قبل أيام قليلة من الاحتفالات الرسمية بميلاد قناة السويس الجديدة ، خصصت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية ملفا متكاملا حول المجارى الملاحية التجارية الجديدة فى العالم العربى تحت عنوان «دفعة نحو مستقبل مشرق». واحتلت قناة السويس الجديدة موقعا مركزيا فى الملف الذى اعتبر الاستثمار فى البنية التحتية والموانى والممرات الملاحية التجارية ، بديلا ذكيا للتراجع الملحوظ والمؤلم فى أسعار الطاقة ، والذى تعانى منه أكبر وأكثر دول الخليج العربى ثراء فى الوقت الراهن، فقد سلطت الصحيفة الضوء على القناة الجديدة ، مشيرة إلى أن مصر تتجه نحو المستقبل بكامل قوتها. ورصدت هبة صالح مراسلة الصحيفة آفاق مشروع قناة السويس، مشيرة إلى أن آلاف المصريين يعملون على مدار الساعة فى سباق مع الزمن مستخدمين أضخم الكراكات فى العالم لحفر القناة الجديدة، وأشارت إلى أن مصر تنتظر بفارغ الصبر يوم السادس من أغسطس المقبل موعد افتتاح مشروع توسيع قناة السويس ، لتصبح حركة المرور فى الاتجاهين، مما سيقلص المدة الزمنية التى تنتظرها السفن لعبور واحد من أهم المجارى الملاحية فى العالم. ووصفت القناة الجديدة بأنها المشروع الضخم الذى أخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى على عاتقه مهمة تنفيذه، مشيرة إلى أن القناة الجديدة هى مصدر فخر قومى للمصريين وتحمل أملا اقتصاديا طال انتظاره. وأشارت إلى أن المشروع تم تمويله كاملا بالاكتتاب الشعبي. ونجح السيسى فى تقليص مدة العمل بالمشروع من ثلاثة أعوام إلى عام واحد، فى تأكيد عزمه وإصراره على تحدى الصعوبات وحالة عدم الاستقرار التى تعانى منها مصر فى الوقت الراهن، كما أنه وسيلة لمواجهة التباطؤ الاقتصادى والبطالة التى تعانى منها البلاد حاليا. وأشارت إلى أن المشروع تضمن حفر 250 ألف متر مكعب وتوسيع وتعميق المجرى الملاحى ، مما سيقلص المدة الزمنية للملاحة بالنسبة للسفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة فقط، وفقا لتأكيدات مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، خاصة أن قناة السويس تعتبر أسرع طريق يربط بين آسيا وأوروبا. ويؤكد خبراء الملاحة أن التحسينات على البنية التحتية للقناة ستفتح المجال أمام مرور المزيد من السفن.ومن المتوقع أن يضاعف المجرى الملاحى الجديد من العائدات السنوية لقناة السويس من خمسة مليارات دولار إلى ما لا يقل عن 13 مليار دولار بحلول عام 2023. ويؤكد نيل ديفيدسون كبير الباحثين فى مركز «دروري» الاستشارى لأبحاث الملاحة البحرية أن القائمين على القناة لم يقدموا ما يكفى من المعلومات للحكم على القناة الجديدة. وأكد أن توسيع القناة سيقلص المدة الزمنية لعبورها وسيجذب المزيد من السفن.وشدد على أن مصر تجتذب بالفعل أغلب السفن التى تعبر من آسيا وأوروبا، وإليها ووفقا لتوقعات صندوق النقد العالمى فإن نسبة النمو فى الاقتصاد العالمى ستتراوح بين 4% و5% خلال الأعوام المقبلة ، إلا أنه استبعد تضاعف أعداد السفن التى من المتوقع عبورها القناة.