ربما يكون موقف الدكتور محمد البلتاجي الكادر في جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة هوالنموذج والعنوان لحالة كثير من أعضائها الآن, فالمخاوف والارتباك واختلال المعايير لاشك أنها أصابت كبد الجماعة.. وما يقوله البلتاجي في العلن سواء في الصحف أو علي موقعه في الفيس بوك ضد ترشيح المهندس خيرت الشاطر علي منصب الرئاسة يثير الكثير من الأسئلة الصعبة حول مستقبل الجماعة التي منذ ثورة يناير وهي تمر بأحداث فارقة تفقدها ارضا بعد ارض وتضعها في جانب وتقريبا كل القوي السياسية( فضلا عن القائمين بالحكم) في جانب آخر! ويبدو أن الجماعة انقسمت بين تيارين الأول الحرس القديم الذي يستعجل قطف الثمرة والآخر معظمه من الشباب الذي يري أن الالتزام بمصداقية الجماعة عندما أعلنت عن عدم ترشيحها أحدا من داخلها للرئاسة أهم من تحقيق مكاسب آنية! ولكن والسؤال المهم ما هي آثار ترشيح الشاطر علي الجماعة وعلي السباق الرئاسي؟. البعض يشفق علي الاخوان أن يتحملوا مسئولية مصر بجميع مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والرئاسية وبالتالي فأي فشل سيقضي تماما علي مصداقية الجماعة وللأبد بينما معظم القيادات القديمة تري أنه إذا لم تسرع الجماعة للسيطرة علي مؤسسات الدولة فإنها لن تستطيع أن تنفذ وعودها ومشروعها الذي يتعثر حاليا بسبب تجربتها الحالية مع الحكومة من جهة والمجلس العسكري من جهة أخري؟! ولكن يظل قرار الدفع بالشاطر له آثار بدأت في الظهور.. فلأول مرة تشعر بنقص شديد في حماسة قواعد الاخوان لهذا الترشيح وهو ما ينبيء عن أزمة ستظل تحت الرماد لمدة ليست قليلة ومرشحة للانفجار إذا فشل الشاطر في الفوز بالمنصب؟! كما أن هذا الترشيح سيفتت أصوات التيار الاسلامي مما يصب في مصلحة التيار المدني, والمفزع أن يستفيد منه تيار الفلول وأزناب النظام السابق؟!وهو ما يجعل من ترشيح الشاطر فخا أسهم في نصبه كل القوي التي تعمل بقصد أو دون قصد ضد الثورة أو علي الأقل تلك القوة التي تري أن ما تحقق من إسقاط للنظام والتوريث يكفي وزيادة! ووسط هذا العبث يبقي السؤال الأهم وهو هل ستجري الانتخابات الرئاسية بالفعل في موعدها؟! لنا ولك الله يا مصر. المزيد من أعمدة ايمن المهدى