تيقيم المركز القومي للترجمة حفل توقيع ومناقشة للترجمة العربية لكتاب النظام القديم والثورة الفرنسية التي أنجزها المترجم خليل كلفت وذلك في التاسعة من مساء اليوم بجناح المركز في معرض الكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بحي فيصل. والكتاب تأليف الكاتب الفرنسي أليكسي توكفيل وهو مترجم ومنشور قبيل الثورة الشعبية السياسية في مصر التي قامت في 25 يناير 2011 ولهذا تخلو المقدمة التي وضعها كلفت للكتاب من أي إشارة إلي الثورة التي جعلت الكتاب مع ذلك كتابا يأتي في وقته, حيث تثور في سياق ثورتنا أسئلة ملحة عن الثورة ومفهومها وسياقاتها والنتائج الكبري للثورات بوجه عام. ووضع توكفيل كتابه هذا بعد ثورة 1789 الفرنسية الكبري, بقرابة ستين سنة كذلك. ولم يكن من الممكن أن يتنبأ أحد بهذه الثورة أو تلك حيث يستحيل التنبؤ بالثورات بوجه عام مهما قال قائل أو آخر إن حالة اجتماعية سياسية ما تتجه بأمة أو دولة إلي ثورة لا يعرف موعدها أحد. ويري المترجمأن الكتاب يقدم لنا عونا كبيرا رغم أن السياق التاريخي لثورته يختلف جذريا عن السياق التاريخي لثورتنا. ويحدد توكفيل منذ الجملة الأولي في مقدمته لكتابه طبيعة هذا الكتاب قائلا: الكتاب الذي أقدمه الآن ليس أبدا تاريخا للثورة الفرنسية, فذلك التاريخ مكتوب بصورة أروع من أن أفكر في إعادة كتابته; إنه بالأحري دراسة عن هذه الثورة. والحقيقة أن الكتاب دراسة للنظام القديم وليس دراسة للثورة, ويتألف من ثلاثة أقسام: يتناول القسم الأول طبيعة الثورة, ويدرس القسم الثاني بفصوله الاثني عشر الوقائع المادية لهذا النظام القديم, علي حين يبحث القسم الثالث مسألة لماذا حدثت الثورة في فرنسا دون غيرها من بلدان أوروبا الغربية. ويطرح توكفيل أسئلة ملحة متكررة ومتواصلة, وهناك مسألة دقيقة يطرحها توكفيل في كتابه ويعيد طرحها المرة تلو المرة: هي المفارقة المتمثلة في التناقض بين ما أراد الفرنسيون أن يحققوه عندما قاموا بثورة 1789 وما حققوه بالفعل, بين الهدف المنشود والمحصلة. ومن الجلي أن طرح المسألة بهذه الطريقة يكشف عن تناقض عميق للغاية ومنطقي بين الحلم الذي يلهب الشعوب إبان الثورات وفي فترات الإعداد لها وفي فترات أولي تالية لانتصارها, من ناحية, والإدراك الواعي للمحتوي الحقيقي لهذه الثورات, من الناحية الأخري.