بالرغم من الإقرار بأنه لا نهضة لمجتمع من دون مشاركة فاعلة من الشباب، فان الإشكالية تكمن فى ضعف آليات الحشد والتعبئة لتلك الطاقات فى هياكل مؤسسية سواء مدنية أو حزبية تقوده فى المسارات الصحيحة، وفى مقدمتها المنظومة الحزبية التى تعانى من جميع الأمراض السياسية التى جعلتها عاجزة عن القيام بالدور المنوط بها مجتمعيا وسياسيا. ثمة إقرار بأن هذا الضعف وراء عزوف الشباب عن المشاركة بالحياة السياسية، بالإضافة لهواجسهم من عدم وجود دور لهم داخل هياكل تلك الأحزاب بسبب سيطرة الأجيال الأقدم عليها. وزاد من وطأة تلك الإشكالية موجة الصراعات التى انخرطت فيها الأحزاب مؤخرا سواء فيما بينها أو داخل كل حزب، والتوظيف السيئ للشباب فى تلك الصراعات. فمن جانبه وجه المستشار يحيى قدرى نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، انتقادات للشباب بوصفهم هم المشكلة وليس الأحزاب، بقوله: الشباب لديه نوع من الاندفاع والقوة فى بعض التصرفات، ولذا يبدو متعجلا فى احتياجاته، وتنفيذها مع الإلحاح والتشدد فى الحصول عليها. وقال أن ثورة 25 يناير بدأت راقية ونقية إلا أنها تحولت للدموية بفعل مخططات الجماعات الإرهابية التى تم توظيف الشباب فيها. وقدم قدرى وصفة علاج لاستقطاب الشباب لصالح العمل الحزبي، واندماجها بالحياة السياسية، فقال بداية العلاج يقع على عاتق الدولة بتقوية الأحزاب السياسية بوصفها القنوات الشرعية للممارسة السياسية. ومن جانب الأحزاب عليها عبء تمكين الشباب من الوجود المادى والحضور المؤثر داخل هياكل الأحزاب لاستيعاب طاقتهم، فيما يرى الدكتور احمد يحيى أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة السويس، أن المشاركة هى جزء من الانتماء، وشعور الإنسان بانه احد مكونات هذا الوطن. ولذا عليه أن يساهم بجهده وعطائه وعمله فى نهضة هذا المجتمع وتقدمه. وعزوف الشباب عن الحياة السياسية أحيانا يكون غير مبرر، وأحيانا أخرى يكون مبررا. ويتمثل هذا العزوف فى رفضه المشاركة بالانتخابات، والخروج فى المظاهرات والاعتصامات، واخطر ما فى الأمر وجود الثقافة السلبية المضادة لعدم المشاركة ، بمعنى أن عدم المشاركة يكون تعبيرًا عن موقف سياسى رافض للأحداث والمواقف السياسية السائدة. أما الدكتورة سوزان فوزى السيد قيادية بحزب الحركة الوطنية المصرية فترى انه منذ دعوة الرئيس السيسى بمبادرة لتأهيل الشباب بالحياة السياسية، والشباب لم ير أى نتيجة تجاه هذه المبادرة على ارض الواقع، ما أصابهم بحالة من اليأس. أرجعت ذلك لكون الحكومة منشغلة بالأحداث اليومية. وأرجعت عزوف الشباب عن العمل السياسى لتخوفه من عدم وجود دور له وانه مُهمش، وأيضا يخشى أن يقوم بدوره فيفشل، وطالبت الشباب بأن يشارك بالحياة السياسية وهو لديه قناعة بأنه سينجح ويحقق أهدافه، . وطالبت بتنفيذ الحكومة مبادرة الرئيس بتأهيل الشباب. ومن جانبه اعتبر احمد حسنى رئيس اتحاد شباب مصر، أن المشاركة السياسية بمختلف صورها من أهم مؤشرات ديمقراطية النظم السياسية انعكاسا للثقافة السياسية السائدة بالمجتمع، فضلا عن كونهم عنصرا أساسيا فى عملية التنمية، ومع اتساع الفجوة السياسية بين الشباب وواقع الحياة السياسية، وأكد حسنى أن ضعف الأحزاب السياسية، وضعف أدائها ويعتبر السبب الرئيس وراء عزوف الشباب عن المشاركة السياسية. فى حين قال الدكتور محمد منظور منسق مبادرة «استثمر فى مصر»، أن نسبة تمثيل الشباب فى العمل السياسى متواضعة للغاية وتبعث حالة من الإحباط والتشاؤم، موضحا أن هذا الأمر مسئولية جميع أجهزة الدولة وليس الحكومة فقط.