فى الوقت الذى أبدت فيه إيران تفاؤلها بإمكان إعلان وقف لإطلاق النار فى اليمن ووقف الأعمال العسكرية خلال ساعات على لسان حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير خارجيتها للشئون العربية والإفريقية ،قصفت طائرات عاصفة الحزم أمس معسكر الاستقبال للحرس الجمهورى فى منطقة ضلاع همدان بالعاصمة اليمنية صنعاء ومواقع الدفاع الجوى بالمعسكر . وقال شهود عيان إن أعمدة الدخان تصاعدت من معسكر الدفاع الجوى، كما سمعت أصوات انفجارات فى مخازن الأسلحة . كانت الطائرات قد استهدفت فجر أمس معسكر الاستقبال شمال غرب العاصمة الذى يضم قوات العمليات الخاصة فى الحرس الجمهورى . وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت أمس الأول أعنف انفجار منذ بدء عمليات عاصفة الحزم قبل 26 يوما وتسبب الانفجار فى كسر النوافذ بالمبانى القريبة من موقع الانفجار حتى فى الأماكن التى تبعد عنه بأكثر من 10 كيلومترات وتكونت سحابة من الدخان تشبه الإعصار إلى حد كبير استمرت نحو الساعة فى سماء صنعاء وغادر كل المواطنين فى هذه الأماكن منازلهم بعد أن كان معظمهم قد غادرها إثر التفجيرات التى وقعت بمخازن معسكر الصواريخ بجبل فج عطان منذ عدة أيام . وتتمركز مواقع للدفاع الجوى فى جبل ظفار الذى يقع فى مديرية بنى مطر بصنعاء .وقدارتفعت حصيلة هذا الانفجارإلى 38 قتيلا و 532 جريحا جميعهم من المدنيين بحسب مصادر طبية. وفى الرياض ، أمر العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز بمشاركة قوات الحرس الوطنى فى عاصفة الحزم ضد ميلشيات الحوثيين. وفى تلك الأثناء ،قال محمد البخيتى عضو المكتب السياسى لجماعة الحوثيين إن تحرك عدد من القطع البحرية الأمريكية قبالة سواحل اليمن يوسع دور واشنطن فى الحملة التى تقودها السعودية على الجماعة ويهدف إلى تشديد «الحصار» على البلاد. وأوضح فى تصريحات له أمس أن هدف تحريك السفن الأمريكية هو تعزيز الحصار المفروض على اليمن وإنزال عقاب جماعى بالشعب اليمنى.وأضاف أن هذه الخطوة ترفع مستوى مشاركة الأمريكيين فى هذه الحرب. ولكن مسئولين أمريكيين أفادوا بأن السفن الحربية التى أعلنت الولاياتالمتحدة إرسالها إلى المياه الواقعة قبالة السواحل اليمنية ستتولى مهمة مراقبة السفن الإيرانية التى يشتبه فى ضلوعها بتهريب الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين الذين تقود السعودية ضدهم عملية عسكرية تحت عنوان «عاصفة الحزم. ونقلت شبكة «سى.إن.إن.» الإخبارية الأمريكية عن هؤلاء المسئولين أن الخطوة تهدف أيضا إلى طمأنة حلفاء واشنطن فى المنطقة ، فى ظل التخوف من تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة.وقال كيفن ستيفان ، الناطق باسم الأسطول الأمريكى الخامس :»نحن نراقب عن كثب كل النشاطات البحرية فى بحر العرب وخليج عدن ، لكننا لن نكشف عدد أو نوع السفن التى نراقبها ولن نقدم تكهنات حول وجهتها المحتملة أو حمولتها.وتشير المعلومات إلى أن السفن الحربية التابعة للمجموعة القتالية المرافقة لحاملة الطائرات الأمريكية ، ثيودور روزفلت ، سترافق عددا من السفن السعودية والمصرية التى تستعد لاعتراض قافلة تضم ما بين سبع وتسع سفن إيرانية يعتقد أنها بطريقها إلى اليمن حاليا. وقد أرسلت واشنطن الأحد الماضى حاملة الطائرات ثيودور روزفلت والمدمرة المحملة بالصواريخ الموجهة «نورماندى» إلى مياه خليج عدن ليرتفع عدد السفن الأمريكية العاملة بتلك المياه إلى تسع.و فى طهران ،نقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والإفريقية قوله إنه متفائل بإمكان إعلان وقف لإطلاق النار فى اليمن أمس. ونقلت الوكالة عن عبد اللهيان قوله «نشعر بتفاؤل بأنه خلال الساعات المقبلة بعد جهود كثيرة سنرى وقفا للهجمات العسكرية فى اليمن.» فى سياق ذى صلة ، أعلن جويل ميلمان المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، أمس، تعليق المنظمة عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من اليمن، لمدة أسبوع وذلك بشكل مؤقت بسبب ما وصفته بتزايد الصعوبات التى تواجه العمليات المرتبطة برحلاتها الجوية فى الأيام الأخيرة. وناشدت المنظمة الدولية فى بيان لها الأطراف المتنازعة فى اليمن بأن تمنح التسهيلات اللازمة لرحلاتها وكذلك أن توقف طلب إضافة أسماء للمسافرين على رحلات الإجلاء الإنسانية وفقا لقاعدة الحصص ودون النظر إلى المسافرين الأكثر ضعفا وحاجة للمغادرة، وطالب ممثل المنظمة الدولية للهجرة محمد عبديكير بأن تعطى السلطات فرقها فى اليمن ضمانات وتسهيلات آمنة للقيام بعملهم فى هذا البلد المضطرب. وذكرت المنظمة فى بيانها بهذا الخصوص أن رحلات الإجلاء التى تقوم بها تتم إعاقتها بشكل غير مقبول من خلال طلب تعريف هويات المسافرين الذين سيغادرون اليمن فى تلك الرحلات، وكذلك بسبب الظروف الأمنية الصعبة حول مطار صنعاء وكذلك الوضع على الأرض داخل مطار صنعاء. وأشار بيان المنظمة إلى أنها تمكنت أول أمس من تنظيم رحلة بالفعل من مطار صنعاء إلى أديس أبابا حيث أجلت 140 مهاجرا وذكرت أنها ساعدت نحو 400 من رعايا 20 دولة على مغادرة اليمن، موضحة أنها تلقت حتى الآن طلبات من 50دولة لإجلاء رعايا ينتمون لها.