في اطار جهودها للحد من التلوث وبحث المشكلات البيئية, أكدت الندوة التي نظمها معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس حول وسائل الاتصال الحديثة وآثارها البيئية والصحية ان المخاطر العديدة الناجمة عن شبكات المحمول ووسائل الاتصال والأجهزة الكهربائية الحديثة يمكن تجنبها والتخفيف من آثارها لو التزم الناس بالسلوك الرشيد في التعامل معها. في الندوة استعرض اللواء مهندس حسام خضير تاريخ إنشاء شبكات المحمول وتأثيراتها البيئية التي قد تظهر عند سوء الاستخدام وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة, حيث يجب البعد عن الرطوبة والحرارة الزائدة والحرص عند كسر شاشة المحمول لأنها تحتوي علي زئبق والاهتمام بنظافة السماعة خصوصا بعد استخدام اشخاص أخري للجهاز, لأنها تعد من افضل الاوساط لانتشار البكتيريا وابعاد الجهاز عن الرأس أثناء وجود جرس وعدم استخدام التليفون امام التلفاز أو تصفح النت لأن النظر في الموبايل والعودة للنظر للتلفاز تؤثر علي البعد البؤري للعين. وأشار المهندس خضير إلي وجود ابحاث كثيرة علي مستوي العالم تؤكد ان الأضرار تتوقف علي مدي قوة هذه الموجات والمسافة التي تفرقنا عن المصدر وأن محطات التقوية لاتؤثر علي ساكني المنازل المقامة فوق اسطحها لأن الترددات تتجه إلي الامام ولا تلقي بالطاقة إلي اسفل أو للأجناب, واقصي شدة للطاقة الصادرة علي بعد6 عمارات فقط والطاقة من اسطح المنازل تعادل لمبات الفلورسنت وهو موجات غير مؤينة. علي العكس تماما كان رأي الدكتور مصطفي رجب أستاذ الصحة العامة وطب الصناعات حيث أوضح أن الدراسات أكدت نزول الطاقة من أعلي اسطح المنازل وبمستويات عالية في الدور الأسفل والملاصق لمحطات المحمول ثم يقل في الدور الذي يليه.. مما يعني ان الترددات تتجه إلي اسفل أيضا وليس للأمام فقط, وهذا يعني ان المسألة مازالت تحتاج إلي ابحاث كثيرة لأن الإنسان عائم في بحر من الامواج الكهرومغناطيسيةولامهرب منها. وقال الدكتور رجب إن البعد عن مصدر الترددات للتخفيف فقط, لأن هذه المسألة اشبه, بعفريت لايقاس تأثيره الصحي, وإنما تأثيره الاحتمالي من صداع وضغط الدم الانقباضي, ولكن تأثيره عضوي علي القلب والدورة الدموية, وذلك حسب المدة التي يتعرض لها, وتختلف من شخص إلي آخر, حسب طبيعة جسم الإنسان والصفات الوراثية له, وهو يؤدي إلي تغييرات كيميائية مختلفة واضطرابات في الهرمونات واختلال في الوظائف الجنسية خصوصا علي الحيوانات المنوية, كما ربطت كثيرا من الدراسات بين تلك الترددات وأورام المخ والدم. الجدل حسمه الدكتور محمد المالكي أستاذ الجيوفيزياء البيئة المتفرغ قائلا: ان المؤثر فينا هو الطاقة والشحنات الكهربائية التي تتعرض لها من الإشعة الكهرومغناطيسية في الاجهزة المنزلية وتقتضي المسئولية المجتمعية لشركات المحمول إجراء بحوث عن طريق تمويل الجامعات والمعاهد البحثية لإجراء المسوحات والفحوصات اللازمة للتيقن من وجود مخاطر لاجهزة المحمول من عدمه والتركيز علي الطرق المثلي للاستخدام, مع ضرورة الحصول علي الموافقات والتصاريح اللازمة. كما يحددها قانون البيئة ولائحته التنفيذية, ومراعاة المسافات والحواجز المطلوبة. وتحدثت الدكتور حنان السيد زيدان عن أهمية التوعية البيئية بوسائل الاتصال الحديثة من خلال الانشطة الصفية واللاصفية, مثل استخدام المسرحيات والألعاب التعليمية. واستعرضت الدكتور ريهام رفعت نماذج لتوعية البيئية بالآثار البيئية والصحية لوسائل الاتصال الحديثة من خلال المناهج الدراسية مثل مناهج الجغرافيا والرياضيات والعلوم والتربية الرياضية والتربية الفنية بهدف تعديل السلوك البيئي.