كان القدر المعلق بأنفاسه وذهب الي حيث كان ملك الموت ينتظره فبعد سنوات من انقطاع الود والوصال مع اقاربه لأمه راوده الحنين لشم رائحة الأهل والاحباب ورؤية اقارب ست الحبايب التي كانت دائما بتوصيه بصله رحمها فاصطحب ابنه الطفل وشد الرحال من محافظه القليوبيه حيث يقيم مع زوجته وابناءه وتوجه الي منطقه الصف لينعم برؤية الاقارب الا ان قدره كان في انتظاره ومات الموظف البسيط اثناء محاولته انقاذ ابنه من الغرق في مياه نهر النيل بمنطقه الصف. تراءي له في احلامه صورة جدته لأمه وكيف انها كانت تحنو عليه وتقدم له كل ما لذ وطاب من المأكولات اثناء زيارته لها مع ست الحبايب وكلما استيقظ من نومه في تلك الليلة واستغرق في النوم ثانية جاءته جدته في احلامه وكأنها كانت تستعجل رحيله ليؤنسها في قبرها ويخفف عنها وحشة القبر وتيقن الشاب انها تذكره بأقاربه لامه وتطلب منه ان يتذكرها بالدعاء ورفع الشاب الغطاء عن جسده وأبلغ زوجته انه سيتوجه الي منطقه الصف لزياره قبر جدته ورؤيه اقاربه وقضاء يوم معهم علي ضفاف نهر النيل حيث يقع مسكنهم هناك. تعلق الابن الاصغر بجلباب أبيه وأصر ان يسافر معه وخاصه عندما علم ان منزل اقاربه يقع علي ضفاف النيل وشد الاثنان الرحال الي رحلة الموت وتعلق الموظف بأسرته التي لم يرها منذ سنوات وبعد الحفاوة والترحاب خرجوا جميعا للجلوس علي ضفاف النيل للهروب من لهيب حرارة الشمس وافترشوا احد الاماكن تحت ظل الاشجار وزاغ بصر الابن الصغير علي مياه النيل وخلع ملابسه في غفله من ابيه وقفز في نهر النيل وعندما كاد يغرق بسبب عدم اجادته العوم قفز أبوه خلفه وتمكن من انقاذه وقذفه بقوه علي الشاطيء حتي التقطه الاقارب الا ان تيار النهر جرف الاب بعيدا وغرق في المياه وفشل اقاربه في انقاذه وفارق الحياة. انتابت الابن حالة من الهيتسريا عندما اختفت جثه ابيه من النهر وراح يناديه بأعلي صوته وحاول مغافلة اقاربه واللحاق بأبيه الا انهم نقلوه الي منزلهم وبدأت رحله البحث عن الأب الغريق، وقع الخبر علي الزوجة كالصاعقة ففي لمح البصر فقدت السند والحماية وتركها زوجها وسافر لكي يلفظ انفاسه بعيدا عنها وقالت انه في الفترة الاخيرة كان يعد الزاد للقاء ربه فكان يقيم الليل ويطيل في صلواته واصر على ان يصل رحمه حتي لو كانوا في اخر بقاع الارض وكان دائما يوصيها علي أبنائها الأربعة واشقائه ولم تتوقع انه يستعد للموت واضافت انه ترك لها حملا تنوء بحمله الجبال الراسيات وهم أربعة اطفال كتب عليهم القدر ان يحملوا لقب أيتام وهم في أولي خطواتهم نحو المستقبل وبعد جهود متواصلة من جانب قوات الشرطه تم انتشال جثه الموظف وتواري تحت الثري ليؤنس وحشه جدته داخل القبر.