يعتقد رالف إبرسون مؤلف كتاب النظام العالمي الجديد الذي صدرت طبعته الأولي عام2001 أن ما يسمي بالنظام العالمي ليس سوي مؤامرة علي أمريكا ذاتها وعلي مستقبل البشرية بأسرها والدليل علي ذلك أن منظري النظام العالمي الجديد وكوادره الساعين إلي تطبيق أفكاره علي الأرض يحاولون تحطيم الأديان بإشاعة الإلحاد تحت قناع العلمانية ويسعون إلي تحطيم مقومات الحياة السياسية بتحويل الفوضي إلي طريقة حياة ويعملون علي تدمير الاقتصاد! ويقول رالف إبرسون أن حقيقة ابتعاد أمريكا عن الدين أصبحت شواهدها كثيرة وأن تحذيرات كثيرة بدأت تظهر علي السطح للتنبيه من مخاطر استمرار السير في هذا الاتجاه وأن أحد هذه الأصوات التي علت بالتحذير صوت الكاتب الروسي الشهير الكسندر سولجنستين المهاجر إلي أمريكا حيث كتب محذرا يقول: لأكثر من نصف قرن مضي عندما كنت طفلا أستعيد اليوم ما سمعته من عدد من كبار السن في روسيا بأن سبب الكوارث الكبري التي حلت بالشعب الروسي إنما يرجع إلي أن الناس هناك نسوا الله... وإنني إذا سئلت اليوم عن السبب فيما يحل بالعالم من كوارث فسوف أكرر نفس ما قاله السابقون بأن السبب يرجع إلي بعد الناس عن الله. ويستشهد الكاتب بواقعة تاريخية مفادها أنه في القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام1842 كتب رجل فرنسي يدعي أليكس دي توكفيل تقريرا إلي حكومته في ختام زيارة عمل لأمريكا: أن السبب في قلة السجون التي تم بناؤها في أمريكا حينذاك لتعتقل فيها مجرميها في الوقت الذي لا تكفي السجون الفرنسية الكثيرة لكي تؤوي الأعداد المتزايدة من المجرمين يرجع إلي أن الشعب الأمريكي طيب وانه إذا تخلي هذا الشعب عن طيبته فلن يكون عظيما. ولكن أمريكا- كما يقول رالف إبرسون- لم تعد عظيمة الآن لأن شعبها لم يعد يتصف بالطيبة وحتي كنائسها ومعابدها لم يعد فيها نور الهداية... إن الشعب الأمريكي لم يعد يعي إشارات الخطر التي تنبئه بالأخطار المقبلة. وربما يكون مفيدا وضروريا أن نسترجع تلك العبارة البليغة التي كتبها الكاتب الفرنسي الاشتراكي بن جوزيف برودهون والتي توجز بوضوح ودقة معني النظام العالمي الجديد باعتباره من الداعين له حيث قال: إن مبدأنا يتمثل في ثلاث نقاط أساسية هي الإلحاد في الدين والفوضي في السياسة وإنهاء الملكية الخاصة للأفراد. وعلينا أن نقرأ بعض جوانب المشهد الراهن في أمتنا العربية لكي نتمكن من فرز وتصنيف الكثير من الأفكار التي يتوالي تصديرها إلي مجتمعاتنا تحت رايات ظاهرها الحرية وباطنها الفوضي! خير الكلام: ضوء الشمعة الخافتة أقوي من ظلام الدنيا كلها! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله