وسط البحث عن احلام الغد ورتابة الحياة وقيودها؛ أنت مدعو معي اليوم عزيزي القارئ للراحة وكسر رتابة الحياة مع أبو العربي الاسكندراني قائد رحلتنا البحرية بالإسكندرية.. رحلة تجعلك تدرك ان لكل منا مركب احلام محاطة بالكثير من العثرات والهموم لكن من يمسك بدفة احلامه بصبر وثقة في الله يستطيع ان يخطف الفرح من بين امواج الهموم ويكون مصدر سعادة من حوله. ان كنت عاشق للبحر ورحلاته أبحث عن أبو العربي الاسكندراني؛ بورسعيدي مقيم بالإسكندرية منذ 21 عاما تقريبا بعد ما تزوج واستقر، رجلٌ أسمر اللون في منتصف العمر، على وجهه ابتسامة دافئة تشعرك بالراحة، يأخذك بكل ترحاب وحب للمركب وفي الطريق تدرك أن الكل يعشق هذا الرجل ويقدره ربما لأنه يتمتع بروح مرحة تمزج بين ملامح التعب التي ذابت بين ثنايا الوجه فجعلت منه انسان ذو طلة مختلفة تثير فضول من يراه للتعرف عليه والتقرب منه. بمجرد ان يبدأ أبو العربي الرحلة تدرك انك سلطان في مركب صغير يعلم قائدها جيدا ما تشتهيه وتبحث عنه خلال هذه الرحلة القصيرة من مشاهد خلابة للبحر المتلاطم والسماء الصافية، وشرح كامل عن كل ما تقع عينيك عليه وقبل ان يسأل اللسان عن شرح ما تبحث نظراتك عنه تجد الاجابة،" هنا جامع القائد ابراهيم من أشهر مساجد الإسكندرية اتبني سنة 1948 في الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا ويشتهر الجامع بمئذنته الطويلة الرشيقة، دي المركب الغرقانة أحد المعالم المهمة ودي مركب المهاجرين غير الشرعيين فضلت واقفه هنا لغاية ما غرقت اما المركب اللي علي الشط هناك دي واحده من بين 11 مركب اللي غرقوا في اخر نوة الشتا الماضي".. وسط الشرح التفصيلي للجولة السياحية والتفسيري لبعض قضايا العاملين داخل البحر كان هناك فاصل كوميدي مع رشفات من أجمل شاي ممكن تشربه في حياتك؛ لما يحمله من مذاق خاص يمزج بين البساطة والحب والاخلاص في العمل. بعد الفاصل الكوميدي استكمل حديثة عن مشكلة تأمين المراكب الصغيرة ضد الغرق او التلف وقال: "التأمين بكل بساطة لا يغطي سوي عشرة الاف فقط من ثمن التصليح والعشرة مش كلهم لصاحب المركب، في جزء للي حرك الموضوع وجزء لمدير الجمعية وحاجات تانية كتير، البحر واسع بخيره ومشاكله واحنا من صيادين لمراكبية لعمال بنحاول نخطف الخير قبل الغير في منا اللي بيتوه في السكة وفي اللي بقي زي السمك عرف طريقه وسكته...ومع رشفة صغيرة أخري من الشاي الذي برغم مراره كان في منتهي اللذة قال: " أنا كل حياتي بحر أي حاجة في البحر ممكن أعملها لكني بغرق في البر ومشاكله بس كله بعون الله يتحل، أنا ربيت تلات بنات من رزق المركب دي مع اني شغال عليها بس؛ حطيت كل أحلامي في بنتي الكبيرة احلام ودورت علي الفرحة وكانت بنتي التانية لغاية ما لقيت الفرح كله مع أخر العنقود فرح... الناس كلها بتهرب من البر ودوشته لهدوء البحر في اللي يحب يذاكر ويراجع قبل الامتحان ويجي يحتفل مع أبو العربي بفرحة النجاح وسط موج البحر وفي اللي بيرمي همومه وفي اللي بيكتب اول قصة حب غير اللي بيجي يغير روتين يومه؛ مهما اختلفت الأسباب أبو العربي سداد"...وبضحكة بسيطة نظر للبر وقال بصوت مرتفع "انا بقي نفسي أن شاء الله نرسي يوم علي بر يا أبو البنات يا حُر ونكسر أحنا كمان الروتين يا جميل". [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل