الكثيرون فى مصر لا يعرفون هذا الكهف الغريب والذى يبلغ عمره 65 مليون سنة ويقبع في الصحراء شرق مدينة بني سويف، فى الوقت الذى اكتشفه العلماء الأتراك الذين زاروا هذه المنطقة منذ 11عاما، التى تقع بالتحديد شرق النيل أمام مدينة بنى سويف وكانت نتيجة أبحاثهم دراسة فريدة بالصور عن أسرار كهف "وادى سنور" وقدموها لجهاز شؤون البيئة فى مصر، حيث صدر القرار باعتبار هذه المنطقه "محمية طبيعية" وبالرغم من هذا مازال الطريق إلى الكهف غير ممهد بل إن السيول دمرت بعض محتوياته وكنوزه. مكونات الكهف تقول التقارير الجيولوجية إن كهف "وادى سنور" تكون عبر ملايين السنوات نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية تحت سطح الأرض واختلاطها بالحجر الجيرى وهى الصخور المكونة للجبال ثم انهارت بفعل عوامل الجو وهذه التفاعلات تمت منذ العصر الإيوسينى أى منذ 65 مليون سنة. كهف سنور يتميز بوجود رخام "الالباستر" وهو أجود أنواع الرخام فى العالم والذى يستخدم فى صناعه أوانى الزينة، بالإضافة إلى أن الكهف به كميات كبيرة من المواد المزينة عبارة عن صواعد وهوابط وستائر وأعمدة جميلة، وهنا يشير مدير المحمية الطبيعية إلى أن الكهف لا يوجد مثيل له فى العالم سوى كهف فى ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدةالأمريكية، ولذا فإن بعض خبراء الكهوف العالمية سيزورونه لدراسة مقتنياته تمهيدا لفتحه وتجهيزه للسياحة العالمية. مزار سياحى عالمى الدكتور محروس عبد اللطيف - الباحث القانونى - يطالب بضرورة الاهتمام السياحى بكهف "وادى سنور" لكى يصبح مزارا سياحيا عالميا، حيث ناقش المجلس المحلى طرق تطوير وتنمية الكهف، بعد أن بدات وزارة البيئة تجهيز المحمية من الخارج وإزالة الأتربة والتراكمات حول الكهف وتمهيد الطريق المؤدى له حيث أن الطريق شرق النيل أمام بنى سويف طوله أكثر من 70 كيلو مترا فى أرض جبلية وعرة، حتى يسهل الوصول للكهف. واكد أن لجنة البيئة بالمجلس زارت الكهف أكثر من مرة وتابعت أعمال التطوير التى تتم خارجه من قبل الشركة المنفذة وطالبت اللجنة بالحفاظ على المحمية الطبيعية للكهف خاصه رخام الالباستر بالإضافه إلى المواد المزينة الجميلة. منطقة الكهف عبارة عن تجويف هلالى الشكل قطره الداخلى 700متر وعمقه 20مترا وعرضه 15مترا وحوله طرق دائرية وجبال صخرية حوالى 100متر ×100متر، والمساحة أمام الكهف مباشرة مساحتها 50مترا×50مترا وأن الكهف يقع مكان التقاء واديين، وتم عمل نفق لتحويل مياه السيول وقطع الجبال الصخرية المحيطة بالمحمية لإبعاد مياه السيول عن الكهف. وتكمن المشكلة الحقيقية فى وجود كتلة صخرية كبيرة يدور حولها الطريق المؤدى للكهف وتجرى حاليا الدراسات حول الإبقاء عليها أو تهذيبها أو إزالتها لأن الطريق تحتها غاية فى الخطورة، بعد أن أدى زلزال إلى تشققات تزداد اتساعا، مما قد يؤدى إلى انهيارها فجأة. جهاز شؤون البيئة أصدر القرار رقم 1204لعام 1992 باعتبار منطقة الكهف محمية طبيعية، ثم عدل بالقرار رقم 709 لعام 1997 لذا قررت تشكيل لجنة لمتابعة أعمال التطوير وتلقى تقارير اللجنة، حتى تصبح المنطقة مهيأة بالفعل لتصبح مزارا سياحيا، خاصة أن أوراق التاريخ تقول إن الرئيس الراحل أنور السادات اختبأ فترة طويلة داخل منطقة كهف "وادى سنور" هربا من الإنجليز بعد مقتل "أمين عثمان".