5 - عندى يقين بأن ما وقع من أحداث وانفجارات فى الآونة الأخيرة مايبعث على الاطمئنان أكثر مما يثير من القلق لأن بها مايعكس إحساسا باليأس واقترابا من بلوغ حالة لفظ الأنفاس انتحارا وليس شجاعة! إن أخطر مايمكن أن يهدد هدف تطويق الإرهاب واجتثاثه من جذوره هو أن يسمح البعض منا لنفسه بأن ينفخ فى بوق التهويل حول أى حادث لأن ذلك معناه إثارة الذعر والخوف والقلق وإطالة عمر هؤلاء الإرهابيين ولو معنويا لبضعة أيام أو أسابيع تحت وهم كاذب بأنهم نجحوا فى زراعة الخوف فى النفوس وأن ذلك هو مدخلهم للانقضاض والوثوب وفى المقابل فإن التهوين من قوة الإرهابيين والاستهانة بما يمكن أن يحققوه من نتائج هو أيضا خطر كبير لايقل عن خطر المبالغة والتهويل لأن تجربة التعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية كشف عن قدرتها على الكمون والاختباء والهروب من المواجهة والانتظار سنوات وسنوات حتى تحين الفرصة لهم مرة أخرى للظهور على السطح. وربما يتوجب علينا أن ننبه إلى ضرورة مراعاة الدقة فى البيانات الأمنية الرسمية بحيث لاتكون غامضة ومقتضبة بما يغرى على ممارسة البعض لهواية التضخيم والمبالغة ودون أن تكون بيانات متفائلة أكثر من اللازم فتهيئ الأجواء والمشاعر لبلوغ مرحلة التهوين والاستهانة. ثم إن هناك ماهو أهم وأخطر من التهوين والاستهانة أو التضخيم والمبالغة وأعنى خطر الاجتهاد غير المسئول الذى يمكن أن يخلق بلبلة فى النفوس من نوع الخلط فى الأوراق ومحاولة توجيه الأنظار بعيدا عن رموز ومعاقل الإرهاب المرصودة وليس معنى ذلك أننى أستبعد تورط عناصر أجنبية! أريد أن أقول بوضوح: إن الطابور الخامس موجود فى كل دولة ولكن هذا الطابور لايقدر على الحركة إلا إذا اضطربت الأوضاع وتزعزع الأمن فالطابور الخامس فى أى دولة مستعد لأن يبيع نفسه لأى أحد! وإذا لم تكن رؤوس الإرهاب وأدواته التى تتولى تنفيذ جرائمه هى الطابور الخامس فإنها على وجه اليقين هى التى تتولى بجرائمها مسئولية إتاحة الفرصة لهذا الطابور لكى يعرض نفسه للبيع فى سوق العمالة والخيانة! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: شخص بلا انتماء كجسد بلا روح ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله