لم يعد أحد يحتمل ما تفعله الاعلانات بنا وخصوصا في هذا الشهر الكريم , بعد أن سيطرت علي كل ما يعرض في الفضائيات , فهي من يحدد عرض المسلسلات والبرامج بكل نجومهم , وهي أيضا من يحدد مواعيد عرضها , هذا أن كان هناك مواعيد من أصله. فمع الفواصل الإعلانية التي أصبحت مدتها أطول من المسلسل نفسه , لم يعد يوجد أي توقيتات محددة , والنتيجة هي هروب غالبية المشاهدين من مشاهدة التليفزيون , ولجوئهم إلي شبكات النت واليوتيوب عوضا عنه . و ليت بعد كل هذا الزحام من الإعلانات يكون هناك عائد أو منفعة حقيقية تفيد بلدنا أو أبنائه , وإنما المستفيدين هم أصحاب الإعلانات والنجوم المشاركين فيها , فهم من يربحون الملايين , بينما نحن من يحرق دمنا ويرتفع ضغطنا , آلم يكفي ما سمعناه عن الأجور الفلكية التي تقاضىاها النجوم من المسلسلات ؟ حتى يكملوا علينا بما يحصلوا عليه من الإعلانات ؟ ولكن يبدو أن رمضان قد تحول عند العديد من الفنانين من شهر الصوم والعبادات إلي سبوبات , بدليل ظهورهم جميعا تقريبا , فمن لم يشارك في المسلسلات نجده في البرامج , ومن لم يظهر في البرامج نجده في الإعلانات , ويكفي أن إعلان واحد جمع أكثر من 6 نجوم دفعة واحدة منهم يسرا وزوجها خالد سليم وشقيقه هشام وحسين فهمي وشقيقه مصطفي ودلال عبد العزيز وأبنتها إيمي , أما الإعلان الأخر فضم ما تبقي من النجوم سواء الحاليين أوالراحلين مثل احمد زكي وأحمد مظهر وصباح وفؤاد المهندس . ومن اللافت للنظر أيضا في إعلانات هذا العام مشاركة النجوم في أكثر من إعلان ومنهم هنيدي وأحمد السقا حتى عمرو دياب الذي يرفض دائما عمل مسلسلات فإذا بنا نجده هو الأخر ليس في إعلان واحد وإنما إعلانين , وهكذا هو دائما يفعل عكس التوقعات ويسبح ضد التيار , ولهذا ليس غريبا أن يكون هو الأعلى أجرا من باقي النجوم . و نحن هنا لسنا بصدد تقييم ظهور الفنانين في الإعلانات من عدمه ولكن ما يهمنا ألا تتحول الأشياء إلي تجارة ومكسب وخسارة , فحملات النجوم للتبرع لمرضي السرطان والمستشفيات والجمعيات الخيرية المختلفة , والذي يعتقد من يشاهدهم أنهم يقدموها بالمجان! لكن الحقيقة المرة أنها مدفوعة الأجر بل وأجور خيالية . فكيف يستطيعوا أذن أن يحثوا الناس علي التبرع وكثير منهم في أمس الحاجة لمن يتبرع لهم , بينما من باب أولي أن يتبرعوا هم بما يحصلون , ومع ذلك لم يفعلوا ولن يفعلوا ! لمزيد من مقالات علا السعدنى