لم يمنعهم واقعهم الذي فرض عليهم عدم رؤية البحر ولا حمامات السباحة إلا من خلال شاشة التليفزيون من أن يتنازلوا عن الاستمتاع باللعب بالماء. ولأنهم بسطاء لا يمتلكون شاليها في الساحل الشمالي ولا عضوية في أحد النوادي الرياضية، فقد قرروا تحقيق حلمهم علي طريقتهم الخاصة0 في أي مكان به ماء تقع عليه عيونهم دون تردد0 0تجدهم يقفزون بملابسهم الداخلية - كزي رسمي للسباحة - في مياه عين الصيرة مهما جرحتهم صخور جدرانها أو ابتلعت أحدهم 00أو حتى في المياه الضحلة لإحدى نوافير الميادين العامة غير مكترثين بملاحقة الشرطة لمنعهم، يفرون مؤقتا ثم ما يلبثون يعيدون الكرة مرات ومرات. يسبحون في بحيرات الحدائق العامة رغم تلوث مياهها. وتعتبر الترع والمصارف أيضا حمام سباحة شعبيا لسكان القري . أما أحدث الابداعات فكانت من نصيب سيدة من أهالي الدويقة أقامت حمام سباحة بلاستيك في الشارع ليستمتع فيه الأطفال بمقابل مادي بسيط وتنتعش أجسادهم في هذه الحرارة الشديدة. أيا كان المكان، المهم هو اقتناص الفرحة في ظل واقع يحرم الكثيرين الحق في متعة السباحة0