بدأت الكتابة رسما يقرؤه الجميع بدون تعلم.. فلما زادت المفردات وتنوعت وادخل الانسان الصناعة وتطوير الخامات، أصبح الوقت عاجزا عن اتمام الابداع الرسمى الكتابى فظهرت الحروف الصوتية التى تحولت الى كلمات ورغم ذلك بقى الرسم ناقلا للمشاعر مبدعا له وظائف توعوية وتعليمية لا تحصى ومعالجا وشارحا لقضايا المجتمع ناطقا رغم صمته، ولأن التعلم لا يتم بغير الجمال فقد عاد للرسم مكانته فى التعليم والامتاع والعلاج والتوعية ومن أبرز الشابات اللاتى نجحن فى توظيف الرسم للعلاج والتعليم وخدمة افراد وفئات المجتمع كانت الفنانة الشابة ريهام السنباطى التى قدمت رسالة الماجستير، عن علاج التوحد بالفن بعنوان "تصميم قصص إجتماعية تفاعلية على ويب الأطفال ذوى التوحد.. كمدخل لتنمية مهارات التواصل" إستعانت فيها برسومات الأطفال ذوى التوحد لتصميم شخصيات القصص .. فاستخدمت تسجيلات «حواديت أبله فضيلة» التى قدمتها الاعلامية فضيلة توفيق فى برنامجها الاذاعى المشهور أبله فضيلة لانها قصص إجتماعية تعليمية بسيطة ومسلسلة إختارت منها ثلاث قصص لموضوع الرسالة على أن تقدم هذه القصص على موقع الويب الخاص بها .. لتكون وسيلة علاج مجانية للأطفال ذوى التوحد المصريين غير القادرين على نفقات العلاج الباهظة وكخدمة خاصة للأسر المتوسطة ومحدودة الدخل.. وبذلك تكون قد شاركت فى تقديم نوع جديد من أنواع العلاج بشكل فنى قد يسهم فى تنمية مهارات التواصل الإجتماعى واللفظى وغير اللفظى من خلال التفاعل مع القصص وتطبيقاتها على الشبكة. «سى السيد».. لازال يقهر المرأة ولم يكن استخدام الفن لخدمة الأطفال هو البداية لكنه كانت الصورة الأكاديمية للتوظيف الفنى فابداعات ورسائل ريهام لخدمة المجتمع المصرى متعددة ومتنوعة، فمنذ أن قدمت لوحتها المستوحاة من ثلاثية نجيب محفوظ بعنوان «سى السيد» والتى أرادت منها أن تحمل دعوة لوقف صور العنف ضد النساء تقول: أردت أن أعبر عن رغبات بعض الرجال ممن يريدون استعباد المرأة وكبتها وتحطيم أحلامها وأمالها، فكم من رجل وجد فى نفسه «سى السيد» الذى يريد ان يقهر المراة التى «لا حول ولاقوة لها» ورغم أن رواية نجيب محفوظ أرادت أن تجسد حال عصر آخر إلا أن الرجال فى عصرنا الحالى لايختلفون كثيرا عن غيرهم فى العصور الأخرى فهم يريدون كبتها وتحطيم امالها واحلامها بطريقة أو أخرى، وفى عملها الفنى اردات ريهام القاء الضوء على نفوس هذا النوع من الرجال . فنون وردية ثم جاء معرض فنون وردية تحت شعار (حقهم علينا يعرفوا) والذى قدم لوحات توعوية للسيدات اللاتى يعانين من الصمم ليفهمن.. كيف يمكنهن اكتشاف سرطان الثدى ومقاومته كمحاولة لنشر الوعى الصحى والفنىمعا؟.. وهو أول معرض توعية صحية تقيمه فنانه مصرية لتوعية المرأة، وتستهدف أعمالها الفتاة المصرية من ذوى الاحتياجات الخاصة، وقد حضر المعرض سيدات من الجمعية الأهلية للصم وتقول الفنانة ريهام السنباطى: كنت أريد أن أوظف الفن فى خدمة المجتمع بصورة أعلى من الصور التقليدية كجزء من تفعيل وظيفة الفن التنموية فأقمت المعرض كى يكون مصاحبا لندوة مترجمة بلغة الاشارة، وتعمدت أن تحمل اللوحات رسائل تعليمية وارشادية مصاغة فنيا بصورة تجذب الفتيات والسيدات، فتستقر لديهن المعلومات بمجرد النظر اللى اللوحات وبذلك نجحت فى الربط بين التعليم والمتعة. عروس المولد.. والتراث الشعبى لوحة اخرى استهدفت التوعية بأهمية الحفاظ على التراث الشعبى –رسمتها ريهام وهى فى الصف الثانى من دراستها الجامعية، وتتضمن الزخارف المختلفة والمتعددة والبسيطة فى تكوينها لتشير مرة أخرى لمكانة المرأة فى التراث الشعبى المصرى ودورها فى الحفاظ علية قويا وثابتا تقول: أردت من خلالها التنبية على أهمية الحفاظ على المنتج الشعبى الحضارى من خلال الدعوة لحماية هذه الحرفة لصناعة المرأة المصرية عبر التراث. وكجزء ناقل وحافظ لتراث المجتمع رسمت ريهام المراة المصرية عبر العصور، فقد بدا اهتمامها بالمراة منذ بداية اهتمامها بالرسم، وقد عبرت بالرسم عن المراة الفرعونية والقبطية والمعاصرة، وفى كل تراث نجد اختلافا تفرضه المدلولات والرموز الخاصة بذلك العصر كذلك هناك الشفرة اللونية الخاصة بكل عصر , لكنها مترابطة بشكل متسلسل وحديث تستعتين المرأة فيه من خلال ثيابها واناقتها بما يؤكد تراثها واصالتها.