انتبهوا أيها الآباء والأمهات فداعش الإرهابية تتخفي في ثياب أولادكم، وتمارس من خلف ظهرانيكم عملية غسيل مخ واسعة لتجنيد فلذة أكبادكم في مشاريعها الدموية القذرة، الحكاية ليست تخمينا ولا عبارات مبالغا فيها، بل مخطط رهيب وخبيث من قبل الإرهابيين الفاشلين في الداخل والخارج لتدمير كل ما هو جميل في بلدنا. حيث تم بفضل يقظة رجال الأمن ضبط أكثر من شبكة وخلية في محافظة الدقهلية، ويجري حاليا التحقيق معها. عصابات داعش تحاول التسلل إلي البيت المصري بكل الوسائل لإشاعة القتل والتدمير والفوضي، وتسعي عبر تخطيط منظم يستغل الظروف السياسية وأوضاع البطالة والفقر والإحباط وكثير من حسن النوايا وسمة التدين عند المصريين لتجنيد العشرات من الشباب والطلاب في المدارس والجامعات في صفوفها، تمهيدا لنقلهم إما إلي سيناء لقتل جنودنا وقوات جيشنا الباسل فيما يطلقون عليها ولاية سيناء، أو إلي سورياوالعراق ضمن ما تسمي بهتانا وزورا "الدولة الإسلامية" لتفجير أنفسهم وتفخيج المنطقة وتخريبها. في محافظة الدقهلية الشاسعة المساحة والمكتظة بالسكان كشفت تحريات أجهزة الأمن عن وجود عدة خلايا إرهابية تجند الشباب للانخراط في صفوف داعش، وتم ضبط اثنين منهم قبل أن يرسلوا 16 شابا إلي الخارج بعد استكمال عملية غسيل أدمغتهم وتحضيرهم للسفر. وتم ضبط أحد الشباب وعمره 25 سنة، وكنيته أبو النور المقدسي، مؤسس تنظيم أكناف بيت المقدس، و"أ. ع"، 21 سنة، بعد عودته من سوريا، وبعد التحقيق معهما أمرت النيابة العامة تحت إشراف المستشار محمد الزنفلي المحام العام لنيابات جنوبالدقهلية بحبسهما 15 يوما علي ذمة التحقيقات، وتم تجديدها حيث وجهت لهما تهم الانضمام لخلية إرهابية وتجنيد الشباب للانضمام لتنظيم داعش بعد مساعدتهم في السفر للخارج . كما نجح قطاع الأمن الوطني بالدقهلية في إلقاء القبض علي أحد العناصر الإرهابية، ويدعي عبد القادر ط ع في قريته في مركز بلقاس بعد رصد اتصاله بقيادات ما يسمي بتنظيم داعش، في العراقوسوريا، للتخطيط لبدء شن سلسلة من العمليات الإرهابية في البلاد خلال الفترة المقبلة. واعترف المتهم خلال التحقيقات معه بصلته بخلية مكونة من 3 أفراد يقيمون خارج مصر؛ أحدهم في تركيا، واثنان آخران بالعراق، مشيرًا إلي أنه يقوم بالتنسيق معهم عبر رسائل البريد الإلكتروني والواتس أب؛ وذلك للعمل علي تجنيد عدد من الشباب و ضمهم للتنظيم الإرهابي، والتواصل مع عناصر أخري مقيمة بمصر ودعمهم بالمال والمعلومات لتنفيذ سلسلة من الهجمات الإرهابية، خاصة التي تستهدف رجال الجيش والشرطة والمقار الأمنية . وقبل أيام قليلة نجح ضباط الأمن الوطني بالتنسيق مع مباحث الدقهلية تحت إشراف اللواء سعيد شلبي مدير الأمن، واللواء السعيد عمارة مدير إدارة المباحث الجنائية في تحقيق ضربة استباقية ناجحة لإرهاب داعش بضبط أحمد م م أ 31 عاما حاصل علي دبلوم صنايع، ومقيم بقرية كفر طنبول الجديد دائرة مركز السنبلاوين، والذي كشفت التحريات تواصله إلكترونيا مع الجهادي الهارب لدولة سوريا المنتمي لتنظيم داعش هيثم محمد حمزة عطية 32 سنة عامل ومقيم بقرية " كفر طنبول الجديد " وإقناع الجهادي له بالفكر الداعشي وتكليفه بتكوين خلية تعتنق الأفكار الجهادية والتكفيرية، وتكليفه بالتسلل إلي دولة ليبيا للانضام لتنظيم داعش الإرهابي، وقد تمكن أعضاء الخلية من التسلل إلي دولة ليبيا عدا قائدها الذي تم ضبطه. وبعد تقنين الإجراءات تم ضبط الإرهابي وبحوزته بعض المطبوعات والإصدارات الجهادية التي تُروج للفكر الداعشي، وتم التحفظ علي المضبوطات علي ذمة تصرف النيابة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 11291 لسنة 2015 جنح مركز السنبلاوين . واعترف المتهم أمام النيابة تفصيليا بتكوينه خلية إرهابية وسعيه للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي لدولة ليبيا . وتقول دعاء طالبة بإحدي كليات جامعة الأزهر بالمنصورة إن الظاهرة بدأت تزيد، وأن العناصر الإرهابية تقدم إغراءات مالية للطلاب، ووعودا أخري كثيرة في المستقبل، فضلا عن عقد إاجتماعات ودروس عن الجهاد والتضحية والتحريض علي الدولة، مشيرة إلي أن الأسر لابد أن تنتبه إلي أولادها وتتابعهم بشكل حثيث، خاصة اتصالاتهم وتحركاتهم اليومية، كما يفترض أن يقترب الآباء من أولادهم، وأن يصححوا المفاهيم الخاطئة في معتقداتهم الدينية . وتضيف زميلتها أمل أن بعض الأشخاص يتحركون بسرية كبيرة وسط الشباب وينتقون عناصر لها مواصفات معينة لتجنيدها تتسم شخصيتها بالاضطراب والضعف وصغر السن ، لكنها أشادت بتحرك الجهات الأمنية ويقظتها في إجهاض كل هذه المخططات في المهد لإنقاذ الشباب المصري من الوقوع في فخ الإرهاب الأسود . ويري الدكتور محمد حسين سعد الدين مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة المنصورة أن انضمام الشباب إلي داعش ظاهرة مستجدة وغريبة مثل الإدمان والإلحاد وزواج المثليين والانضمام إلي أفكار ومعتقدات شاذة، مشيرا إلي أن من بين أسبابه استغلال الاحتياج المادي للشباب، حيث تمول دول وجهات كثيرة هذه التنظيمات بسخاء،وكذلك افتقاد الشباب والطلاب القيم والمثل الطيبة في المجتمع، وضعف الدور المنتظر لعلماء الأزهر في التوعية وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة، فضلا عن ضعف الولاء الوطني . ويضيف الدكتور محمد حسين أن الإرهابيين يستغلون نوعية دراسة وحماسة الطلاب مثل استغلال طلاب الهندسة والعلوم وتخصصاتهم في تصنيع القنابل والعبوات الناسفة، وهو ما حدث مع طلاب جامعة المنصورة، مشددا في الوقت نفسه علي أهمية فتح حوارات مستمرة مع الشباب واستيعاب تطلعاتهم، والحد من البطالة والفقر وإيجاد فرص العمل، مؤكدا دور البيت في الرقابة الإيجابية علي الأبناء والانفتاح عليهم والاستماع لهم، كما أن علي الأساتذة في المدارس أو الجامعات أن يكسروا البرج العاجي الذي يفصلهم عن الطلاب، وعلي الحكومة أن تعزز قنوات التواصل وإفراغ الطاقات السلبية من داخل الشباب، حتي لو تطلب ذلك عملية الإنهاك النفسي والاقتراب من أحلامهم، وإشراكهم في القرارات وإكسابهم الخبرات اللازمة، مشيرا إلي أهمية وجود منظومة متكاملة لحماية شباب مصر من جميع العواصف الفكرية المضللة.