بني سويف من مصطفي فؤاد يواجه الدكتور ماهر الدمياطي, محافظ بني سويف الجديد, تحديات عديدة تحتاج إلي وقفة حازمة والضرب بيد من حديد لمواجهتها والتي كانت صداعا مزمنا في رأس المحافظين السابقين من ناحية وفي رأس المواطنين حتي الآن من ناحية أخري. ولعل ثورة25 يناير التي أطاحت برموز الفساد وأقرت مطالب مشروعة وهي التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية دفعت جموع المواطنين للخروج للتعبير عن استيائهم من الأوضاع القائمة والمطالبة بتحقيق مطالبهم في جميع أنحاء الجمهورية وإن كانت هذه المطالب تتشابه فيما بينها إلي حد كبير في كل المحافظات إلا أنها تختلف جزئيا حسب طبيعة وموقع كل محافظة. وأول تلك التحديات التي تواجه محافظ بني سويف الجديد ملف الأمن الذي مازال يعاني منه الكثير من المواطنين لعدم شعورهم بالاستقرار الأمني وكثرة انتشار أعمال البلطجة وحوادث السرقة وفرض السيطرة والمشاجرات باستخدام الأسلحة النارية والبيضاء ويتساءل المواطنون إلي متي سيظل هذا الحال. يقول وائل سيد37 سنة مدرس نعيش حالة من الفراغ الأمني ورغم عودة رجال الشرطة إلي الشارع إلا أننا مازلنا نفتقد الوجود الأمني الكافي الذي يردع الخارجين علي القانون, حيث إننا مازلنا نشاهد تجاوزات وأعمال بلطجة ومشاجرات تتطور في بعض الأحيان لتصل لحد القتل بين أطراف الشجار حتي إننا سئمنا هذا المنظر ويستغل الأشقياء والخارجين علي القانون ضعف الوجود الأمني في ارتكاب جرائمهم وترويع المواطنين والهروب من تنفيذ القانون ونناشد المسئولين سرعة حل هذه المشكلة الأساسية التي نعتقد أنها معاناة جموع الشعب المصري, بالإضافة إلي تأثيرها المباشر علي الاستثمار والكيانات الاقتصادية والسياحة فلا اقتصاد بدون أمن. وعلي الرغم من امتلاك محافظة بني سويف العديد من المقومات التي تسهم في تنمية الموارد الاقتصادية وتدر أرباحا كبيرة تعود بالنفع علي أبنائها وتسهم في علاج مشكلة البطالة فإنها غير مستغلة الاستغلال الأمثل وتحتاج إلي إدارة علمية واعية تدير هذه الثروات وتوظفها لخدمة المحافظة وأحد أهم هذه الروافد الاقتصادية الاستثمار السياحي, يقول أشرف عاطف40 سنة مدرس تاريخ إن محمية كهف وادي سنور ببني سويف هي إحدي المحميات الطبيعية بجمهورية مصر العربية وتعتبر من أحد الكهوف النادرة عالميا والفريدة من نوعها حيث تبين أن عمر هذا الكهف يتراوح ما بين36 و40 مليون سنة حيث يرجع زمن تكوينه إلي العصر الأيوسيني الأوسط إلا أنه لم يستثمر بصورة كافية حتي الآن. وفي نفس السياق يطالب المسئولون عن الآثار في بني سويف المحافظ الجديد بطرح تطوير منطقة آثار ميدوم علي وزير الدولة لشئون الآثار للتنفيذ الذي يشمل تطوير المنطقة الأثرية نفسها والذي قامت بإجراء دراساته كلية الهندسة جامعة القاهرة وكذا تطوير منطقة آثار دشاشة وإعادة بناء سور منطقة آثار أهناسيا الذي هدمه لصوص الآثار والبلطجية والخارجون علي القانون في أحداث ثورة25 يناير وكسروا بواباته الحديدية لسرقة الحديد وبيعه خردة. وتحقيق هذه المطالب سيسهم في تطوير النشاط السياحي في بني سويف مما سيترتب عليه زيادة الموارد التي ستسهم بصورة كبيرة في تشغيل الشباب وعلاج مشكلة البطالة. وضمن أحد أهم التحديات التي تواجه المحافظ الجديد أيضا مشكلة التعديات, حيث استغل بعض المواطنين حالة الفوضي الأمنية وضعف الرقابة التنفيذية وفساد المحليات وقاموا بالتعدي علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بصورة كبيرة لم يسبق لها مثيل عقب أحداث الثورة. وفي تعقيب الدكتور ماهر الدمياطي محافظ بني سويف الجديد علي تلك التحديات والمشكلات التي تنتظره قال: سنقوم بالتعرف علي مقومات المحافظة والمشروعات التي أنجزت والنزول للمواطنين في أماكنهم للتعرف علي مطالبهم وسيتم ترتيب الأولويات حسب وجهة نظر الجماهير فهي الأجدر والأكثر معرفة بما تتطلبه المرحلة القادمة باعتبارهم متلقي الخدمة وسنأخذ برأيهم ومشورتهم في الاعتبار في كل القرارات المتخذة وذلك من مبدأ لا خاب من استشار وأدعو الجميع لمد يد العون والمساهمة بمصداقية للنهوض بهذه المحافظة وتحقيق مطالب أهلها.