افتتاح قناة السويس الجديدة للملاحة العالمية فى حفل مهيب الرئيس: شريان خير ورخاء للوطن والبشرية.. والمصريون قادرون على صنع المستحيل الإنجاز خطوة من ألف خطوة لعبور التحديات ونهديه لأرواح الشهداء الشعب تصدى لأخطر فكر إرهابى .. ولن يستطيع أحد المساس بمصر مادمنا يدا واحدة إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة.. ونبنى دولة مدنية حديثة
منطقة اقتصادية عالمية ومراكز لوجيستية وسط فرحة مصرية كبيرة، وحضور عربى ودولى لافت من الملوك والرؤساء والوزراء وممثلى 121 دولة، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، رسميا، قناة السويس الجديدة، ووقع وثيقة بدء تشغيل القناة لتعبر على الفور السفن بها. وأكد الرئيس أن مصر دولة عظيمة لها حضارة ممتدة، وهناك دول كثيرة فى العالم تدرس لأبنائها الحضارة المصرية ، وعبر 7 آلاف سنة قدمت مصر للإنسانية قيما ومبادئ وأخلاقيات تناغمت مع الرسالات والأديان السماوية ولم تتقاطع معها. واضاف فى كلمته التى ارتجل جزءا كبيرا منها إننى أتحدث لكل المصريين، وليس مفكريهم ومثقفيهم وعلمائهم فقط، اتحدث للغالبية، وهم عندى لهم الأولوية الكاملة، وأقول إن مصر تقدم للإنسانية هدية من أجل الإنسانية، والتنمية، والبناء، والتعمير. وأوضح الرئيس أن مصر لم تقدم فقط هذا المشروع خلال العامين الأخيرين، ولكن سوف يُذكر لها أنها تصدت وواجهت أخطر فكر إرهابى، إذا تمكن من الأرض لحرقها، والمصريون هم من تصدوا لهذا الفكر، كى يقولوا للإنسانية لا، وليقدموا السماحة الحقيقية للإسلام والمسلمين، ويقدموا البناء والتعمير والتنمية والرخاء، لا أن يقدموا القتل والتخريب والتدمير. وأشار إلى أن التاريخ سيذكر لمصر أيضا أنها تصدت، بأزهرها وعلمائها لتجديد الخطاب الدينى ليتناغم مع عصره ومحيطه.. وقال أنه من الممكن أن يكون ذلك غير محسوس الآن، لكن سيظهر خلال السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أن الشعب المصرى، وهو يحفر قناة السويس الجديدة، لم يكن يحفرها فى ظروف طبيعية، بل كان يحفرها فى ظروف اقتصادية وأمنية صعبة جدا، فالعناصر والجماعات الإرهابية المتطرفة التى أسميها "أهل الشر" يحاولون أن يؤذوا مصر والمصريين ويعرقلوا مسيرتها وتقدمها.. فقد كانت هناك ظروف مكافحة الإرهاب، ولا نزال نكافح هذه الظروف وسنكافحها وسننتصر عليها. وأكد الرئيس أن ما تم تنفيذه بهذا الشكل، ورد فعل الناس فى مصر على ذلك، "فرحة المصريين"، يؤكد أنهم كانوا بحاجة إلى أن يؤكدوا لأنفسهم وللعالم أنهم مازالوا قادرين.. والقناة الجديدة أول خطوة من ألف خطوة.. نحن مطالبون كمصريين أن نمشيها. وقال أريد إن أقول إنه لن يستطيع أحد أن ينال من مصر أبدا، مادام الشعب المصرى كتلة واحدة ، ويدا واحدة ، وإذا نظرتم فستجدون شيخ الأزهر وقداسة البابا موجودان بجانب بعضهما البعض.. يجب أن نبقى دائما كتلة واحدة حتى نتمكن من عبور التحدى الذى نجابهه والذى سننتصر عليه. وقدم الرئيس الشكر لأرواح شهداء مصر الذين جادوا بأنفسهم ودمائهم من أجل هذا الوطن ولتحقيق استقراره، موضحا أنهم قدموا تضحية غالية ليس فقط من أجل مصر، ولكن أيضا من أجل الإنسانية. وأشار إلى إن الشعب المصرى العظيم يعلن للعالم اليوم رسالة قناة السويس الجديدة: إننا ننتصر على الإرهاب بالحياة، على الكراهية بالحب.. لتكن القناة منطقة رخاء للإنسانية.. ليس فقط فوق مياهها بل وعلى ضفتيها.. بما يرتفع إلى مقام تاريخ هذه القناة التى وضعت بصماتها على جغرافيا الوجود وخريطة البشرية.. وأؤكد لكم أن مصر ليست بلد المشروع الواحد.. ولا يصح أن تكون كذلك.. فشعبها الشاب كما هو فى حاجة إلى العمل فإنه أيضا قادر على الإبداع والإنجاز.. وما افتتاح قناتنا الجديدة اليوم إلا انطلاق لمشروعات وطنية عديدة.. ولعل أكثرها اتصالا بإنجاز اليوم هو مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس .. حيث تم اعتماد المخطط العام للمشروع.. وستشرع الحكومة على الفور فى تنفيذه بتنمية وتطوير منطقة شرق بورسعيد، وسيلى ذلك البدء مباشرة فى تنمية مناطق الإسماعيلية والقنطرة والعين السخنة. وأوضح أن تنمية منطقة القناة تستهدف إنشاء منطقة اقتصادية عالمية.. تشمل عددا من الموانىء والمدن الجديدة والمراكز اللوجستية والتجاري.. والتى تحقق زيادة لمعدلات التبادل التجارى بين مصر وجميع دول العالم . وكان الرئيس قد استقل مرتديا الزى العسكرى، اليخت «المحروسة» الذى شق طريقه فى قناة السويس الجديدة لمسافة 10 كيلومترات، وسط عروض جوية مبهرة لطائرات الهليكوبتر والمقاتلات فوق سطح القناة، بينما احاطت وحدات من البحرية المصرية "المحروسة" من بينها الفرقاطة تحيا مصر، حتى وصل إلى موقع المنصة الرئيسية للاحتفال.
عبور أول سفينتى حاويات فى الاتجاهين قبيل أن ينتهي الرئيس عبدالفتاح السيسي من كلمته بدقائق، عبرت سفينتا حاويات القناتين القديمة والجديدة بالتوازي في الاتجاهين، وأطلقتا صافراتيهما، وسط تصفيق الحضور. وصرح مصدر مسئول بهيئة قناة السويس بأن أولي السفن العابرة للقناة الجديدة والقادمة ضمن قافلة الجنوب، هي سفينة حاويات مالطية حمولتها 156 ألف طن، تبعتها سفينة حاويات هولندية حمولة 116 ألف طن، ثم سنغافورية حمولتها 152 ألف طن. بينما عبرت القناة القديمة في الوقت نفسه ضمن قافلة الشمال 3 سفن: بنمية وفرنسية وإنجليزية.
بين الزى العسكرى والمدنى ظهر الرئيس عبدالفتاح السيسى على يخت «المحروسة» مرتديا الزى العسكرى بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث إن اليخت يتبع القوات البحرية. بينما وصل بعد ذلك إلى منصة الاحتفال مرتديا الزى المدنى، ووقع وثيقة تشغيل القناة الجديدة.
أسرة الرئيس تشارك فى الفرحة شاركت أسرة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاحتفال بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة أمس بالمنصة المجاورة للمنصة الرئيسية للحفل، وذلك في أول ظهور لها منذ حلفه اليمين بالمحكمة الدستورية، وجلست حرم الرئيس السيسي بجوار السيدة جيهان السادات لمتابعة وقائع الاحتفال.
نبوءة جمال حمدان استشهد الرئيس فى كلمته بالمفكر الراحل جمال حمدان صاحب موسوعة "شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان"، فقال لطالما كانت قناة السويس جزءاً من نبض مصر فشغلت مفكريها وأدباءها.. فها هو مفكر مصر الكبير الدكتور جمال حمدان يصفها قائلاً "لنا أن نطمئن رغم كل التحديات والعقبات أن مستقبل قناة السويس وثيق كما هو مضمون .. بل ومشرق أكثر مما كان في أي وقت مضى فقط بشرط أن نقبل بالتحدي .. وأن نتصدى للخطر باليقظة وبالإصرار وبالتخطيط الدءوب ثم بالعمل الحازم الحاسم".. وها هي نبوءة جمال حمدان تتحقق.. واقعاً جديداً يجري الآن متدفقاً في مياه هذه القناة.
الطفل عمرو صلاح على المحروسة جذب انتباه متابعى حفل الافتتاح أمس وجود طفل صغير يرتدى الزى العسكرى بصحبة الرئيس عبدالفتاح السيسى على يخت «المحروسة». وهذا الطفل هو عمرو صلاح (9 سنوات) مريض بالسرطان ويعالج فى مستشفى 57357، وقد ظهر فى أحد اللقاءات الإعلامية بالزى العسكرى متمنيا أن يؤدى التحية العسكرية للرئيس السيسي، ويشارك فى الافتتاح. وقد تعاطف معه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى وناشدوا الرئيس تحقيق أمنيته، فدعته الرئاسة لحضور الاحتفال، واصطحبه السيسى معه على «المحروسة».