تعتبر السمنة مرضا من أمراض العصر حيث ارتفعت نسبة الاصابة بها حديثا فى عدد من دول العالم، وتشير الدراسات إلى أن نسبة الاصابة بها فى أمريكا قد بلغت 15% خلال الأعوام من 1976 إلى 1980، ثم قفزت هذه النسبة لتصل إلى 35% عام 2006، وتكمن خطورة السمنة فى أنها قد تسبب مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم ونسبة الدهون والكولسترول، فى الدم، والاصابة بمرض السكر والتهاب المفاصل والعظام ومتاعب الركب، وزيادة نسبة الاصابة بالسرطان، ونظرا للأضرار الصحية للسمنة فقد أجريت عليها دراسات استهدفت التعرف على العوامل المسببة لها ومضاعفاتها، وتطوير أساليب العلاج الغذائى والطبيعى والدوائي، كما كان من أهدافها الكشف عن الغش الدوائي، فى مجال علاج السمنة، وأخطاره الصحية والنفسية والاجتماعية. أسفرت الدراسات عن عدة أسباب للسمنة تشمل عوامل وراثية وتدنى النشاط البدنى وعدم الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية، وقد تنجم السمنة عن أمراض مثل فرط إفراز الغدة الكظرية التى تفرز الكورتيزون، وقصور الغدة الدرقية، ونقص إفراز هرمون النمو، وتشمل الأسباب استخدام أدوية معينة مثل مضادات الصرع ومضادات الاكتئاب والكورتيزون ومشتقاته والانسولين، ومن أهم الأسباب الإفراط فى تناول الطعام، ويشمل علاج السمنة، استخدام النظام الغذائي، والمعالجة السلوكية والانتظام فى ممارسة تمرينات رياضية معينة يحددها الطبيب للمريض، ومن أساليب العلاج استخدام أدوية معينة، منها ما يساعد فى تقليل الشهية للطعام، ومنها مايؤدى تناوله إلى انخفاض امتصاص الدهون والجلوكوز فى الجهاز الهضمي، وبالتالى تقليل نسبة الدهون فى الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن العلاج بمختلف أنواعه لابد أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص فى علاج السمنة لتحقيق نتائج أفضل فى التخسيس وتحاشى حدوث أضرار للمريض تنتج عن عدم اتباع الارشادات الطبية. وأسفرت الدراسات التى أجريت فى بعض الدول عن انتشار ترويج مستحضرات حدوث أضرار للمريض، وبعضها مضاف إليه دواء مساعد فى تقليل الشهية للطعام أو يساعد فى التخسيس بوسيلة أخري، وقد تكون جرعة الدواء أكبر من الجرعة العلاجية بحيث ينجم عن تناول المستحضر اصابة المريض المتعاطى بأعراض مرضية قد تصل إلى حد الخطر، ولقد كشفت الدراسات عن أن بعض المستحضرات المغشوشة مضاف إليها دواء من مجموعة الأمفيتامينات التى تسبب تقليل الشهية للطعام، وحيث ان الدواء مضاف على أساس غير علمى فإن جرعته قد تكون كبيرة لدرجة أنها تشكل خطرا على صحة من يتعاطاها، وحتى إذا كانت الجرعة فى حدود الكمية العلاجية فإن الدواء المضاف قد يسبب أضراراً فى القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، وبخاصة فى مرضى الضغط المرتفع، وأخطار الأمفيتامينات أنها قد يترتب على تعاطيها حدوث اصابة فى العملية وتنشيط زائد فى مراكز المخ يؤدى إلى الاصابة بأرق شديد، وقد يصاب المريض بأعراض الفصام الشخيصي، وفى حالة الإقلاع عن تعاطى المستحضر قد يشكو المريض من اكتئاب يدفعه إلى محاولة الانتحار، ومن الأدوية التى تضاف إلى مستحضرات التخسيس غير الخاضعة للرقابة هرمون الغدة الدرقية الذى يساعد فى تخفيض الوزن، وقد يشكل استخدامه خطرا على صحة المريض بما يسببه من اصابات تشمل الذبحة الصدرية وخلل انتظام القلب، وقد يؤدى إلى فشل فى وظيفة القلب. وتبرز بعض الفضائيات إعلانات عن أجهزة تفيد فى علاج السمنة منها جهاز على هيئة خيمة صغيرة يدخل فيها من يرغب فى التخسيس بحيث يتعرض لأبخرة ساخنة مثل أبخرة السونة، ومما يدعو إلى العجب فى هذا الإعلان عبارة تقول انه باستخدام الجهاز تخرج الدهون من الجسم عن طريق الجلد على هيئة عرق، وهذا الافتراض يجافى الحقائق العلمية، لأن أى وسيلة تستخدم لتقليل الدهون فى الجسم ينبغى أن تستند إلى المنهج العلمى وذلك باستخدام الوسائل العلاجية المعترف بها، والتى أشرت إليها فى بداية رسالتي، وليس فى علاج السمنة والأمراض الأخرى مجال للخيال والأوهام من أجل سلامة الانسان وصحته. د. عزالدين الدنشارى