على الرغم من تصريحات وزير الكهرباء المستمرة بأن الصيف المقبل لن يشهد تكرار انقطاع التيار الكهربائي، وأنه يجرى الاستعداد لهذا الأمر، فإن الواقع في قرى ومدن محافظة الغربية يؤكد عدم صحة هذه التصريحات؛ حيث تجددت أزمة انقطاع التيار الكهربائي، رغم أن الصيف لم يأتِ بعدُ، وبلغت معاناة المواطنين وشكواهم، خاصة المرضى والمسنين، ذروتها، دون أي تحسن يُذكر، مما يؤدي إلى استمرار حالة السخط والاستياء بين المواطنين كافة للأضرار المترتبة على عملية الانقطاع. تلقى «الأهرام» شكوى عدد كبير من أصحاب المعاشات، خاصة ذوي الأمراض المزمنة بقرية «برما» التابعة لمركز طنطا من طول فترة انقطاع التيار الكهربائي، خلال الأيام الماضية، والتي كانت تستمر من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، مما ترتب عليه عدم صرفهم معاشاتهم الشهرية من مكتب البريد الموجود بالقرية، رغم انتظارهم في طوابير طويلة بالشارع أمام مكتب البريد، على أمل أن تأتي الكهرباء، ويصرفوا معاشاتهم؛ حتى يتمكنوا من شراء أدويتهم وسداد ما عليهم من مستحقات، وكذلك شراء ما يلزمهم من أغراض المعيشة، وأشاروا إلى أنهم كلما اتصلوا بالمسئولين عن الكهرباء يذكرون لهم أنهم يجرون أعمال صيانة، وأضافوا أن انقطاع الكهرباء يتكرر منذ شهر مارس الماضي، مما يضاعف من معاناتهم، علمًا بأن مكتب البريد يخصص أيام 1 و5 و10 من كل شهر لصرف المعاشات، ويطالب أصحاب المعاشات بقرية «برما» وغيرها من القرى والمدن، المسئولين عن الكهرباء بالغربية، بضرورة مراعاة ظروفهم وعدم قطع التيار الكهربائي، خاصة خلال هذه الأيام. وفي مدينتي طنطا والمحلة الكبرى، تتواصل شكوى المواطنين من تكرار انقطاع الكهرباء مساءً، بحجة تخفيف الأحمال، مما يؤثر على حركة البيع والشراء (المتأثرة بطبيعتها بضعف الإقبال) خاصة مع الاستعداد للموسم الصيفي، وهدد عدد من أصحاب المحال التجارية بعدم سداد قيمة فواتير الكهرباء إذا استمر انقطاع التيار الكهربائي على هذا الوضع السيئ، دون اتخاذ خطوات جدية وعملية للتغلب عليه، ودون حجج واهية لن تقدم سوى المزيد من سخط المواطنين واستيائهم على المسئولين غير المسئولين عن تصريحاتهم.