بعد الأزمة التى أثارها تمثال رأس نفرتيتى فى مدينة سمالوط، والذى كان صورة مشوهة للملكة المصرية الجميلة، خرجت أصوات محلية ودولية تجدد المطالبة بإعادة التمثال النصفى الأصلى الفرعونى من المتحف الألمانى، ولتنظم مصر حملة لاسترجاع التمثال الذى خرج من مصر بالسرقة ومن خلال التهريب وتجار الآثار ليستقر فى متحف برلين بعد نحو 90 عاما، فتقدم الباحث بسام الشماع المتخصص فى علم المصريات ببلاغ للمجلس الأعلى للآثار لتجديد الدعم والدعوة لإنقاذ واسترجاع الأثر الفرعونى النادر والمسروق من مصر وتنظيم حملة دولية لمساندة مطلبنا. الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ التاريخ الفرعونى يؤكد أن تمثال نفرتيتى يعتبر أحد أشهر الأعمال الأثرية المصرية القديمة التى تحظى باهتمام العالم والإعلام بعد واقعة التمثال التقليد الذى أبرزته مجموعة الفنانين والآثريين أخيرا باعتبار أن الملكة نفرتيتى رمز لمقاييس الجمال فى صورة تمثال نصفى مدهون من الحجر الجيرى عمره أكثر من 3300 عام، نحته النحات المصرى تحتمس عام 1345 ق.م للملكة نفرتيتى زوجة الفرعون المصرى إخناتون. جعل هذا التمثال من نفرتيتى أحد أشهر نساء العالم القديم، وهى رمز من رموز الجمال الأنثوىّ النادر، وعثر عليه فريق تنقيب ألمانى عن الآثار بقيادة عالم المصريات «لودفيج بورشاردت» فى تل العمارنة بمصر فى عام 1912. ووضع التمثال فى عدة مواقع فى ألمانيا منذ عثر عليه ، واستقر منذ عام 2009 فى متحف برلين الجديد وحتى الآن وهناك جدل عنًيف مع ألمانيا بسبب مطالبة مصر بإعادته ضمن القطع الأثرية المهربة والمسروقة منها ومن خلال تجار الآثار. ويقول الدكتور بسام الشماع: إن تمثال رأس نفرتيتى أصبح حديث الصحف فى العالم فى هذه الأيام ويثير أسئلة كثيرة فى خاطر كل باحث عن الحقيقة فى علم تاريخ المصريات . فالملكة يعنى اسمها «الجميلة أتت» أو «الجميلة وصلت» ووالدها ووالدتها غير معروفين لنا، ولم يذكرا فى النصوص القديمة بشكل مباشر، كما كان يفعل المصرى القديم عادة، فاعتقد بعض العلماء أنها أتت من آسيا، ومن سوريا بالتحديد. وبالتالى هذا يشرح التسمية المصرية «الجميلة أتت». وتساءل العلماء «أتت» من أين؟ وإذا كانت «الجميلة وصلت» إذن، هذا يؤكد إنها لم تكن فى الأصل هنا فى مصر وقد أتت من خارجها. ولكن تبقى هذه النظرية قيد البحث والإثبات. وعلى كل الأحوال، فجمال وجهها الكمثرى الشكل لايتطابق مع الوجه المصرى القديم. ولاحظنا غياب «إنسان العين الأسود» المستدير من وسط العين اليسرى للملكة فى تمثال الرأس المشهور الموجود الآن حبيس جدران صالة العرض فى متحف برلين على أمل فك أسره قريباً، واعترفت عالمة الآثار الشهيرة (جوييس تيلديسلى) فى موسوعتها الشهيرة ملكات مصر من أوقات عصر الأسرات المبكر إلى وفاة كليوباتراس بأن من قام باكتشاف رأس نفرتيتى هو عامل مصرى تم تعيينه عن طريق التنقيب، وعالم الآثار لودويج بروخاردت قال: إن الاكتشاف تم فى أطلال الأتيليه أو الأستوديو أو ورشة العمل التى كان يعمل فيها النحات القديم العبقرى «تحتمس» مع النحاتين والفنانين الذين يعملون تحت يده وعلينا أن نستغل هذه العبارة، وأن الحقيقة التاريخية التى أكدتها عالمة الآثار «جوييس» كوثيقة مهمة ومؤكدة لأحقية مصر فى استرداد هذا الرأس. وكان رأس الملكة موجودا على رف فى ورشة العمل، وبعد وفاة إخناتون وعودة عاصمة البلاد إلى طيبة وهجر تل العمارنة عاصمة إخناتون السياسية والدينية، سافر الفنان تحتمس كما فعل الجميع إلى طيبة تاركا وراءه نحو 50 قطعة فنية من إنتاجه ومن إفرازات عبقرية النحات المصرى القديم. ومع الوقت وقع الرأس على وجها وبقى حتى تم اكتشافه فى 1912 والغريب فى الأمر ، بل ومن المذهل، أن تحتمس النحات لم ينظر إلى عمل: «رأس نفرتيتى» على أنه قطعة فنية فريدة، وتركه خلفه ولم يرد حتى إصطحابه معه إلى الأقصر. أخذ تحتمس ورشته من قطع فنية فريدة أو جميلة، وهذا أيضا معناه أن هناك فى رمال طيبة الفنية المزيد من الآثار التى تركها لنا «تحتمس».