الرحيم في الكتاب ضمن حديثها عن علاقة والدها القوية بأصدقائه، إلى أنه عندما قرأ الكتاب عاش مرة أخرى تلك المشاعر التي اختبرها مع صديقه طوال تلك السنوات؛ واصفا غادة بأنها "شاهد على تلك السنوات". وأضاف: "هذا الحب الذي كان عبد الرحيم علي بارعا في زراعته، سواء لأسرته أو أصدقائه أو زملائه أو حتى الأفكار التي آمن بها، أعرف من أين استقاه. فالمصدر هو والده الراحل". وحكى: "في سنوات الشباب الأولى كنا كأي مجموعة من اليساريين الشباب، مفعمين بالحماس ومشاغبة السلطة، وكان طبيعيا أن نصطدم بالنظام في ذلك الوقت. ولم يكن والد عبد الرحيم علي راغبا في منعنا من هذه الأمور، لأننا دخلنا ذلك العالم في الوقت الذي كان هو قائدا فيه". وتابع: "لكن في إحدى المرات، وكان العم علي مرشحا وقتها لعضوية مجلس الشعب، تحدث ابنه بجرأة بالغة، لدرجة أن الأب نفسه هو من طلب منه أن يتريث قليلا خوفا عليه، رغم أن الرجل نفسه لم يكن يخاف أي سلطة، لكنها غريزة الأبوة وحب الأب البالغ لابنه، وهو ما انعكس على أحفاده، بنات عبد الرحيم". كتاب "بنت أبوها" "بنت أبوها" ليس مجرد كتاب بل شهادة حب وامتنان خالدة، تنقل عبر سطورها علاقة فريدة بين أب وابنته، تتجاوز المألوف، وتغوص في عمق الأبوة الحنونة التي تشكل وجدان فتاة، وتُعيد تعريف الأمان من خلال عيون والدها. ووفق الناشر، يقدّم الكتاب رحلة وجدانية عميقة عن علاقة من نوع خاص، تُروى بصدق ودفء نادرين، وتجسد معاني الحب الناضج، والدعم غير المشروط، والإلهام الذي يبدأ من أول بطل في حياة الفتاة، والدها. وقد جاء إهداء الكتاب مؤثرًا واستثنائيًا، حيث كتبت الكاتبة: "إلى كل فتاة ترى في والدها عالمها الأول وملاذها الأخير... بين نظراته كانت ترى الأمان، وفي صوته وجدت الوطن، فكيف للقلب أن ينبض بعيدًا عن نصفه الذي علّمه الحب؟" إلى من عاشت الحكاية، وإلى من ستجد فيها ظلّها... هذه الصفحات لكِ. إلى أول بطل في حياة ابنته، وسندها الذي لا يميل... هو الأمان حين يخذلها العالم، والضوء حين يعتم الطريق، والصوت الذي يحفظ طفولتها حتى حين تكبر. هو الأب... القلب الذي لا يتغير، والحب الذي لا ينقص. إلى أبي، عبد الرحيم علي... "كنتَ لي أكثر من أب... كنتَ الحكاية التي لن تتكرر، والسند الذي لا يميل، والملاذ الذي لا يُغلق بابه أبدًا. في وجودك، كان العالم أكثر دفئًا، وأكثر أمانًا، وأكثر عدلًا. كنتَ رجلًا بحجم الحلم، وملحمة أبوة لا تشبه غيرها. وأرويها بفخر، وأحملها في قلبي عمرًا بأكمله، وأحكيها لأولادي وأحفادي في المستقبل... ستبقى دائمًا أنت أصل الحكاية".