فى بداية جولته الإفريقية التى تشمل كينيا وإثيوبيا، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن إفريقيا تسير قدما، ووصفها بأنها أسرع المناطق نموا فى العالم. وفى أول زيارة إلى نيروبي، قال أوباما، خلال افتتاح قمة عالمية حول ريادة الأعمال: «أردت أن أكون هنا لأن إفريقيا تسير قدما. إفريقيا واحدة من المناطق التى يسجل فيها نموا اقتصاديا مضطردا». وأكد الرئيس الأمريكي، بعد الترحيب بالمندوبين فى منطقة الساحل، أن إفريقيا «واحدة من أسرع المناطق نموا فى العالم حيث ترتفع الإيرادات وتتزايد الطبقة المتوسطة وهذا يوفر فرصا لا تصدق للأفارقة والعالم». وأقر أوباما بأن الوصول إلى رأس المال مازال صعبا للكثير من أصحاب إدارة الأعمال الأفارقة، لكنه شدد على «إحراز تقدم لا يصدق» فى العقد الماضى قائلا:«إننى فخور بكم جميعا». كما دافع الرئيس الأمريكى عن مبادرة «طاقة إفريقيا»التى يقودها القطاع الخاص وتهدف إلى مضاعفة فرص الحصول على الكهرباء فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبري وقال :«نسير قدما فى هدفنا»، نافيا مزاعم قالت إن الخطة التى بلغت تكلفتها 7 مليارات دولار فشلت فى تحقيق هدفها لمضاعفة الكهرباء فى إفريقيا. و من جانبه، قال الرئيس الكينى أوهورو كينياتا إن تنظيم هذه القمة يقدم وجها آخر لأفريقيا مختلفا عن الصورة التى ترسمها وسائل الإعلام. وأكد كينياتا أن «الخطاب عن اليأس الأفريقى خاطيء وفى الواقع لم يكن يوما صحيحا، والآن يتبين أن أفريقيا منفتحة ومستعدة للأعمال». وانعقدت القمة وسط إجراءات أمنية مشددة أدت إلى إغلاق بعض المناطق و المجال الجوى فوقها وقت هبوط طائرة الرئيس الأمريكى أمس حتى إقلاعها اليوم متوجهة إلى إثيوبيا . كما تم نشر حوالى 10 آلاف عنصر من أفراد الشرطة فى نيروبى ووضعت البحرية الأمريكية على أهبة الاستعداد فى المحيط الهندي. جاء ذلك فى إطار مخاوف الأجهزة الأمنية الكينية والأمريكية من حركة الشباب الصومالية التى شنت عددا كبيرا من الهجمات الانتحارية على الأراضى الكينية ولا سيما الهجوم على جامعة جاريسا الذى أدى إلى مقتل 147 طالبا فى أبريل الماضي. وحذرت السفارة الأمريكية من أن هذه القمة قد تكون «هدفا محتملا للإرهابيين». وفى الإطار نفسه، احتلت زيارة أوباما الصفحات الأولى للصحف الكينية أمس ، فقالت صحيفة «ذى ستاندارد» فى افتتاحيتها: «كينيا أنا هنا» مبرزة صورة الرئيس الأمريكى عند وصوله إلى المطار فى نيروبي، بينما اختارت ذى ستار عنوان «وصل أوباما». وتحدثت صحيفة «ذى ديلى نيشن» عن «ظاهرة أوباما» ودعت الكينيين إلى التمثل به واغتنام «الفرص التى تقدم لنا كأفراد». وأضافت «إذا كان هناك شيء يجب تعلمه من الزيارة فهو أننا نستطيع بالتأكيد تجاوز الانقسامات الصغيرة التى كانت سببا فى جعلنا نقف ضد بعضنا البعض». وكان عدد كبير من الكينيين قد احتشدوا أمس الأول على الطريق المؤدى من المطار إلى وسط المدينة لتحية الرئيس فى سيارة الليموزين التى استقلها مع أوما، شقيقته من والده. وكان الرئيس باراك أوباما قد استقبل أمس الأول العشرات من أقاربه على مأدبة عشاء فى أحد فنادق نيروبي. وجلس الرئيس مرتديا زيه الرسمى فى منتصف مائدتين كبيرتين بين أخته غير الشقيقة أوما أوباما التى استقبلته فى مطار نيروبى وبين زوجة جده سارا أوباما . يأتى ذلك فى الوقت الذى يستعد فيه الاتحاد الإفريقى لاستقبال أوباما فى مقره بأديس أبابا بعد غد - الثلاثاء - فيما تعد الزيارة الأولى من نوعها لرئيس أمريكى لأثيوبيا ومقر الإتحاد. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما فور وصوله لمقر الاتحاد الأفريقى اجتماع ثنائى بين الدكتور دلامينى زوما رئيسة المفوضية ورؤساء المفوضيات الثمانية،كما سيلقى أوباما خطابا فى قاعة «نيلسون مانديلا» بمركز المؤتمرات بالمقر الرئيسى بالاتحاد الإفريقى إلى جانب لقاء هيلى مريم ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبي. وقالت دلامينى زوما فى بيان صحفى إن «زيارة أوباما تعد تاريخية وفريدة من نوعها، مبدية ترحيبها وسعادتها بزيارة أوباما لمقر مفوضية الاتحاد الأفريقي».