مثلما نتساءل في القاهرة هذه الأيام قائلين.. مصر إلي أين.. فإن ذات السؤال يجري تداوله في واشنطن منذ أكثر من10 سنوات حيث تدار حلقات نقاشية بين أوساط المثقفين ومراكز البحوث الأمريكية بحثا عن إجابة لهذا السؤال.. أمريكا إلي أين.. بل إن النقاش يتسع في مراكز بحثية بعينها لكي يصبح السؤال المطروح هو: إلي أين تتجه البشرية بأسرها؟. والحقيقة أن السبب في إلحاح طرح هذا السؤال أن هذه المراكز البحثية ترصد منذ سنوات أشياء غير عادية تكاد أن تتحول إلي ظاهرة مقلقة ومخيفة فالجرائد اليومية تمتلئ بأخبار الارتفاع الجنوني في معدلات الطلاق... وبعض الآباء يسيئون معاملة أطفالهم.. وزيادة ملحوظة في حوادث الاغتصاب تتواكب مع زيادة رهيبة في عدد قراء المجلات والصور الخليعة.. والرسم البياني لمعدلات جرائم سرقة الأفراد والممتلكات بالإكراه آخذ في التصاعد. إن الكل يشعر في أمريكا بأن تغييرا في أسلوب معيشة هذا الشعب يجري حدوثه فالصحف مليئة بأخبار عن أنشطة أولئك الذين يؤيدون ما تقوم به الحكومة من إنفاق علي أغراض غير دستورية.. وعلماء النفس يجاهرون بالدعوة لتفتيت وحدة الأسرة ويطالبون بأن يتولي المجتمع تربية أطفال الأمة وإغلاق المدارس الخاصة. وفيما يبدو فإن الهاجس الأكبر للمثقفين والباحثين الأمريكيين يتمثل في أن ذلك الذي يتم الترويج له باسم العلمانية التي ينبغي أن تسود العالم بأسره تحت قبضة نظام عالمي جديد يفرض أفكاره وأدواته وآلياته علي جميع شعوب العالم في نهاية المطاف ليس سوي نتاج تحالف خفي وقديم بين الفكر الصهيوني و التنظيم الماسوني العالمي وهو تحالف يستهدف القضاء نهائيا علي الأديان وبالذات الديانة المسيحية! ومن بين أهم الكتب الأمريكية التي نجحت في دق الأجراس حول هذا الخطر منذ نحو 10سنوات كتاب 'THENEWWORLDORDER' النظام العالمي الجديد لمؤلفه رالف إبرسون الذي يقول بصراحة في ختام الكتاب إنه يعلم علم اليقين بأنه يحاول السباحة عكس اتجاه التيار وإنه يعلم أيضا ما الذي يمكن أن يتعرض له من جانب الماسونيين والصهاينة نتيجة ذلك وأن الأمر ربما يتجاوز حدود التجريح والتشهير فيصل إلي إمكانية نسف سيارته أو إلقائه من فوق مبني عال أو غير ذلك من وسائل القتل والاغتيال المادي والمعنوي معا! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الحقيقة مثل الزهور لا تذبل من تلقاء نفسها! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله