فوز الزميلين عبد الوكيل أبو القاسم وأحمد زغلول بعضوية الجمعية العمومية ل روز اليوسف    النائب أحمد الشرقاوي: قانون إدارة المنشآت الصحية يحتاج إلى حوار مجتمعي    جهاز التنمية الشاملة يوزيع 70 ماكينة حصاد قمح على قرى سوهاج والشرقية    جولة داخل مصنع الورق بمدينة قوص.. 120 ألف طن الطاقة الإنتاجية سنويا بنسبة 25% من السوق المحلي.. والتصدير للسودان وليبيا وسوريا بنحو 20%    "نيويورك تايمز" تتحدث عن لحظة حساسة تخص حادث مروحية رئيسي.. تفاصيل    فرنسا تستثير حفيظة حلفائها بدعوة روسيا لاحتفالات ذكرى إنزال نورماندي    جوميز مدرب الزمالك المصري: نستحق الفوز بلقب الكونفيدرالية    نتائج مواجهات اليوم ببطولة الأمم الإفريقية للساق الواحدة    غدا.. أولى جلسات استئناف المتهم المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبد الغفور على حكم حبسه    الحرس الثورى الإيرانى يستخدم قنابل مضيئة فى عملية البحث عن مروحية الرئيس    رئيس «الفنون التشكيلية»: المتاحف الثقافية تزخر ب«كنوز نادرة» وأعمال الرواد    راغب علامة يُروج لأحدث أغانيه.. «شو عامل فيي» | فيديو    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    برلماني: قانون إدارة المنشآت لن يمس حقوق المنتفعين بأحكام «التأمين الصحي»    دموع التماسيح.. طليق المتهمة بتخدير طفلها ببورسعيد: "قالت لي أبوس ايدك سامحني"    رئيس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: جرائم الاحتلال جعلت المجتمع الدولى يناهض إسرائيل    خبير تكنولوجى عن نسخة GPT4o: برامج الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى إغلاق هوليود    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    طقس سيئ وارتفاع في درجات الحرارة.. بماذا دعا الرسول في الجو الحار؟    بينها «الجوزاء» و«الميزان».. 5 أبراج محظوظة يوم الإثنين 19 مايو 2024    مع ارتفاع درجات الحرارة.. نصائح للنوم في الطقس الحار بدون استعمال التكييف    الكشف على 1528 حالة في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    تحركات جديدة في ملف الإيجار القديم.. هل ينتهي القانون المثير للجدل؟    الجمعة القادم.. انطلاق الحدث الرياضي Fly over Madinaty للقفز بالمظلات    جدل واسع حول التقارير الإعلامية لتقييم اللياقة العقلية ل«بايدن وترامب»    وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    متحور كورونا الجديد.. مستشار الرئيس يؤكد: لا مبرر للقلق    «النواب» يوافق على مشاركة القطاع الخاص فى تشغيل المنشآت الصحية العامة    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    اقرأ غدًا في «البوابة».. المأساة مستمرة.. نزوح 800 ألف فلسطينى من رفح    ليفاندوفسكى يقود هجوم برشلونة أمام رايو فاليكانو فى الدوري الإسباني    هل يستطيع أبو تريكة العودة لمصر بعد قرار النقض؟ عدلي حسين يجيب    ختام ملتقى الأقصر الدولي في دورته السابعة بمشاركة 20 فنانًا    مدير بطولة أفريقيا للساق الواحدة: مصر تقدم بطولة قوية ونستهدف تنظيم كأس العالم    السائق أوقع بهما.. حبس خادمتين بتهمة سرقة ذهب غادة عبد الرازق    رسائل المسرح للجمهور في عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة العريش    بايرن ميونيخ يعلن رحيل الثنائي الإفريقي    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.. الإفتاء توضح    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    رئيس الإسماعيلي ل في الجول: أنهينا أزمة النبريص.. ومشاركته أمام بيراميدز بيد إيهاب جلال    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" في زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    عرض تجربة مصر في التطوير.. وزير التعليم يتوجه إلى لندن للمشاركة في المنتدى العالمي للتعليم 2024 -تفاصيل    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



افتتاح القناة..ومصر الجديدة
نشر في الأهرام اليومي يوم 23 - 07 - 2015

من حق المصريين أن يحتفلوا بافتتاح قناة السويس الجديدة لأنها إنجاز حقيقى تحقق فى وقت قياسى..ان انجاز هذا المشروع الضخم فى عام واحد يمثل تجربة فريدة جاءت فى ظروف تاريخية صعبة وقاسية وهى تؤكد ان النجاح ممكن وان الإنجاز ليس شيئا مستحيلا..
هناك أكثر من قراءة لهذا الإنجاز الذى ينبغى ان نضعه فى سياقه الصحيح من حيث الأهمية..نحن امام مشروع يمثل تغيرا حقيقيا فى فكر الدولة المصرية فى البناء والتنمية..لقد خرج بنا هذا المشروع من تلك الدائرة الجهنمية التى سيطرت على فكر المسئولين السابقين فى الدولة والتى قامت على المقاولات وتجارة الأراضى واعمال السمسرة والتربح وكانت وراء إنشاء طبقة اجتماعية مستغلة شوهت كل مقومات المجتمع المصرى فكريا واقتصاديا واجتماعيا..ان مشروع قناة السويس الجديدة يمثل فكرا جديدا لإعادة بناء وتشكيل منطقة من اهم مصادر الثروة فى مصر لم تستغل بطريقة جادة على امتداد عشرات السنين..هل من المعقول ان تبقى قناة السويس بموقعها وامكانياتها وتاريخها مجرد معبر مائى تمر فيه السفن العالمية مقابل رسوم تدفعها..هذه المساحة الشاسعة من الأراضى التى يلتقى فيها العالم كله انتاجيا وحضاريا واقتصاديا..هل يعقل ان هذا الموقع الفريد الذى يجمع مياه بحرين وثلاث قارات هى الأكبر فى خريطة الكون وتخرج منه اكبر ثروات التاريخ وهى البترول..هل تبقى قناة السويس مشروعا مهملا فى حياة المصريين كل هذا العمر؟..ان القضية الآن ليست مجرد مشروع لتوسيع طاقة القناة فى استيعاب مرور السفن ولكن الهدف الحقيقى هو ان تتحول هذه المنطقة من ارض مصر الى مركز اقتصادى يكون احد اعمدة الدولة المصرية فى العمل والإنتاج والتنمية..ألم يكن من الضرورى وهذه الآلاف من السفن العابرة فى مياهنا ان تتوقف قليلا وتشترى شيئا او تبيع أشياء..ان المشروع الحقيقى الآن ان تتحول هذه المنطقة الى مركز اقتصادى عالمى فيه الإنتاج حيث تقام المشروعات الإنتاجية الضخمة..وفيه الخدمات حيث تقام فيه شركات عالمية لتقديم الخدمات البحرية فى كل المجالات ابتداء بإنشاء وإصلاح السفن وانتهاء بالتوكيلات الملاحية والسياحية والتجارية.. ان المشروع الأكبر فى قناة السويس الآن هو فكر جديد فى التنمية والعمل والإنتاج يخرج بنا من هذه الدائرة المغلقة المتخلفة من فكر المقاولات التى وصلت بنا الى ما نحن فيه.
من واجب المصريين ومن حقهم ان يحتفلوا بافتتاح قناة السويس الجديدة لأنها سوف تستوعب مئات الآلاف من شبابنا الذى دمرته طوابير البطالة أمام حكومات لم تقدر يوما قيمة المواطن وحقه فى حياة كريمة عملا وسكنا ودورا واكتفت بأن تكون مجرد سمسار أراضى وشركة مقاولات وعمولات مشبوهة..
ان قناة السويس، الدولة الجديدة، يمكن ان تمثل زلزالا اقتصاديا حقيقيا ليس فى المنطقة فقط ولكن فى العالم كله..إنها على بعد خطوات من مصادر البترول..وعلى بعد أمتار من شرق آسيا حيث الصين والهند واندونيسيا نسور الاقتصاد العالمى القادم..وهى قريبة جدا من تجارب اقتصادية ناجحة فى السعودية والإمارات ودبى ودول الخليج..وهى نقطة التقاء بين شعوب كثيرة من هذه المناطق حيث شواطئ افريقيا والعالم العربى والبحر المتوسط واوروبا مكان مذهل وقطعة جغرافية شديدة الأهمية والقيمة والثراء..ان قناة السويس يمكن ان تكون مدخلا لرخاء حقيقى للشعب المصرى إذا توافرت لها الجدية والإخلاص وطهارة الأيدى والنفوس.
إن افتتاح القناة الجديدة يتم ومصر تعيش حالة حرب حقيقية على بعد امتار منها..ان جيش مصر يقوم الآن بمسئولية تاريخية فى تطهير سيناء من الإرهاب وهذه رسالة للعالم كله فى هذا التوقيت بالذات اننا نبنى ونحارب فى وقت واحد..اننا نحب الحياة ونعمل من اجلها وهناك ارهاب بغيض يهددنا ويهدد العالم كله بالموت والخراب والدمار..ان هذه الرسالة التى ترسلها مصر الآن للعالم تحمل اكثر من دلالة..ان الشعب الذى خرج يوم 25 يناير واسقط نظاما فاسدا مستبدا هو نفس الشعب الذى خرج في 30 يونيو وخلع نظاما دينيا فاشيا يساند الإرهاب ويدعو للخراب تحت ستار أقدس مقدسات الشعوب وهو الأديان.
إن على الإعلام المصرى الآن أن يبرز هذه الرسالة و هي ان ثورة يونيو تمثل مشروعا جديدا لبناء مصر الجديدة وان على العالم ان يحترم إرادة الشعب المصرى فى اختياراته لبناء مستقبله وان هذا الشعب الذى يخوض معركة ضارية ضد الإرهاب فى سيناء يقدم للعالم تجربة فريدة فى التنمية والبناء حين يقيم هذا المشروع الضخم فى شهور قليلة..
ينبغى ألا نضع مشروع القناة الجديدة فى مقارنات مع مشروعات اخرى جاءت فى ظروف تاريخية مغايرة تماما.. ينبغى الا نقارن حفل القناة الجديدة بما شهدته مصر فى عهود غابرة مثل احتفالات الخديو اسماعيل ونفقاته وبذخه لآن لكل حاكم ماله وما عليه..و ينبغى ايضا ألا نضع احتفالية إنشاء السد العالى فى مقارنة مع القناة الجديدة لأن عبد الناصر ليس الخديو إسماعيل والسيسى رجل جاء فى ظرف تاريخى ودولى مختلف تماما ويكفى انه وضع طريقا للتنمية الحقيقية وسط خرائب تجتاح العالم العربى كله .
كل الأشياء لابد ان تجئ فى سياقها فقد كان الخديو إسماعيل حالما كبيرا وهو يسعى لتكون مصر جزءا من اوروبا التى بهرته..وكان عبدالناصر يتحدى العالم كله وهو يقيم اكبر سد مائى فى العالم في اطار مشروع متكامل للتنمية.. وقد جاء عبد الفتاح السيسى ليقوم بعملية إنقاذ سريعة لبلد كان على حافة الخراب أمام جماعة دينية متسلطة اتخذت من الإرهاب وسيلة لحكم الشعوب.
يستطيع الإعلام المصرى ان يخوض واحدة من أفضل وأكبر معاركه مع افتتاح القناة الجديدة وهذا الحشد الكبير من الضيوف من رؤساء الدول وكبار الشخصيات وان ينقل على الهواء صورة مصر حين تبنى وتحارب فى نفس الوقت..ينبغى ان تكون المناسبة فرصة تؤكد معركتنا فى إنشاء مشروع ضخم فى وقت قياسى ومعركة اخرى قريبة جدا تدور فى سيناء ضد الإرهاب، ان هذا التداخل قضية على درجة كبيرة من الأهمية اننا نسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء وفى نفس الوقت قادرون على مواجهة الإرهاب وكل اعداء الحياة.
لاشك ان هذه المناسبة يمكن ان تفتح آفاقا جديدة لمشاركة دولية حقيقية تكمل ما شهده مؤتمر شرم الشيخ منذ شهور لتنمية مصر..إنها فرصة لكى يتعرف العالم على مستقبل هذه المنطقة بحيث نقدم ما لدينا من مشروعات ومقترحات فى جميع المجالات وان نسمع ما تطلبه المؤسسات الدولية الكبرى للمشاركة فى مشروع تنمية قناة السويس وهو المشروع الأكبر والأشمل..ان العالم يتجه الآن الى هذه المنطقة الواعدة ولديه أحلام كبيرة فى ان يكون شريكا فيها وهنا يأتى دور الإعلام المصرى فى تقديم صورة واقعية لما يحمله مشروع تطوير وتنمية قناة السويس..يدخل فى هذا الإطار ايضا مشروع تنمية سيناء بعد ثلاثين عاما من الإهمال حيث تتجه مؤسسات الدولة الآن الى هذا الجزء العزيز من الوطن الذى تحول الى وكر لخفافيش الإرهاب أمام الإهمال والتسيب والسلبية.
لابد ان تتحرك هيئة الاستعلامات ومكاتب الإعلام المصرى فى الخارج والسفارات لتسويق هذا الإنجاز بحيث لا يكون مجرد حفل افتتاح اومناسبة وطنية عابرة يجب ان تترجم ذلك كله الى خطط عمل وانتاج وتعاون .
لا أحد يعلم ترتيبات حفل الافتتاح، غير ان عددا من الرؤساء وكبار الشخصيات من دول العالم سوف يشاركون فى هذه المناسبة التاريخية..هناك نصب تذكارى وهو تمثال نهضة مصر فى شكل فرعونى على مدخل الضفة الشرقية للقناة، وهناك مجسم للأهرامات وابو الهول فى خلفية تاريخية للاحتفال، وهناك المنصة الرئيسية ومهرجان عالمى للفنون الشعبية تشارك فيه 50 فرقة على 50 سفينة تجارية تمثل حضارة وفنون كل دولة مشاركة، وهناك ايضا سرب من طائرات الرافال الفرنسية يظهر فى سماء الحفل لأول مرة..وقبل هذا كله تعود سفينة مصر التاريخية المحروسة للمشهد بعد سنوات من اعتزالها حيث يستقلها الرئيس السيسى وضيوفه من الرؤساء العرب والأجانب ..
كل ما نتمناه ان يكون حفل الافتتاح صورة مشرفة لمصر امام العالم فى بقعة من الأرض تحمل خصائص فريدة فى الموقع والأهمية والتاريخ..ان تاريخا طويلا سوف يشارك فى هذه الاحتفالية..ان دماء الشهداء التى حررت الأرض يوما من الاحتلال وتحررها اليوم من الإرهاب وهذا التاريخ الحافل الممتد فى سيناء ارض الأنبياء..هناك عروض فنية ستقدم فى هذه المناسبة ارجو ألا تكون استنساخا لأعمال شاهدناها فى أزمنة عبرت وانفقنا عليها مئات الملايين ولم نعد نذكر منها شيئا مثل: اخترناك والشعب وراك واديها كمان حرية وهذا الفن الساذج الذى لم يبق منه شيئا..
لا أتصور هذا الحفل بدون مشاركة حقيقية من افراد الأسرة العلوية خاصة ما بقى من احفاد الخديو إسماعيل بجانب كبار المسئولين فى هيئة قناة السويس من المصريين وحتى الأجانب..وأقدم المرشدين الذين حملوا مسئولية هذا الإنجاز التاريخى وان يكون هناك ممثلون لشهداء سيناء فى كل حروبها ابتداء بحرب 56 وانتهاء بنصر اكتوبر وشهداء المعركة ضد الإرهاب وشهداء ثورة يناير..
اتصور ايضا ان يشارك عدد من عشاق قناة السويس من المبدعين والمفكرين والساسة، وفى فرنسا جمعية ضخمة تحمل اسم محبى قناة السويس ولها متحف كبير يضم كل آثار مشروع القناة بالصور والرسوم والوثائق ومن بينهم حفيد ديلسبس وعدد من الشخصيات المصرية والفرنسية..
أتصور ايضا ان يكون أمام المشاركين فيلم وثائقى عن حجم الإنجاز فى القناة الجديدة يواكبه فيلم آخر عن المعركة ضد الإرهاب فى سيناء وان نقدم كل هذه الصور والوثائق للعالم من خلال إعلام واع يدرك مسئولياته وقبل هذا كله يجب ان نطرح أمام العالم الفكر المصرى الجديد فى المعنى الحقيقى للتنمية القائم على البناء والرخاء والأمن..
تحية لكل من شارك فى هذه الفرحة..تحية عرفان للشعب المصرى الذى قدم كل الدعم لهذه المناسبة التاريخية وتحية تقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى صاحب القرار ولجيش مصر العظيم الذى أنجز المهمة فى وقت وزمن قياسى وحشود قواتنا المسلحة ومواكبها واللواء الوزير وكل من خطط وشارك من القطاع المدنى وشركات القطاع الخاص وتحية للفريق مهاب مميش ورجاله من المسئولين في هيئة قناة السويس..انها لحظة تاريخية يجب ان نفرح بها ومعها وان تكون ميلادا لزمن جديد تستعيد فيه مصر مكانتها التاريخية لشعب مبدع وقيادة حكيمة وإنسان جديد.

..ويبقى الشعر

مثْلُ النَّوارس ِ..

حينَ يَأتى اللَّيْلُ يَحْمِلُنِى الأسَى

وأحنُّ للشَّط ّ البَعيدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

أعْشَقُ الشُّطآنَ أحْيانًا

وأعشَقُ دَنْدنَات الرّيح ِ..والموْجَ العَنِيدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

أجْمَلُ اللَّحظَاتِ عِنْدِى

أنْ أنَامَ عَلى عُيُون ِ الفَجر

أنْ ألْهُو مَعَ الأطْفَال فِى أيَّام عيِدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

لا أرَى شَيْئًا أمَامِى

غَير هَذا الأفْق ِ..

لا أدْرى مَدَاهُ..وَلا أريدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

لا أحبُّ زَوَابعَ الشُّطْآن ِ..

لا أرْضَى سُجُونَ القَهْر ..

لا أرْتاحُ فى خُبْز العَبيدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

لا أحِبُّ العَيْشَ فِى سَفحْ الجبَال..

وَلا أحِبُّ العشْقَ فى صَدر الظَّلام ِ

وَلا أحِبُّ الموْت فِى صَمتِ الجَليدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

أقْطفُ اللَّحظاتِ مِن فَم الزَّمَان ِ

لَتحتوينِى فَرْحة ٌ عَذراءُ

فِى يَوْم ٍ سَعِيدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

تعْتَريِنِى رعْشَةُ..وَيَدُقُّ قَلبِى

حِينَ تَأتِى مَوْجَة ٌ

بالشَّوْق ِ تُسْكرُنِى..وأسْكِرُهَا

وأسْألُهَا المزيدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

تَهْدأ الأشْواقُ فِى قَلبى قليِلا ً

ثُمَّ يُوقظُهَا صُرَاخُ الضَّوءِ

والصُّبحُ الوَليدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

أشْتَهِى قلْبًا يعانِقُنِى

فأنْسَى عندُه سَأمِى..

وَأطْوى مِحنَة َ الزَّمَن ِالبَلِيدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

لا أحَلّق فِى الظّلام ِ..

وَلا أحبُّ قوافِلَ التَّرحَال ِ..

فِى اللَّيْل الطَّريدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

لا أخَافُ الموْجَ

حِينَ يَثُورُ فِى وَجْهِى..وَيَشْطُرُنِى

وَيبْدُو فِى سَوَادِ اللَّيل كالقَدر العَتيدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

لا أحبُّ حَدَائقَ الأشجَار خَاوَيَة ً

وَيُطْربُنِى بَريقُ الضَّوْءِ

وَالمْوجُ الشَّريدْ

مثْلُ النَّوارس ِ..

لا أمَلُّ مَوَاكِبَ السَّفَر الطَّويل ِ..

وَحِينَ أغْفُو سَاعة ً

أصْحُو..وَأبحرُ مِنْ جَديِدْ

كَمْ عِشْتُ أسْألُ مَا الَّذى يَبْقى

إذا انْطفَأتْ عُيُونُ الصُّبح ِ

واخْتَنَقَتْ شُموعُ القَلْبِ

وَانكسرَتْ ضُلوعُ الموْج ِ

فِى حُزن ٍ شديدْ ؟!

لا شَىْءَ يَبْقَى..

حِينَ ينْكسرُ الجنَاحُ

يَذوبُ ضَوءُ الشَّمْس

تَسْكُنُ رَفرفَاتُ القَلْبِ

يَغمُرنا مَعَ الصَّمتِ الجَليِدْ

لا شَىءَ يَبْقَى غَيُر صَوْتِ الرّيح

يَحمِلُ بَعْضَ ريشى فَوْقَ أجْنِحَةِ المسَاءِ..

يَعُودُ يُلقيها إلى الشَّط ّ البَعيدْ

فأعُودُ ألْقِى للرّيَاح سَفِينتِى

وأغُوصُ فى بَحْر الهُمُوم ِ..

يَشُدُّنى صَمْتٌ وَئيدْ

وَأنَا وَرَاءَ الأفق ِ ذكْرَى نَوْرس ٍ

غَنَّى..وَأطْرَبَهُ النَّشِيدْ

كُلُّ النَّوارس ِ..

قبْلَ أنْ تَمْضِى تُغَنّى سَاعَة ً

وَالدَّهْرُ يَسْمَعُ مَا يُريدْ

قصيدة “مثل النوارس “ سنة 1996
لمزيد من مقالات فاروق جويدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.