لا أدري, لماذا نحن غير متسامحين مع بعضنا البعض, أليس قيام الثورة في25 يناير هي قمة من قمم التسامح مع النفس, حتي نستطيع أن نسيطر علي أمور البلاد, التسامح غير مطلوب مع أشياء بعينها مثل الفساد والرشوة والمحسوبية والبلطجة وغير مطلوب مع الفلول التي تحاول أن تقضي علي الثورة كلية, وتعيد الحكم الي ما كان عليه في الماضي, كما علينا ألا نتسامح مع من نهبوا البلاد واستولوا علي ثرواتها وهربوها داخل البلاد وخارجها, اذا تمكنا من تصفية هذه المشكلات سوف ندخل في جميع الأمور التي تتطلب قراراتنا بحزم وبشدة من أجل تقدم البلاد ورقيها واعادتها الي فترة كان الجميع يشيد فيها بمصر ونهضة مصر ورقي مصر.. لجنة وضع الدستور مثلا حتي الآن فإننا لم نتخذ بشأنها قرارا حاسما لتشكيلها وعقد أولي جلساتها, حتي انتخاب من سيكون رئيسا للبلاد, ترك الأمر علي أعنته وبدون قيود أو شروط حتي يكون اختيار الشعب لمنصب الرئيس سليما, كما أننا في قلق شديد ونحن ننتظر يوم2 يونيو المقبل موعد إصدار الحكم علي الرئيس السابق حسني مبارك ومجموعة من كانوا يلتفون حوله, بمن فيهم ولداه جمال وعلاء, في الوقت الذي نثق فيه بعدالة القضاء وصدقه ومقدرته علي التمسك بالقوانين, إذن لماذا هذا القلق الذي نعيشه ونحن خائفون علي انفلات زمام الثورة؟. وسوف نطمئن بأن الحكام القادمين سواء كانوا أصلا من حكام الماضي الذين تطهروا من الآثام والفساد, أو من الحكام الذين سوف يتولون أمور البلاد لأول مرة سيكونون ممن أخذوا العظة ممن سبق عليهم بالعقاب, حقيقة أننا شعب طيب نلتزم بالطهارة ونلتزم بحب وطننا مصر التي هي فوق كل شيء, والعالم يؤمن بنا حقا دون نفاق أو سخرية, وهناك شيء مهم جدا أن التحقيقات كشفت عن أن إسرائيل ومعها أمريكا وضعتا لنا العراقيل التي شجعت الحكام علي الأخذ بنصائحهما لكي يبقوا حكام البلاد أبد الدهر, فإن إسرائيل كان لها جائزة هي شراء بترول البلاد بثمن بخس, وانها استطاعت أن تقوم بتنفيذ بعض مشروعاتنا القومية لتضع أصابعها في تحوير الحقائق وتلونها بلون صهيوني إسرائيلي مزيف لتقضي علي قوميتها وعروبتها, وتعمل علي عزل العرب عن مصر وعزل مصر عن العرب. أما أمريكا فإنها وبأموالها تقف حجر عثرة في ظل مشروعات البلاد بدءا من فترة بناء السد العالي الي يومنا هذا في زراعة القمح, وقد كشف التمويل الأمريكي لبعض جمعيات البلاد عن أنها تحاول أن تقضي علي قومية مصر وتقسيمها الي أكثر من دولة ليكون هناك سهولة في التحكم في سيطرتها.. أخيرا علينا أن ننتبه ولا نقلق والنصر لنا بعون الله. المزيد من مقالات أدم النواوى