الرويبضة كما عرفه النبي صلي الله عليه وسلم هو السفيه الذي يتحدث في القضايا المصيرية للأمة ويتعمد اثارة الفتنة بين اهلها وهو علامة من علامات آخر الزمان الذي نعيشه الآن. إذا كان الكيد والتربص والتآمر والتوجس هو الأصل السائد في مصر, وعلي مصر, في حالاتها الطبيعية, ودونما مبرر أو سبب, فما بالنا اذا كان ثمة خلاف في الرؤي ووجهات النظر, بين المجلس العسكري وبين الاخوان المسلمين؟! إنها فرصة سانحة وفرصة غامرة يعيشها الرويبضة فقد عثر علي ضالته ضبابية الرؤية, وخلاف الأخوة.. الإخوان يريدون تغيير الحكومة, والمجلس العسكري يرفض ولكل رؤيته ومبرراته, في سياق التصريحات وسباق البيانات. ذكر العسكري الاخوان بالماضي, وقد يفهم من الكلام التهديد وقد يفهم منه تذكير بفضل العسكري بحماية الثورة وزهده في مناصبها والأصل حسن الظن, لكن للرويبضة رأيا آخر, لم يخطر علي البال حيث قال إن العسكري يحذر الاخوان من بطشه وتنكيله ويذكرهم بشهر مارس4591 وما جري لهم علي يد عبد الناصر ونحن في مارس فليحذروا! هذا هو نفث الشيطان ونفخ الاعلام, إعلام أعداء مصر والمتربصين بالثورة, وفضائيات الوقيعة والفتن, لا شك أن كلتا وجهتي النظر من العسكري والاخوان, تحتمل الصواب والخطأ, لكن الخطأ المطلق والواضح هو رأي الرويبضة الذي لا يزيد المشكلة الا اشتعالا ولهيبا ولا يقدم لها حلا بقدر ما يعقدها.. أما كان الأولي علي إعلامنا خاصة الفضائيات أن تذكر المشاهد بمواقف العسكري الوطنية في بدايات الثورة حين وقف بجانب الشعب الثائر يحميه ويطمئنه ويؤنسه ويؤكد له حقه في الحياة الحرة الكريمة, وفي الحكم المدني الرشيد, وأنه العسكري سيسلم السلطة وأنه غير طامع فيها؟!, ألم يكن من الأولي والأجدر أن يذكر إعلامنا بعض اعلامنا بإنجاز العسكري التاريخي في الانتخابات البرلمانية ونزاهتها وما شهد به العالم ألم يكن من الأولي أن يذكر إعلامنا بعض مآثر الاخوان وحكمتهم في ضبط الشارع المصري وحماية مسيرة الثورة من التهور والضياع اكثر من مرة؟! ألم يكن من الأجدر أن يذكر اعلامنا أن الاخوان المسلمين لهم من الرصيد التاريخي ومن التضحيات ما يؤكد وطنيتهم وإخلاصهم وخبرتهم الطويلة وما يجعلهم عند مستوي المسئولية الوطنية والشرعية. ثم ألم يكن من الأجدي أن يؤكد إعلامنا أن مارس4591 لن يعود مرة أخري مطلقا, فليس ثورة52 كثورة25 فثورتنا ثورة شعب باركها الجيش, أما ثورة25 فثورة جيش أيدها الشعب, وليس العسكري كعبد الناصر ورفاقه, لأن الأصل في ثورتنا الشعب, كل الشعب بقوته وحقه وطهارته وإرادته, أما الأصل في25 كان الجيش الذي نصب من نفسه حاكما دونما اعتبار حقيقي ديمقراطي صادق لإرادة الشعب.. إن ثمة حقائق وثوابت لابد من استحضارها عند تقييم واقعنا وحل مشاكلنا.. أولا: إنها مصر.. قلب العروبة وجذور الحضارة وعمق التاريخ.. مصر الشعب العظيم. والجغرافيا المعطاءة المتدفقة بالخير, والتاريخ الشاهد علي شموخ مصر والمصريين, إنها مصر التي إن صحت, صحا الشرق العربي كله, وإن نامت نام العرب كلهم.. هذه مصر التي يعرفها أعداؤها ولهذا فهم حريصون كل الحرص علي النيل منها, وعلي أن تبقي في سبات عميق وضعف ووهن حتي يأمن جيرانها الصهاينة.. ولهذا كان التآمر والكيد والتربص بل والحرب.. ثانيا: إن الشواهد العامة للمجلس العسكري تقول بزهده في الحكم لكن الضغوط العالمية والداخلية التي تمارس عليه انطلاقا من قيمة مصر كما سبق ليست هينة أو محتملة لهذا فإن الأولي التعاون مع العسكري علي مواجهة هذه المؤامرات مع الصبر علي المحن حتي نتجاوز هذه المرحلة العصيبة مع التسليم أننا جميعا بشر نصيب ونخطيء, فلنتعاون ونتصالح جميعا ونعتصم باللة وبالحق وبالوطن.. ثالثا: إن المجلس العسكري وجيشنا الباسل, له من التاريخ المشرف والانتصارات والانجازات ما يؤهله لتجاوز هذه المرحلة وما يجعله يدرك قيمة الثورة ونبض الشارع المصري وبجعله علي ثقة بقيمة حق الشعب المصري في الحرية والكرامة, وأن الإخوان المسلمين هم فصيل كبير من الشعب, وأن الجيش هو ذراع وساعد الشعب, وأن مهمته هي توفير الحماية والأمان وليس التخويف والبطش. رابعا: إن مصر فوق الجميع وإن الشعب المصري الذي ضحي بدمه في سبيل الثورة يعرف قيمتها ولن يفرط فيها مهما كان الثمن. أحسب أن عوامل الشر وبواعث الفتنة تعمل ليل نهار للنيل من مصر والمصريين, فضائيات الفتنة ورويبضة الكذاب, ومستشارو السوء, وفي المقابل إن المسئولية الوطنية والواجب الشرعي الذي يضطلع به كل مسئول مخلص في مصر خاصة العسكري والاخوان تفرض الحكمة والحذر وضبط النفس وعدم الانسياق وراء المتآمرين بمصر أو الاستماع للرويبضة والفاسدين والمفسدين.. حمي الله مصر من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين