يبدو أن حزب الحركة الوطنية لن يتجاوز بسهولة أزمة الاستقالة المفاجئة التى قدمها مؤسسه ورئيسه الفريق أحمد شفيق، فالمشكلة بدأت تأخذ حجما أكبر من مسبباتها، باتت تهدد مصداقية الحزب نفسه، وتعيد تأكيد طغيان السمات الشخصية على عمل الأحزاب المصرية، التى باتت فاقدة للبعد المؤسسي. فمن جانبه نفى الحزب فى بيان له أمس، الأخبار التى انتشرت حول رفض الفريق استقبال الوفد الذى كلفه الحزب، الذى كان مقررًا له السفر للإمارات نهاية هذا الأسبوع لمحاولة إثناء الرجل عن استقالته المفاجئة من منصب رئيس الحزب، والعودة لرئاسة الحزب مجددا حتى لو من الخارج، بوصفه رمز الحزب حسب تأكيد مصادر داخلية. وشدد الحزب على أن هذه الأنباء عارية تمامًا عن الصحة، وأن الفريق يرحب بأبنائه داخل الحزب فى أى وقت كان، وأن العلاقات بين الفريق وأعضاء الحزب علاقة أسرية تحكمها المحبة والاحترام المتبادل وأن الجميع داخل الحزب، يرى فى الفريق شفيق رمزًا وقدوة ومثلاً يحتذى به ومن ثم فإن أى أنباء تتردد بهذا الشأن لا أصل لها وبعيدة تمامًا عن الواقع. فيما أكد مكتب المستشار يحيى قدرى لنائب الأول لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، وعضو المجلس الرئاسى لائتلاف الجبهة المصرية ، أمس انه سوف يتوجه يوم الأربعاء المقبل إلى أبو ظبى على رأس وفد من الحركة الوطنية مكون من أعضاء الهيئة العليا، وثلاثة من أمناء الحزب بالمحافظات، وأن هناك جلسة منفصلة ستجمع الفريق ونائبه الأول، قبل حضور الوفد بناءً على رغبتهما وكانت مصادر داخلية بالحزب أكدت أن الفريق امتنع عن الرد على جميع الاتصالات الهاتفية التى حاول الكثير من أعضاء الهيئة العليا للحزب إجراءها معه منذ بداية الأسبوع الحالي، لترتيب سفر الوفد الذى كلف بمطالبته بالعدول عن الاستقالة، ما أدى لتأجيل سفر الوفد، كاشفة عن تصميم الفريق على الاستقالة من الحزب. فيما أكدت مصدر أخرى أن وفدًا من قيادات الحزب برئاسة أحمد سالم أمين محافظة بور سعيد كان مقررا سفره أمس الاثنين أواليوم على أكثر تقدير إلى دبى للقاء الفريق لإقناعه بتأسيس حزب جديد يضم المستقيلين من الحركة الوطنية خلال العامين الماضيين، والذين استقالوا من أمانتى الشرقية والجيزة والقاهرة. وفقا لتلك المصادر فإن سالم عرض تأسيس الحزب الجديد على بعض أنصار الفريق داخل الحزب وخارجه، الأمر لاقى ترحيبا وقبولا كبيرين منهم، وطالبوه بالسفر للإمارات لعرض الفكرة على شفيق وأخذ موافقته المبدئية.