كهف وادي سنور بمحافظة بني سويف تحفة جيولوجية نادرة وهبة فريدة تحتضنها هذه المنطقة الواقعة في وادي الالباستر إلا أن الكهف لايزال حبيس الصخور والرمال بسبب عدم استغلاله سياحيا رغم قيمته العلمية والتاريخية. ووجوده في منطقة ارتبطت بالعديد من الرموز السياسية والفكرية لمصر امثال محمد علي الذي جلب منها الالباستر وأنور السادات الذي اختبأ فيها من الانجليز.. ومع ظهور أول بادرة أمل ليجد مشروع استغلال كهف وادي سنور طريقه إلي النور يعبر اهالي بني سويف عن مخاوفهم من ان تتبدد هذه المحاولات مرة أخري كسابقاتها!! يؤكد الخبراء ان كهف وادي سنور تم اكتشافه في عام1989 م من القرن الماضي بالصدفة المحضة في أثناء العمل في محجر الألباستر ويقع كهف وادي سنور بصحراء مصر الشرقية علي بعد70 كيلو مترا جنوب شرق محافظة بني سويف بمنطقة محاجر الالباستر التي تم اكتشاف بعضها واستغلالها في عهد الفراعنة وفي عهد( محمد علي) تم اكتشاف البعض الآخر منها والذي استغلها في استخراج خام الالباستر,( المرمر الأحمر) الذي استخدمه في تكسية جدران مسجده الشهير والنافورات التي أقامها حوله بقلعة( صلاح الدين الأيوبي) كما قام المفكر الشهير الراحل الدكتور( مصطفي محمود) فور سماعه عن هذا الكشف العظيم بزيارة الكهف وتصويره من الداخل بكاميرات الفيديو الحديثة وأعد فيلما تسجيليا مفصلا عن الكهف. ويتميز كهف وادي سنور بتكويناته الجيولوجية الفريدة من نوعها وشكله( الهلالي) النادر ويعتبر ظاهرة مثالية لتكوينات الحجر الجيري المتبلورة والتي أضفت عليه جاذبية وجمالا خلابا ووضعته في مصاف التكوينات الارضية الطبيعية النادرة, كما أنه يعتبر كهفا نموذجيا نادرا لترسيب مادة كربونات الكالسيوم في صورها المتعددة والتي تنتج عن عوامل التعرية( الكارستية) حيث يعد هذا الكهف واحدا من أهم مظاهرها النادرة في العالم وهو كهف طبيعي يتراوح عمره من36 الي40 مليون سنة في العصور السحيقة نتج من تأثير عوامل الإذابة علي الحجر الجيري الأيوسيني الموجود بجبل سنور. ورغم مرور ما يقرب من ربع قرن علي اكتشاف كهف وادي سنور واعلانه كمحمية طبيعية يتوجب تنميتها وتطويرها واستغلالها سياحيا عن طريق تحويلها لمزار سياحي عالمي يستقطب وفود وبعثات السياحة العلمية الغائبة عن مصر من جميع أرجاء الأرض والتي تفتقدها مصر بشدة وتهتم بها كبري الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة في هذا المجال علي مستوي العالم فإنه ومع مرور الوقت وتبدد الآمال والطموحات العريضة علي صخرة الروتين والواقع الأليم فان الجهود التي بذلت لتنمية وتطوير المحمية لم تر النور حتي الآن وتحولت لمجرد حبر علي ورق. غير أن هناك بارقة أمل جديدة ظهرت علي السطح مؤخرا تمثلت في القرار الذي أصدره الدكتور مصطفي حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة في حكومة الإنقاذ الوطني الذي تضمن توجيهاته بتشكيل لجنة من الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة بالتعاون مع مركز الحد من المخاطر بجامعة القاهرة من أجل تطوير وتدعيم كهف وادي سنور والمنطقة المحيطة به وذلك بهدف إعادة فتح الكهف كمزار سياحي بيئي بمحافظة بني سويف علي أن يتم ذلك بعد الانتهاء من الدراسات والأبحاث الجيولوجية والهندسية اللازمة علي الكهف والمنطقة المحيطة به. من جانبه أكد المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف أنه التقي الدكتور مصطفي حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة في مجلس المحافظين حيث وعده الوزير بزيارة بني سويف قريبا لدراسة وضعية كهف وادي سنور علي الطبيعة ووضع التصورات التي تلتزم للبدء في عملية تطويره واستغلاله بالطريقة المثلي. والكرة الآن أصبحت في ملعب حكومة الإنقاذ الوطني والتي تحاول إثبات جدية توجهها الجديد نحو تنمية واستغلال مواردنا الطبيعية وحمايتها من مظاهر العبث والإهمال.