مهما يكن حجم الغضب الذي يعتمل في نفوسنا جميعا من جراء سلسلة العمليات الإرهابية الخسيسة التي وقعت مؤخرا وأدت إلي استشهاد وإصابة قيادات أمنية رفيعة فإن هذه الجرائم الوقحة علي تعدد أنماطها لا تعدو كونها أعمالا يائسة هدفها إشغال الدولة والمجتمع وتشتيت الاهتمام تحت وهم الاعتقاد بالقدرة علي تعطيل استحقاقات خارطة المستقبل من خلال استدراج الشرطة وسائر القوي الأمنية الأخرى نحو معارك صغيرة وجانبية تبدو من خلالها صورة الدولة والمجتمع خلف السواتر وداخل خنادق الدفاع. وليس معني ذلك أنني من أنصار التهوين، ولكنني أحذر من المبالغة في حجم وتأثير هذه العمليات الإرهابية إلي حد التهويل لأن هذا هو ما تحلم به الجماعة لتحقيق كسب نفسي ومعنوي يطيل عمرها بعض الوقت بعد أن تلقت ضربات موجعة كسرت عظام بنيتها الأساسية وأصبحت تواجه أصعب ظروف مرت بها منذ إنشائها عام 1928 وحتي اليوم. إن المطلوب الآن - وعلي الفور - إجراءات سريعة وحاسمة ترفع كافة القيود عن أيادي الأجهزة الأمنية المكلفة بالبحث والتحري والملاحقة وتوجيه الضربات الاستباقية لإجهاض مثل هذه الجرائم الإرهابية قبل وقوعها، وعلي الجميع خصوصا في وسائل الإعلام الكف نهائيا عن أحاديث المصالحة بمنطق المساومة من أجل استرضاء القوي الأجنبية، وأن يكون تصرف الدولة والمجتمع في مواجهة هذه الأشباح الهائمة والفلول التائهة وفق ما تقتضيه الحقائق علي أرض الواقع وليس وفقا لحسابات أو حساسيات انتهي زمنها! إن ما تتعرض له مصر الآن من جرائم إرهابية ليس تدبيرا داخليا محضا فقط وإنما هو جزء من إطار مؤامرة واسعة يجري إعدادها وتمويلها والتحريض لها من خارج الحدود ..ومن ثم لا ينبغي أن يتم التعامل بمنظور أحداث اللحظة الراهنة فقط فالمسألة أكبر وأخطر من ذلك بكثير ولن يكون بمقدورنا إطفاء هذه النيران الإرهابية إلا من خلال رؤية مستقبلية تستوجب اجتثاث هذا الخطر من جذوره كمقدمة للبدء في خارطة مستقبلية جديدة لتحصين مصر في الداخل والخارج علي حد سواء! خير الكلام: عندما تنكشف الحقائق لا تجادل ولا تناقش... مات الكلام ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله