لا أحد سعيد في مصر الآن بطريقة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور.. لا فقهاء القانون الدستوريين.. ولا أساتذة العلوم السياسية.. ولا الليبراليين.. ولا النساء.. ولا الأقباط.. ولا شباب الثورة.. ولا العمال ولا الفلاحين. من إذن سوف يكتب الدستور! الاحساس العام في مصر الآن أن الإخوان اختطفوا الدستور أو علي وشك اختطافه.. يكتبونه بالطريقة التي تعجبهم بدعوي انهم الأغلبية في البرلمان في حين أن الدستور يتجاوز حوائط البرلمان بغرفتيه العليا والسفلي. الدستور يعبر عن كل المصريين.. شبابهم وشيوخهم.. رجالهم ونساءهم.. مسلميهم وأقباطهم.. الكل يشارك في صنعه, لأنه تعبير عن مجمل الأمة المصرية. كيف يمكن كتابة الدستور بدون وجود حالة توافق عام في المجتمع حول قواعد كتابته؟ التقاليد الراسخة في العالم كله تشير إلي أن الدستور يصنع البرلمان.. وأن البرلمان لايصنع الدستور فكيف تنقلب الآية في مصر؟ كنا نتوقع أن يستفيد الإخوان من العمل في العلن.. وان يتعلموا أن السياسة هي نتاج توافقات.. لقد عانوا وعاني المصريون جميعا من أنظمة تسلطية تسعي إلي إقصاء الآخر من خلال سيطرة الحزب الواحد سواء الاتحاد الاشتراكي أو حزب مصر أو الحزب الوطني.. وآن الأوان كي نتجاوز جميعا أخطاء الماضي وأن نتطلع إلي المستقبل نصنع من خلاله وطنا لنا جميعا.. وليس فقط للإخوان المسلمين. كيف يمكن تصور تمثيل 6 سيدات فقط في لجنة الدستور في الوقت الذي يمثل نساء مصر 50% من عدد السكان؟ من يتحدث باسمهم.. من يدافع عن مصالحهم. كيف يمكن أن يتم تمثيل الأقباط بخمسة أعضاء فقط؟ وما هو الوزن النسبي لبعض نجوم الفضائيات الذين تم اختياره؟ وهل العبرة باللمعان الإعلامي؟! ماذا عن المصريين في قلب الريف والحضر وسيناء والنوبة والصحراء الغربية ومطروح؟ من يعبر عنهم؟ من ينطق بلسانهم؟ وهل يعني انتخاب الإخوان والسلفيين في لحظة تاريخية معينة انهم يعبرون عن مصر خلال50 عاما؟ لقد عبروا عن المزاج الانتخابي في لحظة معينة وإذا تم حل البرلمان لسبب أو لآخر قد لايمثلون الأغلبية. لهذه الأسباب جميعا أشعر بقلق علي مستقبل هذا البلد. المزيد من أعمدة جمال زايدة