قبل ستة أشهر من الآن أطلقت نقابة المهندسين المصرية مسابقتها التى اعتبرتها مشاركة عملية فى حلم قناة السويس الجديدة . المسابقة التى تحمل اسم (الأمل والعمل لبناء الإنسان والمجتمعات المستقبلية ) قدمت أفكارا وأحلاما ورؤى تمثل المستقبل بكل ما يعنيه من تطور وفكر مختلف وتصالح مع البيئة وكسر للقوالب الجامدة فى التفكير ووسط عشرات الأفكار المدهشة جاء المستقبل مختلفا ومبتكرا هناك على ضفاف القناة وبالتحديد فى الجهة الشرقية منه تركزت أحلام مهندسى مصر كبارا وشبابا بين حلم مدن لوجستية تنافس مثيلاتها فى العالم وحلم شريط تنمية يجاور القناة وخليج السويس وتخيل لمدينة تكون محكى لأكبر مدن العالم يعبر عليها العابرون للقناة وصولا للحياة فى مكعب روبيك الأكثر حداثة فى تصميمات البيوت البيئية جاءت الأحلام متجاوزة الواقع ومتجاورة مع الانجاز الذى صنعه المصريون بقناتهم الجديدة عشرات الأفكار والأحلام تم تقديمها عبر مسابقة الأمل والعمل سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية فازت منها ثمانية مشروعات بخلاف عشر جوائز تقديرية لشباب الحالمين من مهندسى مصر يقول حمدى السطوحى مقرر لجنة التحكيم ومدير مشروع « البديل « الذى اعد المحتوى الفنى للمسابقة :» هى ليست مسابقة تقليدية تهدف إلى تصميم مشاريع محددة البرامج بشكل دقيق وثابت مثل العناصر والمساحات، إنما مسابقة للأفكار والأطروحات من اجل وضع سياسات واستراتيجيات التنمية. إن عنوان المسابقة « اوليمبياد الأمل والعمل لبناء إنسان ومجتمعات مستقبلية تعبر عن هدفها الأساسى وهو بناء الإنسان ومن ثم المجتمعات المستقبلية أما المشاريع فهى ستكون نتاج هذا الإنسان، من اللافت للنظر مشاركة الكثير من الشباب والتى تؤكد أن الشباب هم الحاضر الذى سيصنع المستقبل الذى سنعيشه.» وعن المشروعات الفائزة يقول السطوحى :»فاز بالمركز الأول مشروع حلم البداية كما اسماه أصحابه وهو فريق عمل من 16 من أكاديميين ومهندسين من الأكاديمية الحديثة للهندسة والتكنولوجيا والمشروع يقدم تصورا لتنمية سيناء عبر مجموعة من المدن ترتبط بالميزات النسبية للمناطق المختلفة فى سيناء وتكون تلك المدن نقاطا تنموية قادرة على ان تغطى عبر توزيعها الجغرافى منطقة سيناء بالكامل وتلتحم بقناة السويس . أما الجائزة الأولى مكرر فقد قدم أصحابها تصورا لمشروع تنموى يمتد من المنطقة المحصورة بين مدينة الطور وحتى شرم الشيخ واعتمد على التخطيط الطولى الذى يضمن امتداد التنمية على مساحة كبيرة مجاورة لمنطقة خليج السويس للقضاء على المركزية حتى يكون النمو فى قطاعات طولية متنوعة تحقق الاحتياجات المختلفة للسكان بما يخلق تجمعات ومجتمعات سكانية واقتصادية متنوعة فى نشاطاتها . ومن الملاحظ أن جميع المشروعات الفائزة اعتمدت على تنمية سيناء كامتداد طبيعى لتنمية محور قناة السويس .» السياحة والتنوع الثقافى المصرى والعالمى كان محور مشروع محكى المدن والذى حاز على الجائزة الثانية المشروع اعتمد تماما على استغلال موقع القناة الفريد وعبور آلاف السفن عبر القناة المشروع ومحكى المدن ويهدف إلى إحياء القيم التراثية من الماضى من خلال مجموعة مشروعات وساحات مرتبطة بمسار رئيسى يتوازى مع مسار قناة السويس يبدأ بالمنطقة الخديوية والتى تعبر عن مصر فى الزمن القديم وتتفرع منها 10 مناطق لدول أخرى هدفًا لتنشيط السياحة الثقافية فى منطقة بورسعيد ، وتقدم بهذا المشروع مجموعة كبيرة من المهندسين منهم د. ماجد أبو العلا و22 مهندسا وطالبا وتميز المشروع بالطريقة المتميزة فى تقديمه عبر فيلم تسجيلى يرصد كل معالم الحضارات العالمية التى ستتم محاكاتها.» أما الجائزة الثانية مكررة والتى فاز بها فريق أكاديمية الشروق الثانية مكرر الشروق والذى نال ايضا جائزة تطبيقات الهرم الأخضر واعتمد تماما على تطبيقات البيئة النظيفة واستخدام الطاقة الشمسية والمتجددة وحمل اسم «نحو عمران أكثر استدامة وأكثر توافقية مع البيئة المحلية» تقدم به م. عمر محمد جلال مدرس مساعد بأكاديمية فهو يقام وبالتحديد على الجانب الشرقى للقناة فى مدينة السويس يهدف لإقامة مدينة بيئية متكاملة تمثل نموذجا جديدا للتعامل مع العمران للحصول على نموذج متطور من المدن المصرية الناجحة الرائدة لتكرار تجربتها فيما بعد والتى تتكيف مع الطبيعة الصحراوية لمعظم المعمور المصرى المشروع الثالث الذى حاز الجائزة الثانية مكرر مجموعة عمل بقيادة المهندسة إيناس سمير محمد يهدف لإقامة مدينة بيئية تكنولوجية لوجستية عالمية تكون بمثابة مركز اقتصادى وعلمى قادرة على جذب الاستثمارات ونشر العلوم والتكنولوجيا الحديثة. تعتمد اعتمادً كليًا على الطاقات المتجددة باستخدام الألواح الشمسية ومكانها شرق مدينة الإسماعيلية . بالإضافة لتلك المشروعات فقد تقدم عدد من المتسابقين بعدة مشروعات ذات طبيعة خاصة وتقدم أفكارا شديدة الابتكار ومنها مشروع .مكعب روبيك «الطبيعة هى بيتك« ، تقدم به الدكتور سامر السيارى أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية والمهندسة مروة على حجاج .. وتعتمد فكرة المشروع على الحفاظ على الطبيعة وجعلها مسكنا جديدا عن طريق عمل وحدة سكنية مديوليه تلبى جميع احتياجات الإنسان وترتبط بالطبيعة ، ويعتبر مبنى قائما بذاته.ويسهل التعامل معها بنقلها من مكان لآخر حسب طبيعة الاستخدام كما يسهل زيادة مساحتها عبر إضافة مكعبات أخرى لها ويمكن استخدام أسقف تلك المكعبات أو البيوت الصغيرة لتكون ألواحا لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية التى تتميز بها سيناء بشكل خاص.