أصيبت شبكات التواصل الإجتماعي بزلزال فاقت قوته أعلى درجات مقياس ريختر , وذلك فور صدور قرار التحفظ على أموال الشركة السياحية التي يمتلكها لاعب الأهلى أبو تريكة بتهمة انتمائه للإخوان ووجود شبه باستغلال هذه الأموال في تمويل الإرهاب. فقد خرجت صفحات لا حصر لها على الفيس بوك وتويتر, وهي تحمل عناوين حربية مثل « كلنا ابو تريكة « و» تضامنا مع أبو تريكة « , علاوة على الهاشتاجنات الكثيرة التي حملت أسمه مثل هشتاج « ابو تريكة خط احمر « وغيره, وهشتجني هشتج . وهذا ليس بغريب تجاه لاعب عشقته الجماهير ولقبته بأوصاف عديدة مثل» الساحر ,القديس , أمير القلوب , الماجيكو». ولكن هل يضعه ذلك فوق القانون ؟ ولماذا لا يفصل الناس بينه كلاعب وبين مواقفه السياسية ؟ فهو كلاعب لاغبار عليه , ولكن مواقفه السياسية عليها كل الغبار , وإذا كان حرا في مواقفه هذه, لكن عليه أن يتحمل نتائجها . فمن ينسي أنه بسبب هذه التوجهات والانتماءات رفض مصافحة المشير طنطاوي بعد مجزرة بور سعيد , مبررا ذلك بعدم رضاه عن أداء المجلس العسكري . ومن ينسي دعمه للرئيس المعزول مرسي وتعبيره صراحة بأن مصر تحتاج لمؤسسة كبيرة مثل حزب «الحرية والعدالة» وجماعة الإخوان . ومن ينسى ما تردد وقت اعتصامي رابعة والنهضة من كونه كان من الداعمين لهما معنويا وماديا . ومن ينسى أيضا رفضه مصافحة وزير الرياضة السابق طاهر أبو زيد أثناء تسليم ميداليات دوري الأبطال الأفريقي, وكيف هللت الصحف والفضائيات التابعة للإخوان بمانشتات من عينة «أبو تريكه يرفض مصافحة الوزير الانقلابي», وكانت هللت قبلها مؤكدة بأنه رفض مقابلة السيسي ضمن الوفد الرياضي عندما كان مرشحا للرئاسة . ومن ينسى له أنه في الوقت الذي كان الجميع يعادي قنوات الجزيرة لمواقفها العدائية وتحريضها على الإرهاب نجده يخرج عن السياق وينضم إلى إحدى قنواتها لتحليل مباريات كأس العالم الأخيرة . إلا يدلل كل ذلك على مواقفه ؟ ورغم ذلك هو حر فيها , ولكنها عندما تتصادم مع الوطن , فالوطن أهم , لأنه الأبقى والأشخاص زائلون .