هذه الفرحة التى ملأت قلوب معظم المصريين من ارتداء الرئيس السيسى لبدلته العسكرية، عند زيارته لأبناء جيشنا فى سيناء ، هل لها مايبررها .. هل يرى بسطاء المصريين أن السيسى ببدلته العسكرية أكثر تألقاً ، ورونقاً، عنه فى بدلته المدنية .. هل كانوا يتمنون له أن يبقى وزيراً للدفاع، من أن يصبح رئيساً للجمهورية ؟! هذه الأسئلة ، وغيرها انتابت نفوس البعض، لكنها فى النهاية اقتربت من إجابة واحدة ، وهو أن السر ليس فقط فى الرئيس الذى خلع بدلته المدنية عندما ذهب لزيارة جنوده على أرض سيناء، ولكنه أيضاً فى بدلة الشرف والعزة.. زى النصر أو الشهادة .. هى البدلة العسكرية التى تُشعر كل من يرتديها ، أنه يحمل تاج العزة فوق رأسه .. يرتدى ثوب الكرامة .. يحمل نياشين الدفاع عن الأرض والعرض. هى رداء شهدائنا من الضباط والجنود الذين وقفوا فى مواجهة جرذان الإرهاب، وحولوهم إلى «جيفة» ، أو فئران مذعورة، فى صحراء سيناء، لايعرفون أين ذهب طريقهم، الذى جاءوا منه !! مرة أخرى - شئنا أم أبينا – نتأكد أن هُناك حالة من العشق الخاص بين البدلة العسكرية ، والمصريين تتحول فيها شعارات البعض ضد الجيش، وكأنها أُنشودة من الخيانة على الوطن، وكأنها محاولة لقصم ظهر الوطن، فالجيش هو المصريون، والمصريون هُم أصحاب الجيش، ومن يريد أن يُسقط قادته، لايعنى لديهم إلا إنه سقوط لمصر كلها!! وبعيداً عن اتفاقنا مع وجهة النظر تلك من عدمه، فإن المصريين ، فى غالبية مواقفهم ، يثبتون انحيازهم التام للجيش ، ولكل من يرتدى بدلته العسكرية ، حتى لو تحرك إلى عالم السياسة ! ثقتهم فيه تكون الأوفر ، لأنهم متحيزون لهذه المدرسة التى يرون فيها أنها الأكثر وطنية ، وشفافية ، ورُبما حتى على ممارسة السياسة بالنكهة المصرية ! رُبما كان للرئيس السيسى أهداف سياسية من ارتدائه الزى العسكرى الآن مثل تأكيد بين أن مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب فى سيناء، كما حاربت المُحتل قبل ذلك على نفس الأرض، ورُبما أراد أن يظهر أمام الجميع أنه يخوض قيادة المعركة بنفسه .. كل هذا وارد، وواضح، لكن المصريين رأوا أن عودته لارتداء زيه العسكرى، يجعلهم « فرحانين « من قلبهم ، فرحة ولاد البلد فى أفراح زمان .. تشعر وكأنهم يريددون أن يقولون له «إحنا إخترناك كده» ،وفوقها أيضاً يقولون «يا حلاوتك بالبدلة الميرى » !!