يوم15 يوليو2007 التقيالاهرام البابا شنودة الثالث وفتح قلبه في حديث شامل وتطرق خلاله الي تعديل لائحة انتخاب البابا الجديد وتصوره للمرحلة التي ستخلقه واوصي البابا شنودة محاوره ان يتم نشر هذا الحوار بعد وفاته, حتي لاتثار الاقاويل وقت حياتة. واكد البابا انه يقول رأيه وليس له اي مصلحة في ذلك ولكن الاهم ان يعرف الناس ان مصلحة الوطن هي الاهم سواء كان بين ابنائه او بعيدا عن العالم. وبناء علي تلك الوصية واحتراما من الأهرام لمصادرها وقرائها تنشر اليوم نص الحديث: ماهي الحقائق التي تحب قداستكم ان توضحها بخصوص رؤيتكم للائحة انتخاب البابا ؟ النقطة الاولي التي احب ان اقولها ان الذي يتعرض لوضع لائحة انتخاب البابا او لصياغتها لابد ان يكون درسا لقوانين الكنيسة دراسة سليمة ومستفيضة وان يكون دارسا ايضا لتاريخ الكنيسة, وان يكون دراسا ايضا لاحوال الكنائس الاخري و سأضرب لذلك بعض الامثلة, كثيرون يتحدثون بإسم قوانين الكنيسة وهم لم يدروسونها ولايعرفون ماهي القوانين السليمة وماهي القوانين المزيفة, وماهي المصادر الاساسية لقوانين الكنيسة, فمثلا التحدث عن الرجوع الي الانجيل وقوانين الكنيسة من جهة لائحة انتخاب البابا., الانجيل لم يذكر حرفا واحدا عن انتخاب البابا, لم يذكر لقب لا البابا ولاالبطريرك ولاالكاسيلكوس ولا رئيس الاساقفة,لم يذكر فقط إلا رتبة الاسقف وفي ايام رسل السيد المسيح لم يكن يوجد الا رتبة الاسقف وكان الاسقف هو الرئيس الديني لمدينة كبري. ثم لما انتشرت المسيحية في مدن عديدة.ووجد اساقفة عديدون في بلد واحد واضطرت الحاجة بعد رسامة عدد كبير من الاساقفة ان يوجد رئيس اساقفة او اسقف اكبر, فالاسقف الاكبر سموه المطران, علي اعتبار ان كلمة مطران( متروبولوتيس مشتقة من كلمتين( ماترو) يعني و(بوليس) بمعني مدينة, مطران إذن هو رئيس المدينة الام أو صاحب المدينة الكبري. فعرفت وظيفة مطران فيما بعد, ثم تدرج الامر الي وجود اكثر من مطران ويحتاجون إلي رئاسة أيضا, فوجدت, و ظيفة ب طريرك) وهي مأخوذه ايضا من الكلمة اليونانية( باتري يعني آباء و(ابرش) يعني رئيس باتريرشيش) وبطريرك بالعربية يعني ر ئيس الاباء. ثم وجدت كلمة بابا بمعني أب الاباء. علي اي اساس تم تحديد عمر البطريرك ان يكون قد اتم اربعين سنة وهناك مطالبة بأن يكون في الخمسين؟ كل هذه الامور اربعين سنة او خمسين سنة هي اجتهادات شخصية ولكن لاتوجد نصوص كنسية تدعو الي ذلك.. نقطة اخري من واقع العمل, البعض يقول ان القوانين الكنسية تمنع الاسقف أن يصير بطريكا. وهذا القول يخالف ماتقوم به كل كنائس العالم بلا استثناء, ومن يريدون ألا يصبح الاسقف بطريركا وجهة نظرهم ان الاسقف تم وضع اليد عليه مرة عند اختياره اسقف ولايجوز وضع اليد عليه مرة اخري ليصبح بطريركا. ولكن الكنيسة الكاثوليكية كل بابواتها كانوا اساقفة, فهل كل كنيسة كاثوليكية في العالم لاتعرف قوانين الكنيسة. واشار الي ان كل الكنائس الكاثوليكية الغربية كل رؤسائها كانوا اساقفة واساقفة ابروشيات واذا قلنا انه لاتوجد في الانجيل شروط لاختيار البابا و كذلك في قوانين الكنيسة لاتجد قانونا في اي مجمع من مجامع المسكونية يقول ان الاسقف لايكون بطريركا, ولكن الذين يعتمدون علي هذه النقطة, يعتمدون علي تصريح للبابا( خائيل) احد البابوات يقول فيه ذلك وهو تصريح شخصي, وليس قانونا كنسيا, ثم ايضا اذا د خلنا في هذا الموضوع, نجد ان اول خليفة لمار مرقس كان اسقف. فمار مرقس كان يسافر كثيرا في بلاد متعددة فرسم اسقف وبعض الشمامة وعندما استشهد مارمرقس. هذا الاسقف صار بطريركا كوضع متوسط يري البعض انه يجوز انتخاب الاسقف. العام بطريركا, لأنه غير مرتبط بأبروشيه ومع ذلك لا يوجد قانون كنسي ينص علي ذلك بدليل أن كل بطاركة العالم هم أساقفة أبروشيات أو مطارئة, وهناك كتاب وصفه الأنبا غريضوريوس بصفته أسقف البحث العلمي قال فيه البطريرك يختار من أي صفة. ويوجد في تاريخ الكنيسة بعض البطاركة كان أصلهم تجار وبعضهم كانوا( سريان) أي غير مصريين. وماذا عن علاقة البطريركية بالرهبنة ولماذا شرط أن يكون البطريرك راهبا؟ في تاريخ الكنيسة لم يبدأ اختيار البطاركة من الرهبان لسبب بسيط وهو أن أول راهب في العالم القديس الأنبا أنطونيوس ولد في منتصف القرن الثالث ودخل في الرهبنة وبدأ يعيش في الرهبنة في القرن الرابع مع آباء الرهبنة الكبار, وطوال القرون الأربعة الأولي للمسيحيين لم يكن هناك بطرك من الرهبان لسببين: الأول: أن الرهينة لم تكن قد انتشرت في العالم بعد فقد بدأت تنتشر من القرن الرابع الثاني: أن الرهينة كان هدفها حياة الوحدة والخلوة والصلاة والبعد الكامل عن الكهنوت في حياة الأب أنطونيوس الكبير مؤسس الرهينة, اختير الشماس أثناسيوس ليكون البطريرك, وخلال القرون الثلاثة الأولي كان يختار مدير الكلية الاكليريكية لدراسة اللاهوت ليكون بطريركا ي كانت رتبته, والبعض يختلف من كان أول بطريرك اختير من الرهبان, هناك من يقول أنه البابا كيرلس الأول البطريرك الرابع والعشرين, والحقيقة لم يكن راهبا بالشكل الحالي للرهينة, عموما بدأت تستقر البطريركية بين الرهبان من البطرك83 تقريبا, وقبل ذلك يكاد يكون ثلاثة أو أربعة ثم اختيارهم بطاركة من الرهبان وكان الرهبان الأول يحاولون قدر جهدهم أن يبعدون عن الكهنوت لكي يتفرغوا لحياة الصلاة والتأمل والعبادة والصوم والهروب من العالم, لدرجة أن القديس أثناسيوس البطريرك, أراد أن يرسم الأنبا بافوسيوس أب الشركة وكان مسئولا عن تسع أديرة ليصبح قسيسا فكان يرفض وكانوا يحضرون قسيسا من العالم لكي يصلي لهم القداسات وهم لا يريدون هذا, وبدأ يتجاوزون شيئا بأن يكون هناك قسيست لأخذ اعترافات الرهبان, فوجد الأنبا ايسذوروس قس القلالي ووجد الأنبا موسي الأسود اختاروه قسيسا وكان كل من هؤلاء يرعي ألفين راهب أو أكثر, ثم لما بدأ الرهبان يتولون البطريركية خصصوها لأنفسهم ورفضوا أن يختاروا أحدد للأسقفية إلا من بينهم وهذا اعتبارا من القرن السادس أو السابع. هل توجد بعض النصوص في لائحة انتخاب البابا تري قداستكم ضرورة تغييرها؟ ربما هناك بعض نقاط تحتاج إلي تغيير ولكن ليس صلب اللائحة, فأكثر النقاط التي ربما نحتاج إلي تغيير, هل لابد أن يكون الراهب المرشح أو الأسقف المرشح له51 سنة وما الفارق إذا كانوا21 سنة أو عشر سنوات. أيضا في اللائحة يجب أن يكون السن04 سنة والبعض يحاول زيادة السن وأنا أذكر الجميع بأن القديس أثناسيوس الرسولي وهو من أعظم بطاركة الكرسي المرقسي, حينا رسم بطريركا كان عمره أقل من هذا بكثير كان حوالي03 سنة وكان شماشا, والهدف من أن يكون العمر04 سنة وسنوات الرهبنة51 سنة هو ضمان فكرة النضوج الروحي والعقلي والفكري والخبرة وعوامل كثيرة وليس فقط السن. وماذا عن من لهم الحق في اختيار البابا خاصة وأن الكثيرين يطالبون بمراجعتها لأنها قاصرة علي النخبة من المسيحيين؟ اللائحة تشترط فيمن يختار البابا أن يكون من أراخنة يعني من الشخضيات المعروفة المتداخلة في الكنيسة والمجلس الملي, ممكن تتسع الدائرة ولكن لا يجوز أن تشمل جميع الناس وعمومهم لأنها تصبح غوغائية, وتكون تحت تأثير أي شخص من كل ناحية غير الناس الناضجين المشهود لهم, فنحن لا نثق من تأثر عموم الناخين بالمغريات المختلفة سواء مال أو منصب أو غيره. وماذا عن القرعة الهيكلية وهي أكثر ما يعترض عليه المطالبين بتعديل لائحة انتخاب البابا؟ القرعة الهيكلية المقصود بها أن يكون اختيار البابا من خلال صوت ربنا وليس البشر, فالبشر يدلون بصوتهم عن طريق الانتخاب, واللائحة قالت ان الثلاثة الأول في الانتخاب يقدمون إلي القرعة الهيكلية, ومن يتم اختياره هو اختيار من عند الله, والقرعة الهيكلية استخدمها الآباء الرسل كما هو موجود في الأصحاح الأول من سفر أعمال الرسل التي تم بها اختيار الرسول متياس. ونفس مبدأ القرعة عموما موجود في العهد القديم في قصة يونان النبي وأن ربنا حقق فيه الاختيار السليم فاختيار البابا من خلال انتخاب بشري بحث اختيار لا يليق روحيا بهذه المسئولية وهذا المنصب الديني. توجد سوابق تاريخية أن يزكي البطرك أشخاص ليتم الاختيار فيما بينهم أو يتم اختيار شخص, لو طلبت من قداسة البابا أن يزكي شخص أو أشخاص من الأساقفة الموجودين حاليا, ليقول للشعب أنا أزكيه أو أنا أوصيكم أن تختاروا من بين هؤلاء فماذا تقول؟ لو حدث هذا الأمر فيكون من فرط ثقة الشعب الكاملة بالبطريرك, بان من يختاره يكون هو الأفضل, في الجو الذي نعيش فيه وما يتكلم به الناس عن الديمقراطية وحق الانتخاب لا يتفق مع أن يختار البابا من يخلفه باعتباره الأفضل. ومفروض أن الناس يكون لهم اختيار وأن يسمعوا صوت الله في البطريرك من خلال القرعة والضوابط الموجودة في القرعة. هل هناك ما تريد أن تقوله قداستكم سواء لمن يريدون التعديل أو من يطالبون ببقاء لائحة انتخاب البابا كما هي؟ الكلمة الأخيرة في هذا الشأن أن يكون كل من يشارك في عملية اختيار البابا أمينا مع الله ومع تقاليد الكنيسة وتاريخها.