في الوقت الذي انتشرت فيه الإعلانات الرمضانية التي تدعو للتبرع لمختلف أنواع المستشفيات في مصر، جاءت تلك الإعلانات في فواصل مسلسلات تكلفت مبالغ طائلة في إنتاجها؛ نتيجة الأجور الباهظة التي تقاضاها أبطال تلك المسلسلات، وهو ما اعتبره مراقبون تناقضا كبيرا، ويرصد "وراء الأحداث" الأرقام الفلكية التي يتقاضها الممثلون خلال هذا الشهر الفضيل. أجور باهظة للغاية وجاءت أجور الفنانين في مسلسلات هذا العام هي الأغلى على الإطلاق؛ حيث تقاضى 8 ممثلين أجورا فاقت 140 مليون جنيه، في مجموع المسلسلات التي قاموا بأداء أدوار البطولة فيها. وتصدر عادل إمام قائمة النجوم الأغلى في شهر رمضان، مواصلا هذا التصدر؛ حيث تقاضى عن مسلسله "أستاذ ورئيس قسم"، 35 مليون جنيه، فيما حل كريم عبد العزيز المرتبة الثانية بمسلسله "وش تاني"؛ حيث تقاضى 20 مليون جنيه، متساويا مع هيفاء وهبي التي تقاضت نفس الأجر عن مسلسلها "مريم". وتقاضى أحمد السقا 18 مليون جنيه عن دوره في مسلسل "ذهاب وعودة"، ليحتل بذلك المرتبة الرابعة، فيما تقاضى أحمد مكي 17 مليون جنيه عن دوره في الجزء الخامس من مسلسل "الكبير أوي". وتقاضت سيرين عبد النور 14 مليون جنيه عن دورها في مسلسل "24 قيراط"، فيما تقاضى مصطفى شعبان 12 مليون جنيه عن دوره في مسلسل "مولانا العاشق"، كما تقاضت دنيا سمير غانم 8 ملايين جنيه نظير قيامها بدور البطولة في مسلسل "لهفة". التبرعات والأجور وجاءت الأجور الباهظة التي تقاضاها الفنانون في رمضان متناقضة مع الإعلانات التي تدعو للتبرع للفقراء والمحتاجين والمستشفيات؛ حيث قامت كل من مؤسسات بيت الزكاة وبنك الطعام ومصر الخير، وجمعية الأورمان الخيرية، وكل من مستشفى 555 التابعة للمعهد القومي للأورام، ومستشفى 57357 للسرطان، ومستشفى بهية لسرطان الثدي، بعمل إعلانات استخدمت فيها عددا من الفنانين للدعاية لها. وشارك الفنان أحمد السقا، صاحب المرتبة الرابعة في الأجور الباهظة، في إعلان لجمعية الأورمان، يدعو للتبرع لإحدى المستشفيات التابعة لها المخصصة لعلاج سرطان الأطفال بالصعيد، كما شارك الفنان محمود الجندي بالتعليق الصوتي على الإعلان المخصص لمستشفى 555 لعلاج السرطان التابع للمعهد القومي للأورام. كما دعا الفنان محمود عبد المغني في أحد إعلانات دور الأيتام جمهوره للتبرع وزيارة الأيتام، بينما اختار بنك الطعام المصري نجوم الفن المستقل، مثل هاني عادل، وأسامة الهادي، ومي عبد العزيز، للظهور الإعلاني. "هاتوها عشان مصر" وأثار التناقض بين أجور الفنانين وإعلانات التبرع للمؤسسات الخيرية غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشاروا إلى أن هذه الأموال تدفع في ظل ارتفاع نسبة الفقراء إلى أكثر من 40%، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وعبر "الحريف" عن التناقض الذي تشهده الشاشة الصغيرة قائلا: "أسلوب الشحاتة عند التليفزيون المصري.. ملايين أجور الفنانين في رمضان.. برامج تتكلف ملايين وفواصل إعلانية.. ثم اتبرع ولو بجنيه لإطعام فقير!". وقالت "كويتية أصيلة": "قارن بين أجور الفنانين في مصر وحال كثير من الشعب المصري المحتاج ..! هؤلاء هم المقربون من السيسي حتى في سفره". وأكدت ameera kamel:" أن "أجور الفنانين فى رمضان عن الرقص والبلطجة والعشوائيات كانت تكفي لإصلاح الصحة والتعليم والعشوائيات.. لكن التدمير أكسب". وسخر Abdallah Alkeshky قائلا: "تبرع يا مسكين تبرع يا مواطن .. التلفزيون مزنوق.. أجور الفنانين بالملايين، يرضيك يا موطن التلفزيون بتاع بلدك يبات زعلان؟". ووجه mohamed abdel wahab حديثا خيالا ل"مصر"، حيث قال: "بدل ما حضرتك تدفعي ملايين أجور الفنانين في مسلسلات رمضان مثلا اهتمي بالتعليم الفاشل اللي عندنا اللي مبدأه احفظ بلاش تفهم".