د. سعيد اللاوندي لم أكف عن عادتي وهي الحملقة في الفاترينات.. حتي في المنصورة, التي ذهبت إليها مؤخرا فلفت نظري أن هناك مكتبة اختارت اسما لها وهي كتب وأقلام.. صاحبها- وهذا ما أثار فضولي- طبيب نفسي يذهب من القاهرة خصيصا لمقابلة المترددين عليها وهم موزعون بين طلبة وباحثين وعشاق للكتب من كل الأجيال.. وما أعترف به أني وجدت كتبا كثيرة في هذه المكتبة التي اختارت أن تكون قريبة من النيل وأن يتردد عليها الباحثون الذين يأتون إليها من كل فج عميق.. وزاد دهشتي أن هناك ركنا أشبه بالصالون الفكري, يقرأ المتردد عليها فيه الجرائد المصرية, أو كتابا أو أكثر من المكتبة. وعرفت أن هناك أكثر من كتاب وضعه للقراء فقط الدكتور محمد غنيم( الذي أسس مركزا للمسالك البولية يعتبر من المراكز العالمية). من بين هذه الكتب كتاب وصيت لبلادي للدكتور إبراهيم شحاتة وهو كتاب لا يعرف تابوهات ويتحدث عن مصر بعقلية رجل عمل في المحافل الدولية النقدية في العالم. وعلمت من الدكتور أشرف أن المكتبة تنظم برامج فكرية وندوات ولقاءات مع كبار المؤلفين وتستضيف شهريا أحد الكتاب أو المفكرين علي أن يجري معهم حوارا يديره الباحثون أنفسهم.. وبهذا المعني تقود مكتبة كتب وأقلام في المنصورة حوارا مع جميع فئات الشعب وهي ليست بعيدة عن الجدل الذي يدور في مصر حول الرئاسيات والانتخابات والدستور. وعندما سألت صاحب المكتبة عن علاقة الطب النفسي بالثقافة والمفكرين, أجاب بأنه مواطن مصري قبل أي شئ ومن حقه أن يقول ما يفكر فيه, لكن الأهم أنه قال إنه كقارئ أولا حاول أن يجد مكانا يقرأ فيه ويشرب أيضا ما يريده.. فلم يجد في المنصورة كلها.. ففكر أن ينشئ هذه المكتبة التي يهوي إليها راغبو الفكر والثقافة في المحافظة. ألقيت نظرة سريعة علي رفوف المكتب فوجدت أن أحدث الكتب موجودة, بالإضافة إلي بعض الكتب التراثية. إن أهم شئ تضمه هذه المكتبة الفريدة في المنصورة أنها تحاول أن تعيد خصلة القراءة من جديد بين الشباب الذين أخذهم النت والكمبيوتر بعيدا عن مجال المعرفة, وأشهد أن مكتبة كتب وأقلام قد استهجن بعض الناس الرسالة التنويرية التي تقوم بها منذ البداية لكنها الآن أصبحت في المقدمة وكأنها جامعة أخري غير جامعة المنصورة.