مع بداية ماراثون الثانوية العامة، يتجدد الحديث عن قضية التعليم فى مصر، نتيجة الاستمرار فى الاعتماد على نظام التلقين لا التفكير، والإصرار على اختزال بوابة الالتحاق بالتعليم الجامعى فى سنة وحيدة تحدد مستقبل الطالب طوال عمره. لقد كان تطوير التعليم هو المدخل الأساسى لنهضة جميع الأمم المتقدمة، ومنذ سنوات طويلة ونحن نناقش هذه القضية، دون اتخاذ إجراءات جذرية تحدث تطويرا حقيقيا فى منظومة التعليم بمصر يسهم فى تقدم المجتمع. وبعض وزراء التعليم يعتقدون أن التطوير يبدأ وينتهى بالثانوية العامة فقط، لذا كثرت التجارب فى نظام الثانوية العامة من عام واحد فقط للشهادة إلى عامين، ثم العودة لنظام العام مرة أخري، وتغيير نظام الشعب من علمى وأدبى فقط إلى علمى علوم ورياضة، بالإضافة للأدبي، وهى كلها تغييرات سطحية لا تتطرق إلى لب المشكلة، ومازالت سنة الثانوية العامة هى بوابة الدخول للتعليم الجامعي، ومجموع الطالب فى هذه السنة فقط يحدد مستقبله إلى الأبد، لذلك يسيطر الخوف والفزع على كل بيت لديه طالب فى الثانوية العامة، ولا ينتهى مهرجان الدروس الخصوصية أبدا. إننا بحاجة إلى استراتيجية جديدة للتعليم قبل الجامعي، خاصة بعد التأكد من ضعف مستوى الطلاب بشكل كبير، واكتشاف عدم قدرة نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الإعدادية على اجتياز امتحان فى «الإملاء». لابد أن نتوقف عن التعامل بالكم ونبدأ فى الاهتمام بالكيف، والتخلص من عقم المناهج الدراسية وجمود طرق التدريس، والاهتمام بالتفكير والتأمل والابتكار والإبداع والقياس والاستنباط، بدلا من الحفظ والتلقين. نحتاج إلى نظام تعليمى قادر على بناء شخصية تستطيع التفاعل مع متطلبات التنمية الشاملة، وإخراج جيل من الموهوبين والمبدعين، يستطيع القيام بالطفرة المطلوبة فى تنمية مصر. لمزيد من مقالات رأى الاهرام