المصالحة والحوار الوطني بين مختلف اطراف المجتمع صياغة مقاربة للنهوض بالبلد, وخطوة مهمة وواجبة لاستقراره وتأمين حاجات مواطنيه, وما أشد ما تحتاجه مصرنا الحبيبة الآن وتتطلب اذكاء ثقافة الانتماء وترسيخ قواعد الوحدة واشاعة اجواء الانسجام ومعالجة الآثار الناجمة عن الحقبة الماضية. ونجاح ذلك يتطلب انكار الذات وتقديم مصلحة الوطن علي أي أغراض اخري, وفتح باب المصالحة وعدم التخوين بمن فيهم من يطلق عليهم فلول الحزب الوطني المنحل, فهؤلاء مصريون, فالمخطئ من الممكن أن يقوم ويعاد توجيه واحتضانه في المجتمع وإعادته لسرب بناء الوطن بدلا من لفظه ويتحول الي مناهض او شماعة لالصاق تهم التخريب له.. وما مصالحة نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا والذي قضي اكثر من82 عاما في السجن عاني قومه الاضطهاد ببعيد, فعندما خرج لم يحمل سلاح المحاسبة وتصفية الحسابات بل دعا لمصالحة حقيقية خرجت ببلده الي صفوف الدول الصاعدة. فإعادة الهيكلة والتصحيح لأي بناء أو مؤسسة فاسدة أو حادت عن الطريق ليس في هدمها واعدام مافيها, بل في تلافي الأخطاء, فدائما الاستفادة تكون من اخطاء الآخر وتوصيبها وليس بترها. واعضاء مجلس الشعب بما يضم من تيارات اسلامية هم أوعي بما يدعو اليه الدين من تسامح وعفو, وانا علي يقين من انهم سيكونون بعيدا عن رد صاع التعامل في الماضي قادرين علي تفعيل تلك المصالحة. فاصعب شيء يهدد اي امة الانقسام والتشتت, فهو يفتح الباب للمندسين ويترك افراد المجتمع مباحين لتطبيق اجندة المتربصين بمصر, وهو ما نعانيه ه هذه الأيام, فهناك من يجيدون صناعة الانهيار وعبر ودروس التاريخ لا تخفي علي أحد, فهل نعي الدرس ونبعد عن سياسة إما اخذ الكل أو هدم المعبد, فيا شباب مصر ليس منكم من يطالب بالديمقراطية والحرية ثم ينفذ سياسة اما هذا واما ذلك.. فأين سياسة الحوار والتفاوض والنزول علي المصلحة القومية والنهوض بالوطن؟.