عناوين مثيرة وصادمة فى الصحف والفضائيات يوميا حول تغطية امتحانات الثانوية العامة خاصة ما يسمى تسريب الامتحانات وكأن الامتحانات سربت بالفعل يوميا حتى تاه الرأى العام وأصبح الجميع يصدق أن الأسئلة سربت ويتناسى أصحاب الإثارة أن مجرد بدء الموعد المحدد للامتحان فى التاسعة صباحا وتسلم الطلاب كراسات الإجابة وورقة الأسئلة تزيل عنها السرية وأنه لا يمكن أن نساند فئة ضالة يائسة وفاشلة ونشيع أن الأسئلة سربت. هذا ما أكده خبراء التعليم وأساتذة التربية وأوضحوا أن ما يحدث لا يعنى أن نجعله يمر بسلام لأن هناك من يريد دائما أن يعبث بنظام التعليم حيث يستطيع بالفعل أى طالب أو مشارك فى الامتحانات سواء فى مصر أو أى دولة فى العالم أن يسرب ورقة الأسئلة بعد بدء أى امتحان طالما انعدم ضميره وأخلاقه وخان مهنته ووظيفته وبلده. وأشاروا إلى أن هذه الظواهر تطل علينا كل فترة وأخرى ولكن ما يحدث حاليا لا يقارن بالذى كان يحدث لسنوات طويلة من قبل وحتى القريب ويشارك فيه الكثيرون مع ظاهرة الغش الجماعى على مستوى المحافظات عندما يقوم أصحاب الضمير الضعيف والخائنون لعملهم بتسريب ورقة الاسئلة أيضا إلى خارج اللجنة ويقوم طالب أو معلم منعدم الضمير مستخدما منزلا أو أرضا زراعية بجوار المدرسة ليحل الاسئلة وإذاعة الاجابات على الملأ ولا أحد يقترب منه بل ويساعده الكثيرون. وأكدوا أن هذه الظواهر السلبية التى تظهر كل فترة وتحاول أن تهز من نظامنا التعليمى تحتاج إلى وقفة حقيقية من الدولة والحكومة لتغيير نظام تقييم المستوى العلمى والتعليمى والمهارى للطالب على مدى العام الدراسى وكذلك تغيير نوعية الأسئلة التى تعتمد فقط على التذكر وبعيدة عن أساليب علمية كثيرة يجب أن تتوافر فى مهارات وقدرات الطالب. وحول هذه الأزمة أكد الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم فى تصريحات ل "الأهرام" أن الدولة حريصة على تطوير النظام التعليمى ككل من خلال استراتيجية جديدة وبدأت بالفعل وسوف تتضمن فى المرحلة القريبة جدا تطوير نظام التقييم وتحديد مستوى الطالب الحقيقى فى كل فرقة دراسية. وأوضح أن امتحانات الثانوية العامة لم يسرب منها أى سؤال وأن محاولات الغش والتسريب تم ضبطها فى وقت قصير جدا، مؤكدا تضافر الجهود من كل الوزارات المعنية لمحاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها وأنه لن تفلت أية محاولة دون حساب وعقاب وهى تشير أيضا إلى أن هناك قلة محدودة من غير المنضبطين لا يؤدون عملهم على الوجه الأمثل، وسيتم محاسبتهم مؤكدا أن معظم المعلمين يؤدون عملهم بكل أمانة وصدق ويتصدون لأى محاولات تعكر صفو الامتحانات ويساهمون فى أن تسير بهدوء وتتلافى السلبيات التى تسهل من هذه المحاولات اليائسة. وأشار إلى أن الوزارة أعدت العديد من الوسائل التى تحارب وتجهد هذه الظاهرة وتكشف عن مكان ووقت المحاولة بالتعاون مع الوزارات المعنية فى وقت قصير للغاية ومحاسبة المتسبب فيها وفقا للقانون. وقال أن الامتحانات تسير بهدوء وأن الاسئلة أعدت بشكل متدرج لتقيس مستوى الطالب وخصصت نسبة 85% منها للطالب المتوسط و15% للطالب المتميز وطبيعى جدا أن يشتكى البعض من سؤال أو عنصر لأنه من الاستحالة أن يجيب جميع الطلاب المشاركين فى الامتحانات على جميع الأسئلة لتفاوت الفروق الفردية بينهم وهذا ما يحدث فى أى امتحان أو مقابلات شخصية وكذلك الامتحانات الشفوية وأن التصحيح بدأ ويحصل كل طالب على حقه. وصرح السيد محمد سعد رئيس الإدارة المركزية ورئيس عام امتحان الثانوية العامة بأن عمليات التصحيح ومن قبلها العينة العشوائية تسير بشكل هادئ ودقيق ويأخذ كل طالب حقه ويتم تصحيح كل جزئية بورقة الإجابة حتى الهوامش التى يعدها الطلاب وقال إن الوزارة تقدمت ببلاغ إلى النائب العام ضد صفحات إلكترونية تعمل على الغش الإلكترونى وتسريب الامتحانات قبل بدئها وبعدها. مؤكدا أنه لم يتم حتى الآن تسريب للامتحانات قبل بدء الوقت المحدد لتوزيعها على الطلاب حيث انه بعد ذلك بدقيقة تزول السرية عن الأسئلة. وأضاف سعد أنه سيتم اعتماد وإعلان العينات العشوائية للامتحانات يوم الخميس المقبل لمادتى الفيزياء والفلسفة والمنطق اللتين أدى الطلاب الامتحان فيهما أمس والسبت المقبل لمادة اللغة الأجنبية الثانية التى سيؤدى الطلاب الامتحان فيها غدا والأحد المقبل لمادتى الاقتصاد والإحصاء اللتين سيؤدى الطلاب الامتحان فيهما بعد غد الأربعاء. وقال إن التصحيح الفعلى يبدأ مباشرة فى اليوم التالى لإعلان نتيجة العينة العشوائية بعد أن يتم تحديد أية تعديلات فى إجراءات التصحيح أو تظل كما هى وفقا لنتائج العينة التى يعتمدها الوزير مؤكدا أن عمليات التصحيح تتم وفقا للضوابط الموضوعة ويشارك المعلمون بكل دقة وأمانة ليحصل كل طالب على حقه. وفى هذا الصدد صرح اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد أول وزير الداخلية لشئون الإعلام بأن الأجهزة الأمنية وقطاع التوثيق والمعلومات بالوزارة تلاحق أى صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت لتسريب الامتحانات حيث تعد جريمة لأنها تهدر حق الطالب المتفوق وتعطى حقا لآخرين ليس لهم من درجات لا يستحقونها وأنها تلاحق هذه الصفحات من خلال الرصد والمتابعة والقبض على المتهمين ولن يتم تركهم.
