اذا كانت وزارة التربية والتعليم حريصة بالفعل علي إحداث تغيير جذري إيجابي في منظومة التعليم بمصر, فعليها ألا تتعامل مع إجابات طلاب الثانوية في امتحان اللغة العربية أمس, علي سؤال التعبير الإجباري عن وضع خطة لتطوير التعليم, علي أنها مجرد إجابة لسؤال تستحق درجات معينة للطالب.. وكفي. بل علي الوزارة مراجعة إجابات الطلاب علي هذا السؤال, واستخلاص العناصر المهمة التي يمكن أن تشكل بالفعل محاور لتطوير التعليم, فهؤلاء الطلاب هم الطرف الرئيسي في منظومة التعليم, وبمقدور الكثيرين منهم طرح أفكار ورؤي مهمة لتطوير العملية التعليمية, ولذا لابد من التعامل بجدية مع الأفكار التي صاغوها علي شكل موضوع تعبير في إجابات اللغة العربية للثانوية العامة, وفحصها بعناية من جانب خبراء تربويين للاستفادة منها في عملية التطوير. إن التعليم هو المحور الأساسي لنهضة أي أمة, والوسيلة الحقيقية لتحقيق التقدم, ولن تتطور منظومة التعليم في مصر إلا اذا تخلصت من أسلوب الحفظ والتلقين في طريقة التعليم والامتحانات, واعتمدت علي الاستيعاب والفهم, حتي يكون لدينا طالب قادر علي الاستنباط والتفكير وإعمال العقل, وهي الطريقة المثلي لإعداد أجيال من القادة والعلماء تنهض بهم مصر. لقد ظل الاهتمام بتطوير التعليم سنوات طويلة منصبا علي تحسين أحوال المعلم, وزيادة عدد المدارس, وإزالة الحشو من المناهج, وتعديل نظام الثانوية العامة, وكلها عناصر مهمة, لكن يبقي أن نهتم بمضمون العملية التعليمية, ونبدأ فورا في التخلص من أساليب الحفظ والتلقين, والاعتماد علي الاستيعاب والفهم, فنحن نريد أجيالا قادرة علي التفكير العلمي المنظم, لا مجرد حفظة فقط للمعلومات. لمزيد من مقالات راى الاهرام