خاضت مصر والقوات المسلحة أمس الأول الأربعاء معركتين شرستين، استطاعت خلالهما أن تحقق نصرا كاسحا، لتؤكد أنه لا يمكن أن يتم اختراق الأراضى المصرية أو تنفيذ عملية إرهابية لتحقيق نصر واهى معها بحرفية منقطعة النظير ولقنت الجماعات الإرهابية درسا قاسيا، أما المعركة الثانية فكانت إعلامية مع وسائل إعلام أجنبية حاولت أن تروج أكاذيب عن العملية الإرهابية، لتبث روح الإحباط فى نفوس الشعب المصري، وتصور أن سيناء سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية، وهو الأمر الذى لهثت خلفه بعض المواقع ووسائل الإعلام المصرية دون تحقق ، مما أدى إلى تحليلات غير حقيقية أثارت البلبلة فى الشارع المصري، إلى أن صدر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الذى أخرس جميع الألسنة ووضح الصورة أمام الرأى العام ويكشف الأكاذيب. وإذا نظرنا الى العملية الارهابية بشكل تحليلى فاننا سنجد انه كان مخططا لها بشكل مسبق بالتعاون مع اجهزة استخبارات خارجية وبتمويل من بعض الدول العربية والغربية، وبالتنسيق مع وسائل اعلام من اجل نقل صورة لما يحدث على أنها محاولة لانفصال سيناء وإعلان الولاية الإسلامية على أرض سيناء ويمكن أن نرصد العديد من المشاهد التى تؤكد تعاون تلك الأجهزة. أولا: من المعروف أن القوات المسلحة استطاعت فى الفترة الأخيرة أن تضيق الخناق على الجماعات الارهابية المتواجدة على أرض سيناء فى جميع المواقع واستطاعت أن تنفذ ضربات استباقية عديدة كبدت تلك الجماعات خسائر بالغة ولم يكن أمام تلك الجماعات إلا تنفيذ عملية كبرى فى وقت متزامن على عدد من المواقع العسكرية وبأسلحة ثقيلة لتؤكد أنها موجودة على الأرض وبالتعاون مع اجهزة اعلام يمكن لها أن تبث صور تلك العملية وترفع علم داعش على الأرض، وتؤكد أنها سيطرت على الشيخ زويد ورفح، فى محاولة لبث روح الانهزام بين باقى الوحدات فى المواقع المختلفة وإظهار أن الجيش المصرى لم يستطع الدفاع عن أرضه. ثانيا: من الواضح أن هناك دعما لوجيستيا للجماعات الإرهابية من خلال العربات التى تم استخدامها فى العملية بجانب الاسلحة المختلفة والمتنوعة الحديثة التى تم استخدامها فى العملية، وكذا الزى العسكرى الذى يرتديه الإرهابيون، مما يدل على أن ذلك الدعم الكبير جاء تمويلة من بعض الدول التى تسعى إلى تدمير المنطقة والهدف الأساسى لها الجيش المصري، لذا تم تنفيذ العملية بعدد كبير من الإرهابيين لم يسبق أن شارك فى أى عملية إرهابية من قبل. ثالثا: تحديد المواقع بدقة ومحاولة تنفيذ الهجوم يدل على تنسيق واضح وخطة مدروسة وضعت بمساعدة عناصر استخباراتية من دول خارجية وربما تم تصوير تلك المواقع بالأقمار الاصطناعية لتحديدها بدقة متناهية. رابعا: تصور واضعو الخطة أنها قد تنجح كما حدث من قبل فى واقعة «كرم القواديس» أو عمليات اخرى مختلفة، وان نظرية الصدمة لن تمكن القوات المصرية من الدفاع عن الموقع وتنفيذ عملية مضادة تبيد تلك المجموعات الإرهابية. خامسا: مع بداية الهجوم فوجئ الإرهابيون بعد استخدامهم السيارات المفخخة بردة فعل القوات المسلحة المصرية، حيث استطاعت قواتنا المسلحة قتل 39 إرهابيا مع بداية الهجوم، وتدمير 3 سيارات لاند كروزر محملة بمدفع مضاد للطائرات، وذلك بناء على البيان الاول والثانى للمتحدث العسكري، مما دعا تلك الجماعات للفرار من المواقع واللجوء للخطة البديلة وهى الوصول الى المناطق السكنية، والمخابئ التى تم تجهيزها من قبل للاختباء بها. سادسا: انطلاق المقاتلات المصرية وطائرات الأباتشى خلف تلك الجماعات الارهابية فى زمن قياسى سيطرت خلالها على الوضع تماما وقامت بتدمير باقى العناصر الارهابية بعد رصد اماكن الاختباء كان ذلك بمثابة الصدمة للجماعات الارهابية التى لم تكن تتخيل ردة الفعل للجيش المصري. سابعا: استطاعت القوات البرية محاصرة تلك العناصر الارهابية التى تخفت فى الاماكن السكنية مستغلين الاهالى الابرياء كدروع بشرية، الا ان جنودنا البواسل استطاعوا التعامل مع تلك المجموعات ليقضوا عليهم. ثامنا: بتحقيق القوات المسلحة تلك العملية الناجحة بدرجة امتياز اثبتت ان هناك تنسيقا كاملا بين جميع الاسلحة المشتركة على ارض المعركة التى نفذ كل منهم مهامه بمنتهى الدقة والاحترافية اثبتت قدرة وجاهزية الجيش المصرى العظيم. وفى اثناء تلك العمليات العسكرية حاولت الدول الممولة لتلك العملية ان تحقق اى نصر كان فقامت بعمليات خداع اعلامى على جميع المحطات التابعة لها وبث صور غير حقيقية من سوريا والعراق ويظهر ذلك فى نوع السلاح الذى ادعت تلك القنوات انها تابعة للجيش المصرى ولكن الحقيقة تؤكد ان هذا السلاح والمعدات لا يستخدمها الجيش المصرى وظهر كذب وادعاءات تلك الفضائيات. وجاء بيان القوات المسلحة فى الوقت المناسب وعرض الصور لقتلى الجماعات الارهابية ليثبت بالدليل القاطع كذب تلك الدول وفضائياتها التى حاولت العبث بالامن القومى المصري. جاء ذلك فى الوقت الذى خرجت فيه بعض الاصوات التى تعمل ضد الدولة المصرية وجيشها لتطالب بتدخل دولى فى سيناء لمحاولة نزع السيادة المصرية عن ارضها، وفتح مجال لتدخل دولي، وهو الامر الذى يضر بشكل مباشر بالامن القومى المصري. إن ماحدث كانت عمليه إرهابية فاشلة وبالطبع أعطت درسا قويا وشديد اللهجة لكل من يحاول العبث بمصر وبجيشها وبأراضيها، وتم كشف المخطط ضد الدولة المصرية. الواجب الآن على الدولة أن تتخذ العديد من الاجراءات الاحترازية اولها زيادة المنطقة الآمنة على الحدود المصرية مع غزة لتصل الى 5 كيلومترات بدلا من الكيلومتر، ويتم تعويض اهالى تلك المناطق، وذلك للسيطرة على الانفاق التى يتم انشاؤها من غزة ويتم من خلالها تهريب السلاح والمعدات والارهابيين ، كما يجب ان يتم النظر باكثر عمقا فى فتح معبر رفح مرة اخرى فالامن القومى المصرى اهم بكثير من اى شيء آخر.