الارتباك يضرب قرارات الإخوان

حالة من التخبط والارتباك كشفت عنها تصريحات بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين ففي الوقت الذي أكدت فيه التصريحات الرسمية للجماعة علي دعم الشاطر بقوة يري آخرون مثل عبد المنعم الجزار أن هناك إمكانية لمراجعة الموقف‏.‏ ويسابق حزب الحرية والعدالة الزمن لإنهاء إجراءات ترشيح المهندس خيرت الشاطر رسميا, وأعلن عبد المنعم عبد المقصود محامي الجماعة في تصريح ل الأهرام انه مازال المكلف بتقديم أوراق الشاطر, ويستكمل أوراق ترشحه الشخصية مثل شهادتي التجنيد والميلاد وغيرهما.
وقال عبد المقصود إن نواب حزب الحرية والعدالة تحولوا الي( خلية نحل) لجمع توقيعات للشاطر, وأوضح أنه استخرج شهادة من مجلس الشعب بأن( الحرية والعدالة) له ممثلون, لأن الحزب هو الذي دفع بالشاطر.
وقال عبد المقصود إن الأوراق النهائية للتقديم للرئاسة ربما تنتهي اليوم ومن المرجح تقديم أوراق الترشح غدا أو بعد غد.
ومن ناحية أخري أكد الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان والمتحدث باسمها أن قرار مجلس شوري الجماعة بترشيح المهندس خيرت الشاطر. تم اتخاذه للتنفيذ وليس للمناورة أو المساومة.
وأضاف في بين مقتضب أمس أنه ليس من حق أي فرد أن يصرح تصريحا بتعارض مع هذا القرار ولامع أهدافه.
وقال الدكتور أحمد أبوبركة القيادي بحزب الحرية والعدالة ان الحزب علي موقفه من ترشيح الشاطر.وقال أبوبركة ل الأهرام إن القرار تم اتخاذه وفق آليات محددة وثابتة وبعد مشاورات عديدة داخل الحزب والجماعة, لافتا الي ان ترشيح الشاطر ليس مناورة سياسية.
وكان الدكتور حلمي الجزار عضو الهيئة البرلمانية بحزب الحرية والعدالة قد أشار في لقاء لإحدي الفضائيات مساء أمس الأول الي ان الحزب مستعد للتراجع عن موقفه.
إذا منحه المجلس العسكري حكومة كاملة الصلاحيات.
ومن جانبه, قال أبوبركة, إن الواقع الحالي وضيق الوقت لايسمح بهذا, وأضاف مساحة الحركة ضيقة جدا, والانسحاب صعب, فلا توجد مساحة للمناورة.
في الاتجاه ذاته, يعقد حزب الحرية والعدالة اجتماعات متوالية لترتيب الحملة الانتخابية للشاطر, حيث تم تقسيم الحملة الي عدة لجان, منها لجنة الدعاية, والمؤتمرات الجماهيرة, ولجنة عن المندوبين, ولجنة ترتب ليوم الانتخاب نفسه, وغيرها من اللجان.
وقد عقد الحزب مساء أمس أول المؤتمرات الجماهيرية لدعم الشاطر, حيث عقد مؤتمرا في مصر القديمة شاركت فيه القيادات الحزبية, ومنها الدكتور أحمد أبوبركة.
ومن المقرر, البدء في المؤتمرات الجماهيرية للشاطر خلال الأيام القليلة المقبلة, مع تنظيم مؤتمرات جماهيرية للغرض ذاته في مختلفة المحافظات.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن الحملة الانتخابية للمهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للإخوان سابقا ومرشحها المحتمل للرئاسة ستبدأ فور انتهاء فترة حظر الدعاية, وكذلك برنامجه الانتخابي.
وقال المهندس كارم رضوان عضو مجلس الشوري العام للإخوان ومسئول مكتبها الاداري بوسط وجنوب القاهرة إن خطة الدعاية التي ستعتمد عليها الجماعة في دعم الشاطر تتركز في محورين, أحدهما حملة إعلامية داخل الجماعة لتوضيح رؤيتها.
وأكد رضوان أنه لا انشقاقات داخل مجلس شوري الإخوان علي خلفية ترشيح الشاطر, وأن جميع أعضاء المجلس خرجوا من الاجتماع الذي اتخذ القرار علي قلب رجل واحد, وأن ماحدث خلال مناقشات أعضاء المجلس مجرد وجهات نظر, أخطأ من صورها خلافا بين أعضائه.
وطالب رضوان شباب الإخوان المسلمين بالالتفاف حول القيادات والثبات والتماسك, من أجل بناء مصر في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها, مؤكدا أن الشاطر مرشح مصر كلها وليس الإخوان فحسب, ولابد من دعمه بكل قوة.
ومن جانبه كشف أحمد سيف الإسلام حسن البنا عضو مجلس شوري الجماعة ونجل مؤسسها حسن البنا عن أن اجتماع الشوري الأخير حصل فيه الشاطر علي أربعة وخمسين صوتا مقابل اثنين وخمسين صوتا, وتم التصويت علي أسماء أخري رفض ذكر اسمها من خارج وداخل الإخوان, مؤكدا ان الذين رفضوا لم يكن سبب رفضهم شخص الشاطر ولكن قرار الدفع بمرشح إخواني.
وأضاف ل الأهرام أن الجماعة تضع في حسبانها مايتردد عن تفتيت أصوات الإسلاميين, ولاتخشي هذه المسألة فالتيار الإسلامي علي قلب رجل واحد ولايسعي للاستئثار بالسلطة أو صراع عليها, مؤكدا ان الإخوان درست كل ردود الأفعال المتوقعة, وأجرت دراسة واستطلاعات رأي كافية جدا في مختلف مكاتبها الادارية.
وقال عبد العظيم أبوسيف عضو مكتب الارشاد إن الدليل علي عدم تسرع الجماعة في اتخاذ قرار الترشيح هو انعقاد مجلس شوري الجماعة ثلاث مرات في أقل من شهر وهو ما لم يحدث في تاريخ الإخوان, حيث ان اجتماع الشوري يعقد كل ستة أشهر علي الأقل.
وذكر الدكتور سعد عمارة عضو مجلس شوري الإخوان أن ملف الرئاسة بيد الجماعة وحزب الحرية والعدالة, وسيتم الاستعانة بخبراء في الحملات الانتخابية من مصر, مؤكدا ان الإخوان تعتمد علي مصداقيتها في الشارع, ولديها قطاع عريض من المواطنين, موضحا أن الإعلام الموجه والممول ينقل صورة خاطئة عن الجماعة لتشويه صورتها, لكنها لن تتأثر به وستفشل كل هذه المخططات.
ولجأ بعض نشطاء الإخوان الي طرح تفسير شرعي لموقف الإخوان بترشيحهم الشاطر ولتعديل القرار السابق للإخوان بعدم دفعهم بمرشح من الجماعة.
وأكدت الرؤية الشرعية أن قرار الإخوان أو غيرهم بالدفع بمرشح رئاسي من عدمه هو من باب السياسة الشرعية الخاضعة لقاعدة المصالح والمفاسد: فقد يقرر المرء أمرا يجد فيه مصلحة وبعد أيام ربما تتغير المصلحة فيقرر أمرا آخر.
وأوضحت أن الرسول صلي الله عليه وسلم غير رأيه في أكثر من موقف, منها موقفه في غزوة بدر عندما قرر النزول بمكان وبعد أن راجعه الحباب بن المنذر عدل عنه الي غيره عندما رأي المصلحة في غيره, وفي غزوة الخندق عندما أراد مصالحة غطفان علي ثلث ثمار المدينة, حيث كان يري المصلحة وقبل إبرام الصلح شاور زعماء الأوس والخزرج, ولما علموا أن ما أراده ليس وحيا أي ليس من أحكام الدين راجعوه في قراره فعدل عنه.
وقال عبد العظيم أبوسيف عضو مكتب الإرشاد ل الأهرام إن الإخوان يتخذون قراراتهم طبقا للأوضاع الراهنة, فهناك أسباب دفعتها لمراجعة بعض قراراتها وأوضحتها للرأي العام, مشيرا الي أن الإمام الشافعي كان له فقه في العراق وعندما جاء لمصر غير بعض المسائل الفقهية طبقا لأوضاع البلاد.