أمل جديد لمرضى الالتهاب الكبدي "سي" بتوفر علاج جديد أقوي فاعلية، وأكثر أمنا، وأقل في آثاره الجانبية، بالسوق المصرية، مطلع الشهر المقبل، بعقار داكلانزا، وصولا إلى 4 أنواع بنهاية العام الحالي، وهو ما يتيح فرصا أكبر لعلاج قطاع واسع من مرضى الكبد. في البداية يكشف د. وحيد دوس رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، أن هناك أكثر من 100ألف مريض بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" تم علاجهم منذ نوفمبر الماضي عقب توفير أحدث دواء فعال ضد فيروس سي، وفقا للقواعد الاسترشادية العالمية، معلنا نتائج علاج ومتابعة حوالى 6 آلاف مريض استكملوا الكورس العلاجى بعقار سوفالدي، وقد مضت ثلاثة أشهر على انتهاء العلاج لرصد نسب الشفاء الفعلية التي جاوزت 85%. ويرى أن النجاح في علاج هذا العدد الكبير من المرضى جاء نتيجة خطوات متراكمة على مدار الأعوام الماضية من خلال إتاحة الأدوية الجديدة لعلاج فيروس سى فى منظومة العلاج لجميع المرضى على نفقة الدولة، وهو ما كان له صدى قويا فى المحافل الدولية. ويضيف ان البرنامج القومي عقب توفير عقار سوفالدي ثم عقار أوليسيو منذ شهرين للمرضى، ويتم تعاطيه دون الحاجة للإنترفيرون. وتشهد الأيام القليلة القادمة طرح عقار الداكلانزا، ويمتاز بأعراض جانبية أقل مقارنة بالأوليسيو. وكذلك ينتظر علاجات جديدة، وهي هارفوني وفياكيرا، التي سيتم توفيرها في مراكز وزارة الصحة نوفمبر القادم. ووفقا لرئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية: تمتاز هذه الأدوية الجديدة بقصر فترة العلاج إلى 3 أشهر بدلا من ستة أشهر، وكذلك توفر مأمونية أكبر وآثارا جانبية أقل، نظرا لكونها أقراصا أحادية، بما يجعلها بمثابة ثورة فى التخلص من الفيروس خلال فترات وجيزة، مع تحقيق نسب شفاء أعلى ومن الممكن أن تتخلص مصر من الفيروس خلال 7سنوات. ويوضح أن عقار فياكيرا يعتبر الدواء الوحيد المصرح به لعلاج مرضى الكبد المصابين بفشل كلوى. بينما يتاح استخدام عقار هارفوني لمرضى المراحل الأولى من الفشل الكبدي وقبل الوصول لمرحلة الاستسقاء، مشيرا إلى أن هذه الأدوية لا تطرح للمرضى إلا بعد إجراء دراسات للتأكد من فاعليتها، وآثارها الجانبية. وينصح المرضى بعدم الخلط بين الأدوية الحديثة والالتزام بتعاطي الكورس العلاجي كاملا، وانتظار النتيجة خاصة مع قرب توافر أصناف جديدة من الأدوية تناسب فئات مختلفة من المرضى. ومن جانبها تقول نشوى حافظ مستشار وزير الصحة للخدمة الطبية في العشوائيات ومنسقة العمل مع المجتمع المدني، إن رفع الوعي بخطورة فيروس سي، وأهمية الوقاية لا تقل ضرورة عن توفير الأدوية الحديثة التي تزيد نسب الشفاء وفقا للبرنامج القومي لمكافحة المرض، وهو ما يلقي الضوء على جهود منع انتشار المرض، والقيام بحملات توعية مجتمعية عن سبل انتقال العدوي بين المحيطين بالمريض. وتستطرد: هذا هو هدف "حملة المليون حياة" المقرر إطلاقها تحت رعاية د.عادل عدوي وزير الصحة بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للفيروسات الكبدية. وتشير إلى أن الحملة تشهد مشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني مثل بنكى الشفاء والطعام ومؤسسة مستشفي 57357 وجمعية الأورمان وصندوق "تحيا مصر"، وعدد من شركات الأدوية. وتصل المبالغ فيها من يد المتبرع لشركات الأدوية لشراء الأدوية، وتوفيرها في مراكز تقديم الخدمة للمواطنين. ويكمن دور وزارة الصحة في الإشراف على تقديم الخدمة للمريض وفقا للبروتوكولات العلاجية الموضوعة من قبل اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية، والعلاج من خلال مراكز وزارة الصحة وفقا للبروتوكول المعترف به، وبأيدي أطباء وفرق تمريض مدربين لضمان سلامة المريض. وينتظر أن يبدأ تطبيق الحملة فى المركز المعتمدة بمحافظتي القاهرة والجيزة، ويجري حاليا مراجعة مستوى الخدمة وطاقة المكان والكوادر لضمان تقديم الخدمة الصحية بأحسن صورها للمرضى. وكذلك تتم دراسة التوسع في إنشاء مراكز رئيسية لتقديم الخدمة لمرضى التليف الكبدي، من أجل تخفيف الضغط على معهد الكبد بقصر العيني من جهة، وتخفيف الأعباء على مرضى المحافظات، وتقليل انتقالهم إلى القاهرة لتلقي العلاج من جهة أخرى. وتؤكد أن ذلك كله يتم من خلال دعم تقديم الخدمة العلاجية في 32 مركزا على مستوى الجمهورية، تابعة لوزارة الصحة، وإمكان تشغيل العيادات المسائية، ورفع كفاءة استقبال المترددين عليها من 300 حالة إلى ألف في اليوم الواحد، وكذلك فتح العيادات لاستقبال المرضى أيام العطلات الاسبوعية لمن لا يناسبهم التردد على العيادات لصرف الدواء خلال أيام الأسبوع لارتباطهم بالتزامات وظيفية أو دراسية.وتكشف مستشارة وزير الصحة أن الحملة تستهدف علاج مليون مريض بحلول عام 2016، كما تتضمن رفع الوعي المجتمعي بخطورة فيروس سي وأهمية الوقاية وتجنب سبل انتقال العدوى. وتضيف: "نتوجه إلى مختلف فئات المجتمع عبر الحملات الإعلانية بالتليفزيون والفيسبوك وحملات التوعية المتنقلة، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن مرضى فيروس سي من الشباب في المؤسسات ذات الكثافة كما بين المتقدمين للجامعات، من خلال تحليل بسيط لأخذ عينة الدم كما في تحليل السكر". وتوضح أنه عقب التأكد من إصابة شخص يتم ملء استمارة علاجه على نفقة الدولة حيث يصاحب حملة الكشف موظف لملء الاستمارات للبدء في إجراءات إدراج المصابين لتلقي العلاج.