كتب رأفت أمين: أيهم أفضل للمواطن الدعم العيني أم الدعم النقدي ؟ كان هذا التساؤل هو محور الدراسة التي اعدتها مؤخرا الغرفة التجارية بالشرقية بمناسبة ما تشهده الاسواق من حالة فوضي ونقص في السلع خاصة المدعومة, ويقول اسامة سلطان رئيس الغرفة ان الدراسة تستهدف البحث عن حلول عملية وشمولية وغير مكلفة وسهلة التنفيذ لمشكلة الدعم, مشيرة الي ان فكرة الدعم السلعي قائمة علي دعم السلعة وليس دعم متلقي السلعة وبالتالي فالدعم يصل إلي الفقير والغني ولا يفرق بينهما وبالتالي لا يحقق الدعم العدالة الاجتماعية المنوط بفكرة الدعم القيام بها واستعرضت الدراسة التطور التاريخي للدعم من اربعينيات القرن الماضي وتحليل جوانب المشكلة ومزايا وعيوب كل من الدعم النقدي والعيني, واشارت الدراسة الي ان إنخفاض سعر السلع المدعومة بشكل كبير جدا مقارنة بمثيلاتها من السلع الحرة بالسوق يساعد علي تعرضها للإهمال والتلف والهدر ويشجع بقوة علي التربح من وراءها واستغلالها من قبل ضعاف النفوس, وهذا الأمر أكثر وضوحا في رغيف الخبز الذي يتعرض لشتي صنوف الإهمال والهدر والسرقة في كل مراحله, بالاضافة الي الإسراف غير الطبيعي في استهلاك الوقود والطاقة التي تلتهم وحدها اكثر من75% من حجم الدعم السنوي. واوصت الدراسة بضرورة الإبقاء حاليا علي الدعم السلعي مع التدرج الطويل المدي الذي قد يستغرق سنوات قادمة لتطبيق الدعم النقدي مع الحرفية العالية من جانب الحكومة في إدارة الدعم العيني, وسحب بساطه بالتدريج, والعمل علي زيادة دخول الأفراد من خلال الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بما ينعكس مع مرور الوقت علي مستوي دخل الفرد الحقيقي بالزيادة, مع حصر دقيق وكامل لكافة أفراد الشعب وتصنيفهم من حيث مستوي الدخل الحقيقي لكل فرد. ومن المقترحات الإبتكارية التي اقترحتها الدراسة كما يشير ياسر الشاذلي رئيس القسم الاقتصادي بالغرفة هو الأخذ بميزان الأرغفة بدلا من عددها.. وهذا ليس جديدا حيث يعمل به في وزن البقسماط وأرغفة الفينو والخبز الناشف, إن الأخذ بهذا الأمر يحد بشكل قوي من الإسراف الذي يحدث من قبل المواطن الذي يلقي رغيف الخبز بسلة المهملات لأنه زائد عن حاجته, ولكن إذا كان سوف يشتري بالوزن فسوف يعمل علي تخفيض استهلاكه بنسبة لاتقل عن10%. ومن الحلول الإبتكارية لمسألة إيصال البنزين لمستحقيه هو انشاء بطاقة ممغنطة الكترونية توزع علي السيارات( أجرة أتوبيسات نقل ونصف نقل أتوبيسات المدارس السيارات ذات الموديلات القديمة والسعات اللترية القليلة) لكل بطاقة منها كمية أو قيمة محددة, مع استبعاد السيارات الملاكي ذات السعات اللترية المرتفعة والموديلات الحديثة نظرا لأن ذلك مؤشر لارتفاع مستوي معيشة من يملك هذه السيارات.