تختتم القمة العالمية الثانية للأمن النووي في سول أعمالها اليوم بتحذير دولي من خطورة الإرهاب النووي, فقد أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي الحاجة الملحة لتأمين المخزون العالمي من المواد المشعة اللازمة لتصنيع سلاح نووي. وحذر أوباما من أنه علي الرغم من التقدم الملحوظ في تأمين هذه المواد الحساسة لحمايتها من أيدي الإرهابيين علي مدي العامين الماضيين, فإن هذا لا ينفي وجود كميات ضخمة منها غير مؤمنة بالشكل اللازم. واعترف أوباما- قبل ساعات من إلقاء كلمته أمام القمة- بأنه يعلم جيدا أن الإرهابيين والعصابات الإجرامية تسعي لوضع يدها علي المواد المشعة اللازمة لصنع قنبلة قذرة, مشيرا إلي أن الإرهاب النووي مازال أكبر تهديد يواجه الأمن العالمي. وحث الرئيس الأمريكي زعماء ورؤساء الدول ال53 المشاركين في القمة علي اتخاذ خطوات حاسمة وفعالة لتعزيز الأمن النووي, وتوقع أن تعلن أغلب الدول المشاركة وفاءها بالتعهدات الأمنية التي قطعتها قبل عامين خلال أول قمة عالمية للأمن النووي. وعلي الرغم من عدم إدراج ملفي كوريا الشمالية وإيران علي جدول أعمال قمة سول, فإن هذه القضايا تصدرت المباحثات والتصريحات والاجتماعات التي انعقدت علي هامشها. فقد وجه أوباما رسالة عنيفة لكوريا الشمالية أمس من الاستمرار في طموحاتها النووية, مؤكدا أن استفزازاتها المستمرة وسعيها لامتلاك سلاح نووي لم تحقق لها الأمن الذي كانت تصبو إليه, وشدد علي أن مثل هذه الاستفزازات لن تقابل بالمكافأة, مؤكدا هذه الأيام ولت, ولابد لها من اتخاذ قرار بهذا الشأن. كما وجه الرئيس الأمريكي رسالة مشابهة لإيران, محذرا إياها من نفاد الوقت أمام الحل الدبلوماسي. وأوضح أنه ما زال الوقت متاحا أمام طهران لوجود حلول دبلوماسية لأزمة برنامجها النووي, لكنه قصير للغاية, وشدد علي ضرورة تعامل طهران مع الوضع بجدية وسرعة. وفي الوقت ذاته, تعهد الرئيس الأمريكي بالسعي إلي إجراء تخفيضات أكبر في الأسلحة الاستراتيجية مع روسيا في إطار برنامجه الأوسع لنزع السلاح النووي. وأوضح بإمكاننا أن نقول الآن بثقة إن لدينا بالفعل أسلحة نووية أكبر مما نحتاجه. وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ستستمر في إنجاز ما هو مطلوب منها من خلال الحفاظ علي سلامة منشآتها النووية, ومساعدة الآخرين في حماية منشآتهم, والتحرك مع روسيا لإزالة نحو17 ألف سلاح نووي. كما اجتمع الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني هو جين تاو, حيث أكد له إن من مصلحة بلديهما حل الأزمة النووية مع كل من إيران وكوريا الشمالية حليفة بكين. كما حث أوباما بكين علي كبح جماح كوريا الشمالية بدلا من غض الطرف عن موقفها المتحدي للمطالب الدولية. ومن ناحيته, دعا وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونج هوان قادة دول العالم المشاركين في قمة سول إلي تقديم تعهدات باتخاذ اجراءات جديدة لتعزيز الامن النووي في العالم.