لو أرادت الحكومة أن تبحث عن قرية فيها كل أصناف المشاكل وتدهور الخدمات فستجدها في المعصرة مركز بلقاس الواقعة على أطراف حدود محافظة الدقهلية مع محافظة كفر الشيخ ، القرية التي يزيد عدد سكانها على 100 ألف نسمة وتتبعها ثلاث قرى هي العريض والقنان وشرقية المعصرة ونحو 30 تابعا من العزب وحاولت أن تتحول إلى مركز من عقدين دون جدوى ، هي نفسها القرية التي ينتسب إليها منفذو عملية التفجير الإرهابية لمديرية أمن الدقهلية نهاية عام 2013 وتغص بتلال من الأوجاع رصدتها " الأهرام " على أرض الواقع بعد جولة شملت مناطق مختلفة فيها لاحظنا فيها الطريق المكسر والضيق في مدخل البلد والذي ترشح منه المجاري ، وأكوام القمامة في كل الأزقة والشوارع ولم ينج منها حتى جامع القرية ، فضلا عن تعطل عشرات المشاريع والخدمات الرئيسية في قطاعات الصحة والصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء . يقول سمير الزكي مهندس زراعي من أبناء المعصرة إن مساحة الأطيان الزراعية بزمام القرية تصل إلى 50 ألف فدان ومبانيها مقامة على مساحة ألف فدان ومع ذلك فهي ليس بها قسم شرطة يضبط الأمن بها مع أن الأرض متوافرة ومساحتها 12 قيراطا وناشدنا المسئولين مرارا بذلك لمواجهة التحديات الإرهابية وأعمال البلطجة والسرقات وتجارة السموم والمخدرات والأسلحة المنتشرة بها . ويضيف الزكي : لدينا مستشفى ضخم مقام على ثلاثة أدوار يعتبر مغلقا من سنوات وتقتصر مهمته على تسجيل المواليد والوفيات صباحا رغم وجود التجهيزات التي تبرع بها الأهالي بنحو مليون ونصف المليون جنيه والأطباء والفنيين وتم عمل 150عملية جراحية به قبل سنوات قبل أن يتوقف عن تقديم الخدمات الصحية ويتحول إلى مركز طب أسرة وفي ذلك خسارة كبيرة على أبناء البلد الذين يضطرون إلى نقل أي إصابات ولو طفيفة إلى بلقاس ، والأدهى غياب الإسعاف في القرية رغم وجود أماكن محددة لأربع سيارات أما سمير السعيد عبد الله فيتحدث بمرارة عن الوحدة المحلية التي تضم 215 موظفا والمبنى قديم جدا وصدرت له قرارات إزالة منذ 15 عاما ولا يزال قائما ويمثل خطرا على حياة الموظفين والمتعاملين معهم ، مطالبا بسرعة تنفيذ الإزالة وبناء مجمع كبير وشامل ، ويشكو حسن عبد العاطي صاحب سوبر ماركت من غياب الخدمات في المعصرة تماما مشيرا إلى أن فواتير النظافة المحصلة شهريا 6 جنيهات للمجلس المحلي ،ولا نجد أي مقابل لها في تنظيف شوارع القرية التي تحولت إلى مقلب كبير ينشر الأمراض والأوبئة. ويؤكد أحمد السيد مدرس بمدرسة المعصرة الإعدادية أن أي طالب يصاب بجرح ولو بسيط لا يمكن إسعافه فورا لأن الخدمات بعيدة وبعض الحالات تموت قبل أن تصل إلى مستشفى بلقاس. ويفجر محسن شعيب عضو مجلس محلي سابق بالقرية مفاجأة غريبة عن محطتين للصرف الصحي والمعالجة متوقفتين عن العمل ولا تغطيان إلا شوارع قليلة في القرية ولم يتم استكمالهما أو تسليمهما منذ نحو 8 سنوات نتيجة سوء في التنفيذ والمواصفات والنتيجة أن القرية تعوم على مياه ملوثة وتصرف في ترع يتم من خلالها ري الأراضي الزراعية وتختلط المجاري مع مياه الشرب ، كما تنتشر مواسير كثيرة للصرف الصحي على الأرض أنفقت عليها الملايين في حالة فساد غريبة وإهدار للمال العام ، ويلتقط السيد عبادة خيط الحديث متناولا خزان مياه الشرب المتعثر منذ 5 سنوات ولم يتم تشغيله وكلما سألنا يقولون إن الأمر في يد شركة مياه الشرب ، كما أن لوحة الكهرباء أنجزت من سنوات ولم يتم تشغيلها حتى الآن مما يضاعف الانقطاعات المتكررة للتيار . ويطالب أحمد سمير خريج خدمة اجتماعية ورجل أعمال بتوفير سيارات مطافي في القرية والمكان مجهز بالوحدة المحلية وعمل منافذ للطرق وإنارتها وخاصة الطريق الرئيسي الذي يربط بين ثلاث محافظات هي كفر الشيخوالدقهلية ودمياط وأيضا ردم الترع والمصارف التي تتخلل الكتل السكنية ، وكذلك وقف ظاهرة بناء المساكن داخل المقابر وحماية نهر النيل المار بالقرية من التعديات عليه ومن التلوث ، وبناء سنترال اتصالات حديث وشهر عقاري وسجل مدني ، فضلا عن تخصيص ملعب لشباب القرية وتنشيط مركز الشباب الذي لا يمارس أي نشاطات تذكر . وقبل مغادرة المعصرة طلب منا عدد من المواطنين منهم مصطفى الشاذلي وصالح السعيد وغيرهما أن نطلب من محافظ الدقهلية أن يتكرم عليهم بزيارة إلى المعصرة للإطلاع عن كثب علي أحوالها ويقولون إن موقع قريتهم البعيد نسبيا عن المنصورة مركز الديوان العام جعل آخر زيارة لمحافظي الدقهلية إليها كانت عام 1963 .