عضوية مَجمع الخالدين جريمة!

مُنذ تأسيسه فى عهد الملك فؤاد والالتحاق به أمنيةٌ تشرئب لها أعناق عُلماء اللغة العربية، وترنو إليها أنظارهم، بيد أنه لا ينضوى تحت لوائه سوى 20 من المتبحرين فى حقل العربية تدوينا وتأليفا، بحثا ومُحاضرة، تقعيدا وتنظيرا، على أن يكون نصفُهم من مصر، والنصفُ الآخر من العرب والمستشرقين دون اعتبار لجنس أو دين.
وقد توالى على رئاسة مجمع الخالدين عددٌ من العلماء الأثبات، بدءا من محمد توفيق رفعت، وانتهاء برئيسه الحالى د. حسن الشافعى، أستاذ الفلسفة الإسلامية بدار العلوم .
وحيث إن منصبى: رئيس المجمع ونائبه عملٌ شرفى، فقد جمع رؤساؤه السابقون، ونوابُه بين عملهم بالمجمع، والتدريس الجامعى، دون أن تُوجه إليهم تُهمة الجمع بين وظيفتين، حيث جمع كل من : طه حسين ، وإبراهيم مدكور، وشوقى ضيف، ومحمود حافظ بين رئاسة المجمع والتدريس بالجامعة ، كما جمع د. كمال بشر بين منصب نائب رئيس مجمع اللغة العربية، وتدريس علم اللغة بدار العلوم.
ظل الأمر كذلك، حتى فُوجئنا مُؤخرا بتوجيه الأستاذ الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة اتهاما لكل من : رئيس مجمع اللغة العربية الحالى د. حسن الشافعى، ونائبه د. محمد حماسة عبد اللطيف، بالجمع بين وظيفتين، مُطالبا الرجلين، بإعادة الرواتب التى حصلا عليها من الجامعة خلال فترة عملهما بالمجمع.
والسؤال: هل اتهام رئيس الجامعة - وهو قانونى ضليع - لهذين الأستاذين يستند إلى قانون؟
ولو سلمنا بصحة اتهامه للرجلين، فكيف سُمح لرؤساء المجمع السابقين ونوابه بالجمع بين وظيفتين؟ أم أن القانون كان يغُط بالأمس فى سُبات عميق، واستيقظ اليوم ليجعل من هذين العالمين كبش فداء؟
وهل سيُطالبُ رئيس الجامعة الرؤساء السابقين للمجمع، الذين رحلوا عن دنيا الناس، برد الرواتب التى تقاضوها من الجامعة أثناء رئاستهم للمجمع، أم ستشفعُ لهم حرمةُ الموت؟
ولم خصّ رئيس الجامعة هذين الرجلين بهذا الاتهام، رغم وجود غيرهما جمع بين الوظيفتين ومازال على قيد الحياة، دون أن يُوجه له اتهام؟
ثم أليس فخرا لجامعة القاهرة أن يكون أكبر رأسين بالمجمع منها أم أن ذلك عارٌ يجعلها تتوارى من الجامعات من سوء ما بُشرت به؟
والحقيقة أننا لو فتحنا ذلك الباب على مصراعيه، ستمتد مظلة الاتهامات لتشمل أعضاء مجالس الشعب والمحليات والنقابات، إذ إن كثيرا منهم جمع بين عضوية تلك المجالس والعمل الحكومى.
لهذا فسؤالنا للدكتور جابر نصار: هل عضوية مجمع اللغة العربية جريمةٌ، أم أن اتهامه للرجلين لحاجةٍ فى نفس يعقوب؟
Sabry_elmougy @yahoo.com
لمزيد من مقالات صبرى الموجى