أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس ملامح إستراتيجية خمسية للتصدى للتطرف فى بريطانيا، وهى القضية التى يصفها بأنها «صراع جيلنا»، متعهدا بالتصدى لهؤلاء الذين ينشرون التطرف بين الشبان المسلمين البريطانيين. ومن المقرر أن يتم نشر الإستراتيجية كاملة فى وقت لاحق هذا العام والتى تسعى للتصدى لانتشار الأفكار المتطرفة التى يروج لها متشددو تنظيم «داعش» فى سورياوالعراق. وسيكون من الأهداف الرئيسية للاستراتيجية مكافحة صعود من يطلق عليهم اسم «متطرفى الداخل»، وهو أمر يقول كاميرون إنه لا يمكن عمله دون فهم الأسباب التى تجتذب الناس لداعش والتصدى لها. وقال كاميرون فى خطابه بمدينة برمنجهام: «عندما تسعى مجموعات مثل تنظيم داعش لحشد شبابنا لقضيتها المسممة فإنها قد تمنحهم إحساسا بالانتماء ربما يفتقرون إليه هنا فى الداخل، الأمر الذى يجعلهم أكثر عرضة للتطرف وحتى العنف ضد مواطنين بريطانيين آخرين لا يشعرون تجاههم بأى ولاء».وأوضح أن الاستراتيجية تشمل إجراءات لمواجهة إخفاقات التكامل بين الجالية المسلمة المتنامية فى بريطانيا. وأكد أن الشباب المسلمين ينجذبون للتطرف الإسلامى، كما كان الحال بين الشباب الألمان تجاه الفاشية فى القرن العشرين. وأضاف أن أيديولوجية التطرف الإسلامى تعتمد على نفس الأفكار غير المتسامحة للعنصرية و العرقية والفصل التى أدت إلى صعود هتلر والتى مازالت موجودة بين اليمين المتطرف. وأعرب أيضا عن رفضه الانتقادات التى تقول إن السياسة الخارجية الغربية أسهمت فى صعود «داعش» وانتشاره بين الشعوب المسلمة فى الغرب، مؤكدا أن مثل هذا التطرف كان كامنا قبل حرب العراق. وأوضح أن ما تحاربه بريطانيا فى التطرف الإسلامى هو أيديولوجيته التى تسمج بنشر أفكار غير متسامحة وتخلق بيئة خصبة لانتشار المتطرفين.