تعودنا علي أن نشاهد من خلال بعض الفضائيات إعلانات تجارية تروج لمستحضرات للرشاقة والجمال وأخري للتخلص من السموم وغيرها, وسوف أتناول في رسالتي أربعة من أبرز الإعلانات, وهي اعلانات عن علاج سقوط الشعر وأخري لتفتيح البشرة ومستحضرات جلدية (شرائط لاصقة) توضع علي الجلد لإزالة السموم من داخل الجسم, ومنها ما يقدم الحل السحري لعلاج السمنة وتحقيق الوزن المثالي والرشاقة خلال أيام معدودة, وسوف أوضح الاخطار الناجمة عن استخدام كل منها علي النحو التالي: { فيما يتعلق بمستحضرات سقوط الشعر, فإنه طبقا للدراسات والتقارير الطبية المنشورة في دوريات وكتب عالمية هناك أسباب عديدة لسقوط الشعر, مثل العوامل الوراثية أو تقدم السن أو الاصابة بأمراض ميكروبية في فروة الرأس, أو أمراض عضوية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو النخامية, وقد يحدث سقوط الشعر بسبب استخدام نوعيات من الأدوية, ولتعدد الاسباب ينبغي أن يتم العلاج علي أساس طبي, بعد استشارة طبيب متخصص في الأمراض الجلدية ينصح المريض بالعلاج المطلوب طبقا لحالته المرضية التي أدت إلي سقوط الشعر, وتجدر الاشارة إلي أن بعض اصابات فروة الرأس المسببة لسقوط الشعر قد تتفاقم بسبب مواد دهنية موجودة في مستحضرات يعلن عنها. { وبالنسبة لمستحضرات تفتيح البشرة تبين ان استخدامها قد يسبب ظهور بقع علي الجلد, ومن أضرارها ايضا انها تقلل نسبة الميلانين, وهو صبغة موجودة في البشرة ترجع أهميتها إلي وقاية البشرة من أضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية وعندما تنخفض نسبة الميلانين يزداد خطر هذه الاشعة بحيث يترتب علي التعرض لها اصابات جلدية قد تصل إلي حد الخطر. { فيما يتعلق باللاصقات الجلدية, التي يدعي مروجوها أنها حينما توضع علي الجلد فإنها تقوم بسحب السموم من الجسم والتخلص منها, فإن الحقائق الطبية تقول ان اللاصقات الجلدية تستخدم فقط لتوصيل بعض الأدوية من الجلد إلي أعضاء داخلية, حيث تفيد في تسكين الآلام أو في علاج أمراض معينة مثل الذبحة الصدرية والتهابات المفاصل, وليس هناك أي دليل علمي علي اكتشاف لاصقات جلدية تقوم بسحب السموم من داخل الجسم, ولو افترضنا جدلا أن هناك مستحضرات تزيل السموم, فكيف تزيل السم وتبقي علي المواد الضرورية لسلامة الجسم ووظائف أعضائه, مثل الفيتامينات والمعادن وغيرها؟ ثم هل أجريت علي هذه اللاصقات بحوث تفيد بأنها لا تسبب اصابات جلدية أو أضرارا لأعضاء داخلية بالجسم؟ { وفيما يختص بالتخلص من السمنة, فينبغي أن يتم علي أسس طبية, حيث ان هناك أسبابا عديدة للاصابة بها, مثل العوامل الوراثية وقلة الحركة والنشاط البدني وطبيعة الاطعمة التي يتناولها الانسان, وقد تحدث السمنة بسبب اضطرابات في بعض الغدد, مثل زيادة افراز الانسولين, ومن أسبابها تعاطي الخمور واستخدام بعض الأدوية مثل نوعيات من الأدوية المضادة للاكتئاب وأدوية الضغط المرتفع والكورتيزون, ولذلك فان علاج السمنة ينبغي ان يتم تحت اشراف طبيب متخصص في علاجها.. وليس بموجب إعلان فضائي. وتجدر الاشارة إلي أنه من خلال الرقابة الطبية التي أجريت في عدة دول علي مستحضرات التخسيس التي يعلن عنها في الفضائيات وغيرها اتضح ان بعضها قد يحتوي علي مواد كيميائية يشكل خطرا علي مرضي القلب وضغط الدم المرتفع, وقد يسبب بعضها الادمان والبعض الآخر قد يؤدي إلي الاصابة بالتسمم الدرقي. وللتصدي لهذه الاعلانات التي تعتبر مثل السم في العسل, اقترح عقد لقاءات بين مسئولين من وزارة الصحة وآخرين من مباحث التموين وخبراء من كليات الطب والصيدلة لمناقشة اعلانات الفضائيات المضللة وأخطارها علي صحة المواطنين واتخاذ اجراءات قانونية لمعاقبة المعلنين عن مستحضرات لعلاج الأمراض أو الوقاية منها عبر القنوات الفضائية أو غيرها بدون موافقة وزارة الصحة. د. عز الدين الدنشاري